دخول شاحنات الإغاثة عبر معبر أدري.. خطوة نحو محاصرة المجاعة

الجنينة – اسكاي سودان

منذ فترة طويلة ظلت الحكومة السودانية تمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري، ولكن بعد مطالبات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والاقليمي المتكررة للسلطات السودانية بفتح معبر أدري لتسهيل دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور استجابت الحكومة السودانية، ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش( بقرار السودان فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لفترة (3) أشهر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في البلاد.

وفي السياق أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، أن شاحنات محملة بإمدادات غذائية حيوية اجتازت تشاد إلى السودان من معبر أدري الحدودي، وقال في منشور على منصة إكس: (عبرت شاحنات برنامج الأغذية العالمي التي تحمل إمدادات غذائية حيوية الحدود من تشاد إلى السودان عبر معبر أدري الحدودي) وأضاف (في غضون أيام قليلة ماضية منذ إعادة فتح الحدود، قمنا بتعبئة المساعدات الغذائية لمنطقة دارفور غربي السودان) ، وتابع: (سيحصل المعرضون لخطر المجاعة على مساعدة منقذة للحياة).

فيما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من (12) شاحنة محملة بالمساعدات تضم شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي والمنظمة الدولية للهجرة عبرت، الأربعاء، إلى دارفور في السودان من تشاد عبر معبر أدري الحدودي، وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن شاحناته التي دخلت إلى دافور كانت محملة بالذرة الرفيعة والبقوليات والزيت الأرز.

وسيستفيد من هذه المساعدات نحو (13) ألف شخص معرضين لخطر المجاعة في منطقة كرينك بولاية غرب دارفور وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن مواد الإغاثة الأساسية التي تم تسليمها إلى السودان ستدعم أكثر من (12) ألف شخص محتاج.

وجدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التأكيد على أن معبر أدري هو الطريقة الأكثر فعالية ومباشرة بالنسبة لهم لتقديم المساعدات الإنسانية إلى السودان بالنطاق والسرعة المطلوبين للاستجابة لأزمة الجوع الهائلة في البلاد، فيما أوضح برنامج الأغذية العالمي أن شاحنات المساعدات يمكن أن تعبر إلى دارفور من أدري ثم تصل إلى نقاط التوزيع الرئيسية في نفس اليوم.

وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنهم مستمرون في التواصل مع السلطات السودانية لتسهيل وصول شاحنات إضافية في الأيام والأشهر القادمة، مضيفًا أنه ستكون هناك حاجة إلى إمدادات مستمرة من المواد الإنسانية.

وشدد المكتب على أهمية الحفاظ على تدفق المساعدات الغذائية والتغذوية إلى السودان وعبره، وتوجد أكثر من (12) منطقة معرضة لخطر المجاعة،
وأضاف المكتب أن برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوسيع نطاق المساعدات الغذائية هناك، ويهدف إلى دعم أكثر من ثمانية ملايين رجل وامرأة وطفل بحلول نهاية هذا العام

وفي سياق متصل أعلنت قوات الدعم السريع، ترحيبها بدخول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في ولايات دارفور وكردفان عبر معبر أدري الحدودي، وقالت في بيان صادر عنها إن موقفها كان وما يزال مع استخدام معبر أدري ومطارات نيالا والجنينة وزالنجي لإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى إن الحرب أوصلت الوضع الإنساني في البلاد إلى حد لم يكن مسبوقاً من قبل بما يتطلب مضاعفة الجهود الدولية من أجل إنقاذ أرواح المدنيين.

وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على (4) ولايات في إقليم دارفور من أصل (5) ولايات بينما تخوض اشتباكات عنيفة مع الجيش في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعد مركزا للعمليات الإنسانية لكل ولايات الإقليم.

فيما أعلنت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لقوات الدعم السريع إنها ستبذل قصارى جهدها في التواصل مع قوات الدعم السريع ومنظمات الأمم المتحدة، خاصة برنامج الغذاء العالمي، لإيجاد حلول موضوعية لحماية وضمان تسهيل حركة مرور الإغاثات للمجتمعات المتأثرة.

وقالت الوكالة انها نجحت في هذا الصدد في تحويل اتجاه 25 شاحنة كان من المقرر أن تتجه إلى مناطق أخرى تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور إلى معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، إيمانًا منها أن حوجة أهل معسكر زمزم مقدمة على كل الحاجات الأخرى رغم شح المعينات الإنسانية وندرتها.

وأكدت الوكالة في بيان صادر عنها في وقت سابق أنها ستقاسم السودانيين المتاح فالجود بالموجود، وستواصل العمل مع الأمم المتحدة وقوات الدعم السريع لضمان توفير الحماية الكافية حتى تصل هذه الشاحنات إلى وجهتها الأخيرة، وقالت إن التعنت واستخدام المساعدات الإنسانية والتجويع كسلاح لمعاقبة المواطنين الأبرياء الذين هم خارج مناطق سيطرة القوات المسلحة يعتبر جريمة إنسانية بكل المقاييس.

وقالت إنها ستواصل العمل لضمان تفعيل معابر أخرى غير التي تفرضها حكومة جيش بورتسودان للتحكم في مصائر الشعوب كنتاج للغطرسة والصلف والعنجهية التي تنم عن حقد مرضي متأصل في الأجهزة الأمنية ضد المواطنين الأحرار. وحتى لا يكون المواطنون هم الضحايا، علينا التأكيد على أن معبر أدرى هو الطريق المثالي لوصول تدفقات المساعدات الإنسانية، خاصة مع تفاقم الأوضاع مع تزايد معدلات هطول الأمطار وانقطاع الطرق.

وأعلنت عن استعدادها لفتح كافة المعابر الدولية التي يمكن أن تكون منفذًا ومتنفسًا لإنقاذ الأرواح التي باتت على حافة الموت، وقالت انها ستعمل مع الجميع لضمان توفير الحماية اللازمة التي تعزز من وصول المساعدات الإنسانية وسلامة العاملين في المجال الإنساني، َدعت الطرفين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، التي من شأنها أن تكون بارقة أمل لصالح المواطنين الأبرياء الذين كانوا المتضرر الأكبر من توسع هذه الحرب وامتداداتها.

وجددت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التزامها الراسخ بضمان توفير الحماية اللازمة التي تعزز من توصيل المساعدات الإنسانية وسلامة العاملين في المجال الإنساني، مؤكدة إنها ستسعى لتشييد طرق الأمل والمرونة وسط هذه الأوقات العصيبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.