أ.الصافي عبدالرحمن الصافي يكتب.. المعلمة في قلوبنا وتاج في رؤوسنا

الصافي عبدالرحمن الصافي يكتب.. المعلمة في قلوبنا وتاج في رؤوسنا

في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٩م في أواخر شهر نوفمبر بالتحديد يوم افتقدنا قائدة الركب ونحن في عرض البحر نواجه الأعاصير العاتية وتتلقفنا أمواجه، فقدنا قائدة بمعنى ما تحمله الكلمة.. تتجلى في عقلها سمات القيادة وما ينبثق عنها من تخطيط بعيد المدى ورؤية ثاقبة لمستقبل الأجيال تفوق أي خطة استراتيجية.

اما جهة القلب فقد كانت هي  الملجأ والملاذ الامن لكل من قصدها من ذويها من قرية القراصة ريفي الدويم، حوش اسحق بحى  ابوروف ، حوش النور بحي ود درو، شمبات ،حلة حمد ؛ توتي ؛الجريف، ولاية القضارف، الحلاوين.

وهذا ليست  وليد الصدفة فقد كانت تحمل قلب طفل لم يبلغ الحلم خالفت التركيبة الفيسفلوجيا لوظائفه ..قلب ناصع البياض مثل  بياض الثلج، عرفت بمرونة التعامل وفن إدارة الأزمات وحل للمشكلات الشائكة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، فقد كانت بمثابة شركة استشارية عالمية متعددة. الأغراض ؛قبرنا الوالدة والخالة الحنونة واستاذة الاساتذة / حليمة جبارة عمر عبود حيث ينتهى نسبها من جه الاب إلى الشيخ حمد ود المريوم “حمد اب دلقان”  وقد عرف جدها المذكور  كان بنشر تعاليم ديننا الحنيف ومحاربة  العادات الضارة حيث منع ختان الإناث . و العبودية لغير الله، وحرم الحفلات؛ اما والدتها مطيرة الجاك يوسف الطاهر  فقد كان لها دور كبير في بناء شخصيتها فقد ذكر عنها أنها كانت شجاعة ولبقه ومجواده؛ وقد غادرت دنيانا الفانية عن عمر يناهز الواحد والتسعون عاما وطوال هذه العمر المديد كان عطائها مبسوطا واشعاع حنيتها ومنهالا على كل  بعيد ودان ، فقد تحملت اعباء المسؤولية المجتمعية وهى ابنة أربعة عشر ربيعا تخرجت من معهد المعلمات في العام ١٩٤١م وبعد ذلك التاريخ بدات تصول وتجول في كل ربوع السودان بنص ثوب وذلك لانها بدأت حياتها يافعه. ..ابان  الحكم البريطاني الذي يلزم المعلمات بلبث الثوب كما يلزمهم بالعمل في جميع أقاليم السودان وأن يكون معا مرافقا فقد كانت في كثير من الأحيان تصتحب  خالتها مهله الجاك،  وبعد إزالة العتمة عن معظم مجتمعات السودان الحضرية والرعوية والقروية أرادت أن تستريح فطلبت المعاش الاختياري في العام ١٩٨٢م؛ وقد تركت بصمتها إلى يومنا هذا وضربت أنموذجا للتكاتف التعاضد يجب أن تحتزيه وان نحترم  بعضنا البعض وأن نؤسس وحدتنا من قوتنا، هذه المعانى السامية نابعة من قيادة رشيدة وتراكمات من أعوام قد خلت وتربية إنجليزية، كل العوامل متظافرة  ومتناقمة اسفرت واوحت بأن المعلمة ( ايقونة تربوية) ويشار لها بالبنان وأن المعلم دوره ليس التعليم والتربية بل تتعدى الى التبصير بمجريات المستقبل وها نحن نسير على ترجمات وصاياها فالمعلمة بالواقيعية دفنت في جوف الأرض ولكن انكشف الستار عنها  في هذا الزمان والجدير بناء أن نتبع استراتيجيتها المنقولة شفاهة وأن نوثق لها وأن ندعو لها وأن… وأن…  وان …. وان نفتخر بها  وان نذكرها بالخير وان نرسل رسائلها عبر  الاسافير ولكن هذه سنة الحياة(  اذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث  صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) فالأولى نحن نحن نستظل بظلها والثانية تشهد المدارس التى وضعت اللبنات الأولى لها  ( افتتحت مدرسة برى للبنات، مديرة مدرسة ابوروف، افتتحت مدرسة خشم القربة،  افتتحت مدرسة قلع النحل ،مديرة مدرسة مروى للبنات، مفتشة تعليم الإقليم الشرقى) بالإضافة إلى تفاعلها مع المجتمع المحلى فهي اول وضع لبنة الخدمة المجتمعية في حى (ابوروف) وذلك بالتبرع بمتجرها  الملحق مع منزلها ليكون حاضنة للسلع التمويلية للتعاون بالإضافة إلى ذلك تعتبر من المؤسسات للاتحاد النسائي السودانى ؛  الثلاثة كلنا اولادها من صلة القرابة ولكن الاولاد الذين ارمز لهم كل تلاميذها.

كنا كل ما ظهرت لنا معضلة في الحياة نلجأ لها كانت ليست مجرد خالة بل حاجز منيع يتصدى لكل جرم يقع لنا؛ لن ننساك ايتها الست فانت  في قلوبنا وإرشاداتك  حلقة في اذاننا والعهد الذي بيننا وبينك قائم، ارقدى بسلام. ولا نقول الا ما يرضى الله انا لله وانا اليه راجعون.

# كسرة :

_ رسائلها انكشف عنها الستار

_ ماتت حليمة وصحت ذكرانا الاليمة

_سوف نرحل ويبقى الأثر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.