علي أحمد يكتب: عودة كوبر.. وغياب هارون ورفاقه!

عودة كوبر.. وغياب هارون ورفاقه!

 

🖊️ علي أحمد

كل من يقرأ الخبر المنشور أعلاه: (رئاسة قوات السجون تُعلن استئناف العمل بسجن كوبر الاتحادي بالخرطوم بحري)، يخطر بباله مباشرة آخر السياسيين من أزلام النظام السابق الذين كانوا داخله، وعلى رأسهم أحمد هارون، المساعد السابق للمخلوع عمر البشير، وهو مجرم وإرهابي هارب ومطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. وقد هرب برفقة عدد من رموز النظام الإخواني السابق من سجن كوبر مع اندلاع حربهم التي شنّها تنظيمه وقيادة الجيش على قوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

وكان هارون قد بث بياناً صوتياً، عقب هروبه ومجموعته من كوبر يوم الثلاثاء 25 أبريل 2023، تعهّد فيه بالعودة إلى السجن إذا ما عادت الأمور إلى طبيعتها، أي عندما يعود السجن إلى نشاطه، وهو ذات التسجيل الذي أطلق فيه الرجل على حربهم مصطلح (حرب الكرامة)، والتي تسببت في مسح كرامة الشعب السوداني بالأرض وتشريده في الآفاق، وجعلته هائماً على وجهه لاجئاً منكسراً ضعيفاً تعبث به الأقدار وتعبس له الدنيا أينما ذهب وتوجه.

إن المجرم هارون وأعضاء فريقه الذين لا يقلون عنه إجراماً وفساداً وسوء أخلاق، مثل علي عثمان محمد طه، وعلي كرتي، وأسامة عبد الله، وغيرهم ممن يشنّون الحرب الآن على الشعب السوداني ويقتلونه بدم بارد، لن يعودوا إلى كوبر أبداً، بل ربما يعدّونه لوضع خصومهم فيه. ولا شك لديّ أن القوى السياسية والحزبية والشبابية والأهلية التي تدعم وتؤيد الحرب التي أطلق عليها المجرم الهارب حرب الكرامة، ستكون أول من يُضرب، فهؤلاء لا أمان لهم ولا ضمان، والمجرمون لا يمكن أن يكونوا أوفياء لعهودهم ومواثيقهم، بل لا ذمة لهم ولا عهد ولا ميثاق.

بالطبع، لن يعود هارون وخليته الإجرامية إلى (كوبر)، لأنهم الآن على رأس السلطة يديرون كل شيء، بينما البرهان وقيادة الجيش محض خيالات مآته، وظلال وأشباح يُؤمرون فينفذون. أما من يديرون المشهد من كبار مجرمي الحركة الإسلامية، مثل علي عثمان محمد طه، و علي كرتي، و أسامة عبد الله، فيضعون أكثرهم ضعفاً وضعةً على رأسهم، وأعني (هارون) نفسه، ليُحمّل لاحقاً كل جرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشياتهم المقاتلة، وعلى رأسها ميليشيا “البراء بن مالك” الإرهابية. ولربما يُسلّمونه بأنفسهم للمحكمة الجنائية الدولية، ويحصلوا في المقابل على مكافات سياسية وغيرها. فهؤلاء باعوا (كارلوس) إلى فرنسا، وفاوضوا على صفقة لبيع (أسامة بن لادن) لواشنطن، لولا أنه هرب ونفد بجلده منهم، لكنهم صادروا أمواله ومقدراته. يا لهم من أكَلَةٍ للسُّحت والحرام.

ها هو (كوبر) يفتح أبوابه، فأين هارون وإخوانه؟ سننتظر لنرى، ولن نرى إلا ما ذكرت أعلاه.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.