جنيف ولماذا يرفض برهان السلام..

سلام ياصاحبى.. ابو عبيدة برغوث

كل ما يطل صباح والعشرات من السودانيين يذهبون الى ميادين ويصطفون لأخذ القليل من “ماء الفول” أو البليلة التى صارت طعاماً تتصاعد منه أبخرة الحُب للذين ينشطون فى خدمة الانسانية فى العديد من مدن السودان، ودخان الأسى والحرمان من حقوقهم فى العيش الكريم من خلف تلك الصفوف تعرف العالم الى حجم مأساة الحرب فى السودان فانحاز للحقيقة وسقطت “لاءات” التفاوض التى تدعو للحرب، وان كان قائد الجيش وكتائب الاسلاميين مازالوا يرددونها بخجل وفقاً لحقائق الأرض التى لم تعد فى صالحهم.
الحرب ليس لعبة للتسلية فهى موت ودمار وحزن وأسى .. إعتقد الذين يديرونها ويصرون عليها ويتاجرون فيها بالأعراض والأرواح بعد أن فارقت الإنسانية ضمائرهم لذا لم يلتفتون لأنين النازحين فى ديارهم والمعدومين فى منازلهم الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء فى كل صباح يحاصرهم الجوع والمرض والعدم .
كان قائد الجيش الفريق البرهان وصل عطبرة ومنها يعلن الخبر الصادم للسودانيين ويقول: ( ما تسمعوا الكلام مافى مفاوضات لا جدة ولا جنيف).. وجاء ذلك عشية وصول وفد الجيش بالفعل الى العاصمة السويسرية جنيف، وأيضاً وصول وفد الدعم السريع بدعوة من الأمم المتحدة لمناقشة وقف اطلاق النار من أجل إنسياب الإغاثة والاحتباجات الإنسانية بين الطرفين، وتدرك الأمم المتحدة خطورة الوضع الإنسانى فى السودان، منذ اعلان قائد الجيش رفضه لدخول المساعدات الانسانية الى عديد من مدن السودان وخاصة كردفان ودارفور التى بها عشرات المعسكرات للنازحين الذين وصلوها منذ حرب 2003 .
واعتبر العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان أن رفض قائد الجيش وصول الاغاثة لتلك المناطق يعتبر جريمة حرب.
وقد كان قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو ظل يؤكد دائماً استعداده للجلوس والتفاوض من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام العادل بين السودانيين، رغم تقدم قواته وسيطرتها على مساحات واسعة من السودان، و لكن الرجل المتصوف لا يرغب فى استمرارها وهو يعلم معاناة السكان فى كل مكان لذا قال مقولته الشهيرة: ” اذا تبقى لنا فقط 2 كيلو متر من بورتسودان.. وقالوا لنا نريد السلام سنوقف قواتنا ونذهب للسلام”.
إذن هذا الفرق بين الذي تسيطر قواته على الأرض ولكن معاناة الناس تدفعه الى البحث عن طرق لإنهاء الحرب وآخر يفقد كل شى ويتحدث فى خطاباته باسم السودانيين، وهو يصر على أن تستمر المعاناة والألم والفقدان.
وهنا لا أعتقد أن الضمير الانسانى العالمى سيسكت أو يجعل برهان يستمر فى دماره للبلادن وإذا واصل فى اصراره على استمرار الحرب فالتدخل الدولى لحماية المدنيين هو الأقرب فى المشهد السودانى أو عملية فرض السلام فى السودان تحت مظلة وإرادة دولية.
إذن ماذا يرفض قائد الجيش انهاء الحرب وهل يرغب ان يرى السودان تحت الوصايا الدولية وانا هنا لا ارى ان الرجل يمانع فى ذلك اذا التدخل الدولى يحفظ له السلطة ولو حتى فى مناطق محدودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.