نجاة أحمد تكتب.. مشاريع انتاج الشباب استثمار للوطن

نجاة أحمد تكتب .. مشاريع انتاج الشباب استثمار للوطن

الاستثمار في الشباب واجب وطني وهي مسؤولية الجميع بدءا من المدرسة والجامعه وانتهاء بمؤسسات المجتمع المدني والقطاع العام و الخاص من خلال تأهليهم وتدريبهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة ودعم المبادرات الشبابية ماديا ومعنويا هذة المبادرات التي تحمل في طياتها الابتكار والإبداع والاعتماد على الذات في طرح أفكار خلاقة وبناءة في المجالات المختلفة التي تساعد في مسيرة التنمية الوطنية.

دشنت مؤسسة بنك الانتاج قبل فترة ليست بالقصيرة فعاليات البرامج التدريبية للشباب تحت شعار (مستقبل انتاجي واعد) والتي يمولها البنك وتحظى بمباركة ورعاية النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو بصفته قائد المبادرة.

ولعله من نافلة القول ان السودان أكثر ما يحتاجه اليه في هذه المرحلة.. مثل هذه المبادرات الفاعلة لتحويل طاقات الشباب نحو الانتاج بعيدا عن الاستقطابات السياسية ودهاليز السياسة والخبث الذي يعتريها.

والسودان بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية لكنه تحتاج فقط الي إدارة وارادة قوية للنهوض به واخراجه من ازمته الاقتصادية, وفكرة بنك الانتاج تصب في هذا الاتجاه حيث أنها تستهدف صغار المنتجين بالتركيز على الشباب في مجالات الزراعة، والصناعات الصغيرة والحرفية، الانتاج الحيواني، والصناعات التحويلية، بالإضافة إلى تمويل وتشجيع محاصيل الصادر ودعم وتمويل الجمعيات الزراعية.

كما تهدف المبادرة إلى تشجيع ودعم الانتاج عن طريق تمويل المشروعات الانتاجية الصغيرة والكبيرة ويستهدف البنك 10 ولايات منتجة بتقديم التمويل لما يقارب الـ 200 ألف مزارع، وهو ما سيساعد في تطوير الانتاج

ان تدشين مبادرة بنك الانتاج التي التي تستهدف الشباب خطوة تستحق التقدير حيث انها تعني البداية الفعلية لتحقيق شعار (مستقبل انتاجي واعد).

فالشباب هم الشريحة المستهدفة من برامج البنك فهم صمام الأمان للسودان في الحاضر والمستقبل في جميع المجالات والسودان في حاجة إلى سواعدهم الفتية وعقولهم النيرة وإلي طاقاتهم الجبارة المتفجرة.

لقد تطورت الدول العظمي الآن بفضل تركيزها على الشباب في مجالات الحرف والصناعات الصغيرة نذكر منها على سبيل المثال: المانيا واليابان والصين وسنغافورة فقد ابتدرت تلك الدول برامج تدريب مهني لتأهيل الشباب في الصناعات الصغيرة ليكونوا بمثابة حلقة الوصل بين العمالة الماهرة والمهندسين الكبار لتكملة أدوار بعضهما البعض.

ونحن في السودان كنا قد بدأنا في مثل هذه البرامج بانشاء معاهد التدريب المهني ورفع القدرات في عدة مدن بتمويل من اليابان والمانيا وتركيا وغيرها، هذا بالإضافة إلى تشكيل اتحاد اصحاب الحرف الصغيرة ليكون نواة لتطوير الأعمال الحرفية بالسودان، الا أن كل ذلك تم اغفاله عمدا أو من غير عمد الأمر الذي أدى إلى تدهور هذا القطاع، والآن الفرصة سانحة لإعادة إحياء هذا القطاع عن طريق الشباب.

ففي بداية ثمانينيات القرن المنصرم كانت ولاية سكسونيا السفلي بالمانيا قد بدأت خطوات عملية في عقد شراكة مع الحكومة السودانية لتطوير القطاع الحرفي والصناعات الصغيرة بالسودان باستجلاب الخبرات والاليات الألمانية، الا أن المبادرة لم تستمر طويلا لاسباب لا ندريها، كما أن مؤسسة التنمية السودانية وشركة التنمية السودانية المحدودة قد قامتا في الماضي بتمويل مشاريع انتاجية مميزة في كافة ولايات السودان الا ان انشطتهما قد توقفت أو تعطلت وهو ما يستوجب إعادة النظر في تفعيل هاتين المؤسستين.

رسالتنا للقائمين على أمر برامج الشباب ان يستعينوا بخبرات تلك الدول في مجال الصناعات الصغيرة والحرفية فهي أقصر طريق نحو بلوغ الغايات المرجوة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.