الطاهر أبوجوهره: وحول الاتفاق..نتكهن فقط

 

نبدأ بالتحية والانحناء للذين وقعوا وحضروا رحلة المشوار الطويل الذي انتهى بتوقيع الاتفاق بين القوى السياسية التي حضرت .. والذين يقولون : ( لا ) نجدهم تاريخيا من أنصار النظام السابق وهم سبب كل البلاوي التي لحقت بالبلاد ، فأكثروا فيها الفساد ، وكان من الطبيعي ان تتهادى عليهم السماء بشهاب ليس بالضرورة ان تكون حاملة رؤوس ولكنها ذات رسالة .. وتنزع الملك ممن تشاء .. فالذين يقولون لا من أنصار النظام البائد يبدو واضحا انهم لم يعوا الدرس ، ولم يستلموا رسالة الجبار الذي تخلى عنهم لأنهم تخلوا عن القيم وسيطرت عليهم ملزات السلطة وطغوا ونسوا إرادة العادل القوي حتى قالوا من يريد إزاحتهم عليه ان يجرب ( لحسة كوعه ) ، ونسوا إن مابين الكاف والنون يمكن أن تنهار الاشياء .. الآن .. جاء الاتفاق وكشفت القائمة هوية الذين يريدون خيرا للبلاد بعيدا عن المتاجرة وفرض الأجندات والتخويف وإستخدام الكروت التي لاتزيد الملعب الا طردا واقصاء .. ثمة شئ يسبب لنا الدوار .. ونعني موقف الفلول من أنصار النظام البائد الذين مارسوا الاقصاء ساعة حكمهم وحرقوا وقتلوا وفسدوا ، ورغم ذلك لم تقصيهم القوى السياسية من المشهد ، بل كان الحل الوادع بأن جمد نشاطهم وعليهم الالتزام والابتعاد عن قالب الفترة الانتقالية إلى أن تاتي الانتخابات وبعدها يقدموا أنفسهم عبر الصناديق لتفصل في امرهم الشعب ، وهو حل موضوعي سليم ولكنهم لم يلتزموا بذلك .. لان .. الفطام والابعاد عن ثدي السلطة عذاب لايطاق للذين تعودوا على الامتصاص ، فاغلبهم لايتصورون ولايصدقون الذي حدث ، بعد التغيير .. فهم الآن يعارضون ولايلتزمون بما وجه إليهم ليعودوا ساعة الانتخابات ، غير مقتنعين بانهم لا علاقة لهم بما يجري في الفترة الانتقالية .. صحيح .. بعض عقلائهم يرون خيار الصمت والبقاء لحين انتهاء الفترة الانتقالية ، وجزء يرى خيار العودة للسلطة ولو عبر الجيش تحت سيمفونية هتافات حشود الكرامة .. فهم الآن مختلفون .. هذا التباين الداخلي لحزب النظام البائد مرجعه لشكل التوليفة الداخلية للحزب ، وهي توليفة ليست وليدة مابعد الثورة ، بل ظلت موجودة متشاكسة منذ ميلاد الحزب بصورة مابعد المفاصلة .. فهم داخليا خشم بيوت .. مجموعة علي عثمان .. كتلة نافع .. مجموعة قوش .. مجموعة غازي صلاح الدين .. مجموعة معتدلة عاقلة ترى ضرورة ممارسة العدالة وتوزيع الاشياء .. مجموعة عنصرية ترى إنهم خلقوا ليقودوا ويتحكموا .. مجموعة انتهازية تحركها مصالحها الشخصية تميل إلى حيث مال الجيب الممتلئ .. ومجموعة كراع هنا وكراع في الشعبي .. ومجموعة تنادي بالاكتفاء بهذا القدر من الخم والرماد والنوم في البيوت بضمانات .. ومجموعة لديها إلتزامات إستخباراتية خارجية .. ومجموعة حفنة صغيرة تحمل هم الحركة .. ومجموعة ترى الانقلاب المباشر خيار .. ومجموعة ترى صناعة انتفاضة شعبية تدعم ذلك أفضل .. ومجموعة ترى اتفاق جوبا واقع يجب التسليم به والتعامل معه .. ومجموعة أخرى ترى اتفاق جوبا شرا يجب إجهاضه .. وهكذا .. بالتأكيد … هذا الحال .. فوسط هذا الشتات كيف يستطيع جسم ان يصنع موقفا مشتركا يبلور به إرادة تصلح البلاد والعباد ؟! ، ولذلك هم الان في حالة إختلاف وهياج من الاتفاق الاطاري ، وهذا شيئ طبيعي طالما المنظومة في كلياتها متفاوتة .. وبعد كل ذلك يطرح السؤال نفسه مرة ومرات كيف يفكر المؤتمر الوطني بعد التوقيع ؟ .. وفقا لكتابات إعلاميه يتضح بجلاء انه سيواصل محاولة عملية تعطيل الاتفاق وإفشاله عبر مواعينه ومصادره داخل القوى السياسية بافتعال مشاكل وتباينات داخل بيوت القوى الموقعة ، بجانب مواصلة مسيرات حشود الكرامة التي يقبع خلفها ويدعمها ماليا وحركيا .. ولكن السؤال هل سينجح ؟ .. الاجابة إن ارادة القوى السياسية تدعمها جماهير الأغلبية الصامتة من الشعب السوداني التي ملت تكرار المشهد ، بجانب ان المؤتمر الوطني اصلا ذهب من السلطة بانتفاضة شعبية ، ومرفق مع ذلك التبايانات في داخل تشكيلاته فكل ذلك يضيق عليه سانحة فعل تغير في واقع مابعد الاتفاق الاطاري .. وعليه ما المتوقع ؟.. المتوقع أن تزيد التباينات داخله ، وتتضارب مواقفهم من الاتفاق ، بجانب مواصلة الجناح المتحكم ( جناح علي كرتي ) حراكهم عبر مسيرات الكرامة التي ستدخلهم في مواجهة مباشرة مع العسكر . وبما ان الوطني في الساحة الآن ليس له صليحا سياسيا فلن يبكي عليه أحد لاحقا وبالتالي هناك إمكانية أن تتخذ ضده إجراءات تفضي بحله تماما ومنعه من الظهور السياسي وارادة ، وبالطبع هو سيقاوم ذلك بلا شك ، وبالتالي سيحدث ما يحدث ، وستظهر لاحقا مجموعة من داخله وستلحق بالاتفاق على الاقل من اجل تخفيف حدة الحصار الذي سيفرض عليه .. وهنا يمكن القول .. أخطر مايهدد المؤتمر الوطني تلك المجموعة ذات الارتباط بالالتزام الخارجي فهي ستعمل على جر الحزب نحو خيار المواجهة مع العسكر وبالتالي سينضرب التنظيم وستبدأ موجة من الاعتقالات وينتهي السيناريو بموات يختتم بتشيع سياسي للحزب الذي سيفقد تعاطف الشارع .. نعم .. هي تكهنات ولكن .. وعندما ينجلي الغبار ستدرون أفرس” كان أم حمار .. فهل يستدرك أهل النظام البائد مؤشرات القادم بتعقل .. الإجابة لا .. هذا وفقا للمعطيات الآنفة .

ودق :

ترانا بارزين وكل حي

قد إتخذوا مخافتنا قرينا

رعد :

عد فات زمن اللحس

والتورنش وتلميع الحزاء

وفاطر الذهب

المزركش للسنون

وحتى زركشة الصحون الصحون

عادت موازين الرخاء

ويستمتع الناس الزمان

الرابطة من الجوع بطون

***

سودان جميل

ترفرف وريقات الأصيل

يتمايس الكل في ايقاع

لا بيوتات لابطون

واقدل هنا

والناس تصفق ياجنا

انت وانا

من حقنا

نتقاسم النيل والمطر

ونزرع جروف

بامية وخيار

خضرة وخضار

ويتلاشى سمدور العيون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.