كررت الاستماع إلى مقطع فيديو حديث ، يتحدث فيه أحد زبانية البرهان المقربين متغزلا في الدكتور عبدالله حمدوك ، عن وطنيته غير المشكوك فيها
و عن كفاءته المشهود لها كرئيس للوزراء.. ثم يتمنى أن يقبل دكتور عبد الله حمدوك رئاسة الحكومة الجديدة التي ينتوي البرهان تشكيلها ، على أن يأتي منفرداً ، بعيداً عن (عصابة) الحرية و التغيير!!!
ثم اطلعت على خبر متزامن ، ينسب إلى الفريق البرهان حديثاً شبيها ، مليئا بالثناء على د.حمدوك ، في طيات خبر آخر يرصد نوايا البرهان تكوين حكومة..
هذا كله بعيد اسابيع قليلة من إصدار من أسموه (النائب العام) أوامر قبض بحق الدكتور عبدالله حمدوك و جميع رموز “تقدم” ، بأمر من البرهان ، و مخاطبة الشرطة الدولية (إنتربول) لتوقيف المطلوبين حيثما كانوا على ظهر الأرض!!!..
هل يمكن اعتبار هؤلاء القوم أناساً أسوياء ؟
هل توجد في هذا العالم كله دولة تقودها شرذمة من المجانين ؟؟!!..
بيد أن الأمر ، كما هو واضح ، ليس للبرهان فيه إلا دور “السمسرة” ، فلا تجريم حمدوك و تقدم كان قراراً للبرهان و نائبه العام ، ولا التغزل في حمدوك كان من بنات أفكار البرهان (هذا إن كان للرجل بنات أفكار بالأساس)..
هذا الجنون المطلق و التناقض المدهش جرب السودانيون مثله إبان حكم الكيزان ، الذين كانوا يصدرون حكماً بالإعدام في حق أحد المعارضين ، بتهمة الخيانة العظمى ، ثم يجده الناس بعد بضعة أشهر (مساعداً لرئيس الجمهورية)!!!!!…
الغريب جداً في هؤلاء الكيزان هو أنهم ، مثل عائلة البوربون ، لا يتعلمون شيئاً ، و لا ينسون شيئاً!!..
لديهم عقيدة مطلقة أن كل شخص في هذه الدنيا يمكن شراؤه ، و لا تفاضل بين الناس إلا في قيمة “الثمن” المطلوب!!
الكيزان يظنون أنه لا فرق بين الدكتور حمدوك و بين مبارك الفاضل!! متيقنون أنه لا فرق بين عبد الواحد نور و بين مناوي!!.. ، واثقون أنهم ما داموا قد اشتروا الأول فالأخير عندهم أيضاً قابل للشراء!!!..
و من هنا تأتي مقاتل الكيزان..
قاتلهم الله أنى يؤفكون.