الطاهر أبوجوهرة: مقاطع لا علاقة لها بالسياسة(١)
مقاطع لا علاقة لها بالسياسة (1)
الطاهر أبوجوهرة
نتأمل صفحات كتابنا الكريم .. فنجد نص من آية ما معناه .. سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم إنه الحق .. فهذه الرؤيا ليس لها نهاية طالما الدنيا مستمرة ، متمددة مع تمدد السنوات ، متحركة لاتعرف معنى للتوقف مالم يتوقف الزمن الدنيوي .. رؤيا تتناسب تناسبا مقداريا إيجابيا مع عقول البشرية في كل عام او كل قرن .. مثلا .. نتائج علم التشريح في القرن الثامن عشر ليست بنتائجه في القرن العشرين ، فإنسان القرن الماضي ينظر الي النتائج في وقتها بانها مزهلة مبهرة ترتقي في بعض تفاصيلها لمستوى المعجزة ، أما الانسان الحالي ينظر إليها بإستخفاف لدرجة التخلف قياسا على راهن الحقائق التشريحية التي أمامه .. وقس على ذلك تباعد المسافة التقنية بين الكتابة على أوراق البردي والورق وعلى شاشات الكمبيوترات والموبايلات عبر الكيبورت ، فكلها كتابات ذات رسالة مشتركة بقصد نشر المعرفة سلبا او إيجابا ، ولكن تبقى نظرية مواكبة التطور البشري العقلي والتقني لاستيعاب متطلبات المرحلة المعرفية هي الميزان والمحتوى لوزن الاشياء وضمها لتستوعب معنى الاية آنفة الذكر .. مثلا .. قبل ثلاثة وعشرون عاما من الان كنا مشدوهين ونحن نضع على آذاننا سماعة لتلفون من جيل 3310 والذي نسميه عندنا إختصار ( ثلاثتين عشرة ) أما الان فصار هذا التلفون في متحف التاريخ لا ترفع له حواجب الدهشة وهكذا .. نموزج آخر .. من الآيات والمعجزات التي قدمها سيدنا موسى لفرعون مصر لبرهنة صحيح دعوته أن يلقي عصاه فتصبح ثعباناً ويدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء منيرة ، كانت هاتان الحركتان في ذلك الوقت قياسا على العقل والمقدرات البشرية أشياء في رهبتها تثير الرهبة لحد الجنون ، لدرجة ان سحرة فرعون سجدوا عند مشاهدتها بإعتبار إنها أشياء لايمكن أن تصدر من علم بشر عادي حتى لو كان يمارس السحر ولديه فيه باع من الخبرة ، ولكن الان مع تطور العقل البشري وتقدمه يمكن ما قدمه سيدنا موسى في حضرة فرعون من معجزات في ذلك الوقت يقدمه الان أي لاعب سيركي على المسرح كما نشاهد على شاشات التلفزيون .. إذن عندما وعدنا الله بانه سيرينا آياته في الافاق وفي أنفسنا يقصد هذا التدرج الذي يتسع مع مرور السنوات لاستيعاب التحولات الكونية والمجهرية الدالة دائما على وجود الله تعالى .. ثم .. ثمة ملاحظة مهمة .. أحيانا في إطار الرؤيا في سياق مقطع الأية الآنف نجد القران يتقدم العصور أو قل عصرنا في كثير من المجالات وذلك في إطار الموازنة وبرهنة صلاحية إتساع شمولية النص الالاهي بصرف النظر عن الميقات والزمن والمناسبة .. فسيدنا إبراهيم مثلا يعتبر أول رائد فضاء ، فالقران يحدثنا بانه تمكن من رؤية الكواكب والقمر والشمس ليلا في آن واحد ، وهذا لايمكن أن يتاتى لشخص وهو على الارض مالم يكن إرتقى مرتقا فوق طبقات الغلاف الجوي السبعة ( ملكوت السماوات والارض ) والتي منها يتجلى الكون باتساعه الاعظم وسواده الابدي ، ولاغرابة عندما تحدث العلماء الذين سافروا الي الفضاء معربين بعض ملاحظاتهم الغريبة
وهم داخل أو خارج مركباتهم الفضائية بانهم في بعض المرات يرون الكواكب والشمس والقمر في آن واحد ، وهذا مايؤكد مصداقية القران في واقعة سيدنا إبراهيم عندما رفعه الله ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض فلما جن عليه الليل رأى كوكبا …… ) الي آخر الايات .. سبحان الله ..