صباح محمد الحسن : فوبيا الجغرافيا !!
منبر جنيف يستضيف القوى السياسية الفعلية وأبعد الفلول تماما و لم يقدم لها أي دعوة من الأساس حتى يقول الوزير انهم يرفضونه
كما أن جنيف تضع الحل ومعه الجريمة والعقاب وهذا سبب الهروب !!
أطياف
صباح محمد الحسن
فوبيا الجغرافيا !!
طيف أول :
العيون الشاخصة للدمار
اصبحت تتثاءب .. أرهقها المكوث مطولاً على جزر العزلة
تلاحق الحلم قبل بدئه
وتسامر العشم في كل فرصة عابرة
ويبدو أن وزير خارجية حكومة بورتسودان علي يوسف أمسك بمجدافه على مركب لايعرف أين تتجه
ولم يقرأ الرجل حتى آخر سطور على جدار قاعة التفاوض بجدة
وقعها الوفد الحكومي عندما خرج مغاضبا بلا عودة حيث رفض المنبر وقتها وجود أي تمثيل للحكومة في المشاركة في مفاوضات جدة
وغريب أن يخرج وزير الخارجية بتصريح يعلن فيه رفض الحكومة المشاركة في أي إجتماعات خارج نطاق منبر جدة، وشدد بأنهم غير معنيين بـما يجري في جنيف، ولا بالمشاركين فيها
وهنا تحديدا يصرح وزير الخارجية في أمر لايعنيه ابدا ، لأن لاوجود لمقعد لحكومة بورتسودان في منبر التفاوض بجدة إتفاق سمت فيه الوساطة من تقصدهم بالدعوة و المعنيين بالأمر ( طرفي الصراع) وينص الإتفاق على بنود تخص أمرين لاثالث لهما وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين
إذن لاوجود لتمثيل سياسي او دبلوماسي يجعل وزير الخارجية ناطقا رسميا بإسم الجيش فالذي يقرر الذهاب اوعدمه هو القيادة العسكرية فقط لاغيرها
ولكن حكومة بورتسودان تريد العودة الي منبر جدة ليس ظنا منها أنها ستجد لها مكانا بين المتفاوضين وحسب ، ولكنها ترمي لشي أكثر فالوساطة رفضت من قبل وزير الخارجية السابق ووفده الحكومي وعادت ورفضت وزير المعادن بعد أن قال إنه ( جهز بدلته) ولكنه تفاجأ بالغاء الأمر ووزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن رفض مقابلته في مصر وقال إنه لن يقابل إلا شخصية عسكرية
إذن ما الجديد الذي طرأ مابين رغبة وزير الخارجية المبددة وقتها ورغبة وزير الخارجية المتقدة والمتحمسة للمشاركة في منبر جدة لاجديد!! فذات الورقة التي لم يتم التوقيع عليها تنتظر عودة ( طرفي الصراع) لاغيرهما
وذات النص الإطاري الخارجي يتحدث عن وقف الحرب ويجب أن يعقبه عودة الحكم المدني وإستعادة الديمقراطية
وايضا ضرورة إبعاد الاسلاميين من المشهد السياسي
وأكد وزير الخارجية على ضرورة العودة إلى نفس المسار التفاوضي الذي تم التوافق عليه في منبر جدة وهنا يكشف الوزير أن لا مسار جديد إلا في تحول المواقف ، وهو قبول الحكومة الكيزانية بمنبر جدة بعد ان كانت ترفضه منذ بداية الحرب، وعرقلت القيادة العسكرية ومنعتها من المشاركة فإن وافقت عليه الحكومة الآن فإن إخطار الوزير يجب يكون المقصود به مكتب البرهان فقط ليخبره أن الحكومة وافقت، ليقرر البرهان ويوافق على العودة الي منبر جدة بذات المسار علما انه لاجديد طرأ ولم يتم تغييرأي مسار في العملية التفاوضية ولو حدث ذلك لأعلنت عنه
الوساطة
كما أن الحكومة الكيزانية إن وافقت على العودة او لم توافق فليس لها مكان بين الطرفين على طاولة التفاوض
وأشار الوزير إلى أنه أبلغ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة بهذه الرغبة مشدداً على أن مخرجات جدة هي المسار الذي يجب أن تكون العودة من خلاله
والعمامرة نفسه قد يندهش لهذا الطلب البسيط “المتواضع” لأنهم في الأساس يهمهم العودة الي منبر جدة اكثر من جنيف، فقط أن الحكومة هي التي كانت ترفض
والوساطة لايكلفها شي فقد تعلن غدا وقف المباحثات في جنيف والعودة الي جدة وهنا تكون حلت عقدة الحكومة “الجغرافية” التي ترجمها الوزير
فمنبر جدة يناقش وقف اطلاق النار وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية وجنيف يناقش وقف اطلاق النار وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية!!
ولكن يبقى السبب الأساسي ليس في مايطرح في المنبرين
لكن الفلول مصابة بفوبيا المشاركة في المنابر الدولية التي لا تستطيع الوقوف على منصاتها لأنها تعلم أن وجودها هناك لاقيمة له بسبب أن حكومتها منزوعة الشرعية لا أعتراف بها
ثانيا: منبر جنيف يستضيف القوى السياسية الفعلية وأبعد الفلول تماما ولم يقدم لها أي دعوة من الأساس حتى يقول الوزير انهم يرفضونه
ثالثا : أن جنيف كما ذكرنا من قبل تضع الحل وبجانبه ملف الإنتهاكات ( الجريمة والعقاب) وهو ماتخشاه الحكومة وتفر منه القيادة العسكرية
وحتى لاتصر الوساطة على الطرف الرافض بالعودة الي منبر جنيف المهمة التي جاء لأجلها رمطان العمامرة أخبرتها الحكومة عبره أنها تقبل العودة الي جدة ( قدر أخف من قدر)
وربما يكون المجتمع الدولي طرح منبر جنيف كورقة ضغط حتى يحصل على الموافقة بالعودة الي منبر جدة!!
طيف أخير :
اليونيسف: الوقت ينفد بالنسبة لأطفال السودان بعد 20 شهرا من الحرب وأكثر ما يحتاجونه هو وقف إطلاق النار
هل من مجيب!!
الجريدة