د. محمد أحمد ضوينا يكتب..أضواء على خطاب معسكر حطاب

د. محمد احمد ضوينا يكتب :

*أضواء على خطاب معسكر حطاب*

يبدو أن البرهان اليوم زعلان وغضبان شديد لهذا جاء خطابه مليئ بالتهديد والوعيد . وتظهر علامات الغضب في تقاطع الوجه التي تدل على الزعل . وحركات البدن بكثرة رفع اليدين مستقيماًإلى أعلى دليل الانفعال. والإشارة إلى الطبنجة وهي محشوة تدل على الوعيد والتهديد . . وفي تحليلي الشخصي ان أسباب غضبة الحليم ثلاث :

١. هناك قوى سياسية معروفة تسعى للعودة إلى الحكم بواسطة الجيش وهي تصر على عدم التفاوض والحوار مع اي قوة أخرى وتريد استخدام الجيش ليسلمها السلطة وحدها دون باقي القوى السياسية ..

٢. هناك قوى سياسية ومنذ ٢٥ اكتوبر ترمي الجيش بأنه يسعى لإعادة الكيزان إلى الحكم ويتهم البرهان واخوانه بأنهم فلول النظام السابق . وطبعا هذا اسلوب مقصود لاستفزاز الجيش فيميل إليهم ويمكنهم مرة أخرى . علماً بان الحركة الإسلامية على لسان قائدها نفى اي تنسيق مع العساكر .

٣. هناك قوى سياسية ولكي تقنع الثوار الذين رفعوا شعار اللاءات الثلاثة كانت تغطي على لقاءاتها مع العسكر بأنهم يسعون لإعادة بناء الجيش وهيكلته حتى يبرروا للثوار تقاربهم مع الجيش لهذا الهدف

*مستخرجات الخطاب* :

وهذه رؤية شخصية ايضا لاستباط مخرجات وخلاصات من خطاب حطاب واجملها في خمس نتائج :

١. الجيش خط أحمر لاسيما وهذه العبارة الأخيرة انتشرت هذه الأيام فكان لقبيلة الجيش ايضا نصيب من ذلك. وهذا يعني عدم السماح لأي جهة أن تتدخل في المنظومة العسكرية بأي طريق وذلك بعد أن فاحت رائحة المؤامرة على الجيش تحت دعاوي كثيرة وبمصطلحات عجيبه منها ( تفكيك – إعادة هيكلة – صناعة جيش موحد ) وغير ذلك من العبارات التي ظاهرها يخالف باطنها وبهذا الخطاب قد قطع الطريق أمام اي قوة تريد أن تتسلط على الجيش إما لادلجته وتحزيبه أو لتدميره نيابة عن مراكز الهيمنة الدولية التي ترى أن الجيش يقف حجر عثرة امام طموحات الهيمنة بتفكيكه واضعافه حتى تسهل السيطرة على الدولة ومواردها

٢. إشارة البرهان إلى أن كل جهة تلوح بورقة ومبادرة وتريد فرضها على الجيش للموافقة عليها في إشارة إلى دستور قحت ودستور نداء أهل السودان ودستور التحالف الجديد .كلها مبادرات يجب ان يجلس أصحابها في مائدة مستديرة ويتفقوا على ورقة واحدة ولو بيضاء يكتبون عليه وثيقة انتقالية واحدة ..وفي هذا وضوح لموقف الجيش من كل المبادرات وتراجعه عن انحيازه لأي مبادرة محددة

٣. ما زال الجيش متمسك بالتوافق السياسي بدليل قوله ثلاث سنوات والبلاد بلا استقرار ربما بسبب تنازع القوى السياسية وابتعادها عن الوفاق الوطني وخاصة قوى الثورة منصة التاسيس قبل سقوط البشير والذين انضموا بعد ذلك.

٤. الجيش متمسك بحكومة الكفاءات المستقلة والانتخابات بدليل قوله اذا لم تتوافق المكونات السياسية لن نتوقف بل سنمضي إلى الأمام يعني سيتم تكوين الحكومة بدون أحزاب وإعلان الانتخابات

٥. واضح ان هناك اتهامات ومحاولات لتسيس الجيش واستقطابه لصالح اتجاهات فكرية معينة سواء كان يسارية أو يمينية أو طائفية أو وسطية . وبهذا الخطاب باب الريده إنسد فلا سبيل للنيل من الجيش وسيبقى جيشاً سودانياً وطنياً ولاءه لله والوطن وهذا لمصلحة مستقبل الوطن والرشد السياسي والدولة الراقية ….

*عنوان جانبي*

*المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية*

لأول مرة يتعرض البرهان للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بهذه اللغة علماً بأننا والبرهان نقسه لم نسمع اي من قيادات الحركة اوالحزب من يريد العودة للحكم في الانتقال والمعلن ان هذا التنظيم ينتظر الانتخابات ليقول الشعب كلمته في مستقبل هذا التنظيم وإنما كل ما يقومون به محاولات للحفاظ على الهوية والدفاع عن المعتقد واستقرار الدولة ويقيني كمراقب أن الكيزان اذا قدموا لهم رأس الدول في الانتقال لن يقبلوا خوفاً من الاشتراك الجنائي في الجرم الانتقالي

ولكن إشارة البرهان تدل على أن هناك جهات خارجية وداخلية تتخوف من عودة الكيزان ولهذا تفتري على الجيش بأنه يسعى لتمكينهم وإعادتهم مستغلين قرارات قضائية بإعادة المفصولين والنقابات وهذا قرار قضائي مستقل تحقيقاً للعدالة وحفاظاً على نقاء القانون وصفاء القضاء ولا اظن الجيش له تدخل في شأن القضاء وتمليته وإنما هي دعاوي الخصوم لإضعاف الحجة ..

ولهذا جاء خطاب حطاب ليسد الزريعة ويخرس الألسن فكان التصريح بهذه اللغة الصريحة …

وختاماً نقول اننا في الشوط الأخير وطال الانتقال وطال الانتظار وآن الأوان للبيان بالعمل إما وفاقاً يوحد الأمة ويزيل الغمة وإما البرهان يصدر الفرمان وإما هلاك وطوفان …

والسلام امان

الأحد ٦ نوفمبر ٢٠٢٢م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.