د.عصام حامد دكين: الاستقرار السياسى في ظل توقيع الاتفاق الإطاري(٢)

د. عصام حامد دكين: الاستقرار السياس فى السودان فى ظل توقيع الاتفاق السياسى الاطارى (٢)

* تختلف الظاهره السياسيه تمام الاختلاف عن الظاهرة الطبيعيه حيث تتصف الظاهرة السياسية بالديناميكية او الحركة ،كما تتصف الظاهرة الطبيعية بالسكون والجمود .

* وظاهرة عدم الاستقرار السياسى فى السودان منذ ١٩٥٦م حتى ٢٠٢٢م هى ظاهره تتسم بطابع من التعقيد وعدم القدرة على وضوح حيثياتها ولذلك من الطبيعى ان تتعدد وتختلف مفاهيم الاستقرار السياسى وتتلون مضامينها بما ينسجم مع ظروف السودان لدى القوى السياسية المدنيه والعسكرية وحركات التمرد.

* يعتبر الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى من المرتكزات الأساسية والضرورية لاذدهار ونمو الشعب السوداني الذى ظل من أكثر الشعوب تخلفا .

* بسبب عدم الاستقرار السياسى فى السودان أصبحت هنالك حالة من الفوضى والاضطراب مما أدى لفصل جنوب السودان واندلاع الحرب فى شرق السودان وغرب السودان وفى جنوب كردفان والنيل الأزرق وقيام ثورات شعبية فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م وديسمبر ٢٠١٨م وابريل ٢٠١٩م

* من اهم انواع الاستقرار بالنسبة للشعب السوداني هو الاستقرار السياسى الذى يعتبر من أبرز الظواهر السياسية ذات الأبعاد المتعددة والمتشابكة فى السودان ةالتى تتغير بتغير الفترات الزمنية الانتقالية والدكتاتورية والديمقراطية مع تغير الأشخاص فى الملعب السياسى.

* مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان اصبح من اكثر المفاهيم السياسيه غموضا وتعقيدا نظرا للجدل الكبير الذى شهده السودان حول وحدة السودان، وهوية السودان، ومدنيه وديمقراطية السودان، وفدرالية ومركزية السودان، ومصدر التشريع، وممارسة السلطة، والمواطنة، والحقوق والواجبات، والمساواة، والحريات الدينية، وحقوق الإنسان، والعدالة، والمحاسبة، والمشاركة، ومهنية واستقلال مؤسسات الدولة وقوميتها،واستقلالية القضاء، واستقلالية الخدمه المدنية، واستقلالية التعليم العالي، واستقلاليه القوات المسلحة والقوات النظاميه الاخرى ومهنيتها،والعمل السياسى السلمى،ومكافحة الفساد وازالة آثار وتمكين الحكومات العسكرية وغيرها من القضايا من أجل الوصول إلى معنى ومفهوم محدد ودقيق حول مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان فهو من اكثر المشاكل التى تواجه الاستقرار واستمرار مكونات الشعب السوداني فى العمل السياسى لأنه يضمن صياغة السياسات التى تأخذ بكل أشكال التغيير من أجل التقدم الذى يؤثر على جوهر الاستقرار بشكل عام فى السودان.

* اذن يجب أن يكون مفهوم الاستقرار السياسى لدى القوى السياسيه المدنيه فى السودان هدفا يجب ان يسعى إليه الجميع لأنه ذو أهمية كبرى تكمن فى انه يعد مطلبا شعبيا حيث كان النمط السياسى القائم لمفهوم الاستقرار السياسى هدفا لأى دولة فى العالم بعد الحرب العالميه الثانية حيث يأمل كل نظام حكم أن يكون حكمه مستقرا لكى يستطيع الاستمرار.

* لقد استحوزت قضية الاستقرار السياسى فى السودان على تفكير كثير من المفكرين والمحللين السياسين منذ الاستقلال فى ١٩٥٦م إلى اليوم ولم نصل إلى اى صيغة توافقية ربما هذه المرة بعد توقيع الاتفاق السياسى الإطاري بين بعض مكونات القوى السياسية المدنية ان يتسع للجميع وان يصبح كتابا مفتوحا للجرح والتعديل حتى نصل إلى ثقه توافقية تؤدى للاستقرار السياسى فى السودان وليس تكتيكا مرحليا لبعض الطامحين لاعتلاء كرسى السلطة

* ظل الشعب السوداني محبطا فى قضية الاستقرار السياسى فى السودان لأنها من الموضوعات القديمة والمستعصية لديه او فى الواقع المحيط به منذ الاستقلال عبر الفترات السياسية المختلفة فى السودان وتناولها المفكرون والسياسيون السودانيون بطرق عديده منذ الاستقلال وحتى اليوم

* أبرز الصعوبات التى يواجهها مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان هو عدم وجود مصطلح دقيق متفق عليه من القوى السياسية المدنية لمفهوم الاستقرار السياسى لذلك أصبح المفهوم مختلفا لدى السياسين المدنين و المتمردين والقوات النظامية واثره ذلك على مسيرة الدولة حيث حقق المتمردون والملشيات اهدافهم بقوة السلاح والان هم موجودون في مفاصل الدولة العسكرية والمدنية وآخرون حققوا أهدافهم عن طريق العمالة والخيانة الوطنية وآخرون يهتفون فى الشوارع .

نواصل دكتور عصام حامد دكين باحث و اكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.