الجيش والقوة المشتركة يمنعان مواطنين من مغادرة الفاشر
منع الجيش والقوة المشتركة، بمشاركة أفراد من المقاومة الشعبية، عددًا من المواطنين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، من مغادرة المدينة بحجة الحفاظ على سلامتهم في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وقال شهود عيان ومصادر محلية لـ”دارفور24″، السبت، إن القوات اعترضت مواطنين حاولوا الخروج من المدينة باتجاه بلدة طويلة.
وأشاروا إلى أن المنع جاء بدعوى حمايتهم من الانتهاكات التي قد يتعرضون لها من قبل قوات الدعم السريع.
وذكر أحد الشهود، مفضلًا عدم ذكر اسمه، أن قوة مسلحة أوقفته أثناء مغادرته المدينة برفقة أسرته المكونة من ستة أفراد، وطُلب منه العودة إلى داخل الفاشر حتى “تتضح الأمور”، بحجة أن ذلك أفضل لسلامته.
و قالت شاهدة عيان لـ”دارفور24” إن مبررات منع الخروج تبدو غير مقنعة، خاصة في ظل الحصار المتواصل، وغياب أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الأمن والغذاء والماء والمأوى.
في السياق ذاته، شهد مخيم “أبو شوك” للنازحين في مدينة الفاشر حملة اعتقالات طالت العشرات من قادة ونشطاء النازحين، وفق ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال.
وقال رجال لـ”دارفور24″ إن الاعتقالات نُفّذت في 17 أبريل الجاري بواسطة استخبارات الجيش وعناصر من القوات المشتركة التابعة لحركات موقعة على اتفاق “سلام جوبا”، على خلفية اتهامات بتحريض النازحين على مغادرة المخيم والتعاون مع قوات الدعم السريع.
ووصف رجال هذه الاتهامات بأنها “باطلة” وتهدف إلى “قمع النازحين والتضييق عليهم”، مؤكدًا أن المعتقلين أبرياء ولم يرتكبوا ما يخالف القانون.
واتهم رجال الجيش والقوات المشتركة باستخدام النازحين كدروع بشرية من خلال فرض طوق أمني على المخيم ومنع السكان من مغادرته، مما زاد من معاناتهم وسط أوضاع إنسانية شديدة القسوة تشمل المجاعة، وانعدام المياه، وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وحمل رجال الجيش والقوات المشتركة المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين، مطالبًا بالإفراج الفوري عنهم، ووقف استخدام المدنيين كدروع بشرية. كما دعا قوات الدعم السريع إلى وقف القصف على المخيمات.
ويأوي مخيم أبو شوك نحو 190 ألف نازح، ويعيش منذ ديسمبر الماضي في حالة مجاعة مرشحة للاستمرار حتى مايو المقبل، إلى جانب أربعة مناطق أخرى، من بينها مخيم زمزم الذي يبعد حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة الفاشر.
دارفور24