صلاح جلال يكتب: الحرب والإنفتاح الجديد للمستقبل
الحرب والإنفتاح الجديد للمستقبل
✍️ صلاح جلال
(١)
💎 لقد إستمعت لمقابلة الرفيق عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد النور فى تلفزيون [الحدث] وتابعت حديث لدكتور النور حمد والأستاذ خالد سلك وعدة مقالات للصديق د. خالد كودى
افكار متعددة وغير متقاطعة يمكن أن نخرج من بينها قواسم مشتركة تجمع لاتفرق توحد لاتبدد ، الكوارث والحروب الأهلية بكل ما تحملة من مآسى وأحزان تنطوى على فرص لتغيير المسار والبدايات الجديدة المُلهمة ، السياسة التى كنا نمارسها ونعرفها يجب أن تنتهى بنهاية هذه الحرب المدمرة الحاطة لكرامة الإنسان ، يحب أن نقبِل على مرحلة مختلفة بوعى جديد ، تتغير فيه كل أدوات الفعل العام من أحزاب ورموز وتحالفات وبرامج ، من ينتظر الماضى بعد هذه الحرب سينتظر طويلا جودو لن يعود .
(٢)
💎 المدخل الأول لابد للسودان بعد هذه الحرب من مفارقة مقاييس وأدوات الديمقراطية المعيارية والإنفتاح على قيم ومبادئي الديمقراطية التوافقية ، التى ستبدأ بمرحلة الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب وهى كتلة تتصالح مع التطلعات الإثنية والمناطقية فى صياغة نظرية سياسية تربط بين سلطة الدولة والهويات المتعددة والسياسة الاقتصادية ذات الحساسية الإجتماعية لعلاج المفارقات التنموية والثقافية والإجتماعية من خلال نظام فيدرالى يتمتع بصلاحيات سياسية إقليمية واسعة وفيدرالية مالية حقيقية
واضعين فى الإعتبار والنظر لتجربة الجبهة الديمقراطية الأثيوبية التى أسسها الراحل ملس زيناوى التى وفقت بطريقة مُلهمة بين الطبقة والإثنية وبين التخطيط المركزى للإقتصاد والفيدرالية الإقتصادية للأقاليم وفق الميزات النسبية للموارد ، فقد ذكر الراحل ملس زيناوى أن الهدف الأول للفيدرالية الأثيوبية أن يتمكن أى مواطن أثيوبى من تناول ثلاثة وجبات من الطعام والوصول للتعليم الجيد فى مراحله العامة وخلق تعليم عالى متميز ومرتبط بإحتياجات التنمية ، جبهة برامجية تهدف لصناعة التحول فى حياة الأثيوبيين
لقد حققت الجبهة الديمقراطية الثورية الأثيوبية خلال ١٨ عام إنجازات ضخمة فقد أخرجت ٦ مليون أسرة من دائرة الفقر المدقع وخفضت وفيات الاطفال إلى ٤٠ % مما كانت عليه ، خلقت نمو متواصل بين ١٠% فى حده الاعلى و ٦ % فى حده الادنى خلال عقدين من الزمان وأنجزت بنية تحتية متميزة لأسرع إقتصاد نمواً فى القارة الأفريقية وفق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التى إعتمدتها الأمم المتحدة SDG .
(٣)
💎ما بعد هذه الحرب فى طريقنا نحو المستقبل لابد من تكوين الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب Democratic Elelectable Alliance [لمزيد من الإطلاع أنظر البحث بالعنوان فى النت] بقلم صلاح جلال ٢٠١٤م
تكوين جبهة ديمقراطية عريضة وازنة من مكونات سياسية ومجتمعية وجهوية ، فى إطار نظام فيدرالى علمانى ، تقود مرحلة إنتقالية و تقوم بتحضير البلاد لإنتخابات عامة ديمقراطية حرة ونزيهة
لا تقصى أحد ، وتدعو الأمم المتحدة للتدخل الفنى وفق البند السادس للمساعدة من خلال بعثة فنية أممية متعدة الاغراض Un Multi Purpose Mission للمساهمة بالخبرات الدولية
لإعادة تأسيس الدولة وصياغة دستور عادل يحقق المساواة فى المواطنة والعدالة وإعادة بناء كافة الأجهزة الأمنية وبناء قوات مسلحة قومية ومهنية تحتكر السلاح والعنف بلاشريك وتخرج من السياسة والإقتصاد وتخضع للسلطة المدنية هناك ورقة بحثية مكتملة الأبعاد بقلم وزير المالية السابق الدكتور أبراهيم البدوى تحت عنون A Sudanese Strategy for Peacebuilding, National Renewal and Agriculture-led, Transformative Economic Growth .
💎ختامة
لقد كتبت مجموعة [تأسيس] السطر الأول لتكوين الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب لنكمل بقية التاسيس شكلا وموضوعاً نبنى على الإيجابيات ونطرح السلبيات ، بمشاركة بقية القوى الديمقراطية والقوى الثورية المسلحة لتشكيل الكتلة التاريخية التى تفرض السلام ووقف الحرب وتخطط لتقود السودان بالإنتخابات الحرة لأربعة دورات إنتخابية قادمة ، هذا هو الحُلم للمستقبل ، لتكون حرب ١٥ ابريل آخر الحروب ، لجرح وعى عام جديد يقطع مع الماضى السالب لمسيرتنا السياسية منذ الإستقلال الذى أورثنا التخلف والحروب الاهلية المُكلفة ، لنستشرف مستقبل مشرق بالأمل والتجديد
يحشد القدرات الوطنية فى تكتل حاسم وبرامج هادفة لمواجهة الفقر والجوع والمرض .
ما أضيق العيش
لولا فسحة الأمل
#لاللحرب
#لازم_تقيف