موسى محمد موسى بشير يكتب : حكومة الأمر الواقع .. هل تستطيع الصمود؟
موسى محمد موسى بشير يكتب: حكومة الأمر الوقع ..هل تستطيع الصمود ؟
للمرة الثالثة منذ سقوط حكومة المؤتمرالوطني لم تتمكن النخب السودانية السودانية من الاتفاق علي وثيقة لإدارة الدولةالسودانية في الفترة الانتقاليةو اسباب عدم الاتفاق تعود للتباينات العديدة في توجهات الأحزاب والكتل السياسية وحركات الكفاح المسلح فالوثيقة الاولي لم تصمد طويلا حيث ادخلت عليها تعديلات وصفت بانها ليست جوهرية بالرغم من الانتقادات التي وجهت للذين اجروا تلك التعديلات دون الرجوع الى الموقعين علي الوثيقة او حتي اخطارهم تم اختيار السيد حمدوك رئيسآ للحكومة والسيدالبرهان رئيسا للسيادي ولم تكن حكومة حمدوك حكومة كفاءات غير حزبية بل كانت حكومة ائتلاف حزبي غير متجانس مماعجل برحيلها بواسطة رئيس المجلس السيادي بقرارات وصفت بانها تصحيح مسار بينما واعتبرتها قوي الحرية والتغيير المركزي انقلابآ كاملآ واستعانت بحلفائها الدوليين من اجل انهاء ماتعتبره انقلابآ ولم تمض فترة طويلة علي تلك الإجراءات حتي تم اعادة السيد حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء.
لقد واجهت حكومة حمدوك الثانية مقاومة شرسة جدآ ادت لاستقالته ومغادرتة للبلاد مما حدا بالسيد رئيس السيادي لتكليف البعض لقيادة العمل التنفيذي ريثما يتم تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية ومنذ تلك الفترة والي يومنا جرت مياه كثيرة تحت جسر المكونات السياسية وتشكلت العديد من الكتل والتحالفات.
لقد اعلن البرهان انسحاب المكون العسكري من المشهد السياسي وقذف بالكرة في ملعب المدنيين للاتفاق من اجل اختيار حكومة مدنية تحظي باجماع اهل السودان لا تستثني الا المؤتمر الوطني ومنذ ذلك الاعلان الي يومنا هذا لم تتفق القوي السياسية علي روية موحدة للخروج من نفق الازمة السياسية بل ازدادت حدة الاستقطابات وقد بذلت الالية الثلاثية جهدآ كبيرآ لردم الهوة بين الفرقاء في المشهد السياسي لكنها لم تستطع الوصول الي اجماع ينهي الأزمة بل شككت بعض القوي السياسية في الآلية نفسها اعتبرتها متماهية مع بعض اطراف الازمة حتي جاءت الوثيقة التي تسمي بوثيقة اللجنة التسييرية للمحامين لتصب المزيد علي نار الخلاف المشتعلة أصلا بسبب تقاطعات المصالح والتدخلات الاجنبية وفي هذه الأجواء الغاتمة تحدثت الاخبار بأن هنالك اتفاق اطاري يجري الاعداد لتوقيعه بين المكون العسكري وقوي الحرية والتغيير وبعض الأحزاب الموافقة علي وثيقة المحامين بعد اجراء تعديلات عليها بينما أعلنت بعض التحالفات والأحزاب ولجان المقاومة رفضها لأي اتفاق ثنائي يمكن ان يعيد المشهد لما كان عليه سابقآ والأيام القليلة القادمة حبلي بالجديد ونأمل ان تطوي هذه الأزمة ليعبر الوطن بكل اهله الي بر الأمان..