قائد “الدعم السريع” : لا عودة لسودان البشير .. وهذه المرحلة تمثل بداية “الاستقلال الثاني”
من خانوا الثورة لا مكان لهم في مستقبل البلاد ما لم يعترفوا بإرادة الشعب ..
تعهّد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ” حميدتي”، ببناء مستقبل جديد، وقال إن السودان يقف اليوم عند مفترق طرق بعد عامين من الحرب، مؤكداً أن الخيار أمام الشعب هو بين العودة إلى ماضٍ فاسد أو التقدم نحو سودان جديد يتسع للجميع.
وشدّد دقلو في خطاب بمناسبة الذكرى الثانية للحرب، على أن تحالف السودان التأسيسي، الذي يضم قوى مدنية ومجتمعية، لا يسعى إلى السلطة من أجل ذاته، بل من أجل تمكين الشعب السوداني من تقرير مصيره وبناء دولة الحرية والعدالة.
وأضاف: أن ما جرى في نيروبي لم يكن مجرد لقاء سياسي، بل لحظة مفصلية أعلنت فيها الأغلبية الصامتة في السودان ملكيتها للبلاد تحت راية مشتركة، بعيداً عن الولاءات الحزبية والقبلية، مؤكداً أن الحكومة المنبثقة عن التحالف ليست موازية، بل تمثل “الشرعية الحقيقية”.
وتعهّد قائد الدعم السريع ببناء مستقبل جديد، قائلاً: “سنبني مدارس بدل الأنقاض، ونُحوّل الخنادق إلى طرق، والأسواق المدمّرة إلى مراكز تجارية مزدهرة”، مشيراً إلى أن النازحين واللاجئين سيعودون إلى وطنٍ يرحّب بهم، دون تمييز أو تهميش.
وأشار إلى أن السودان لن يعود إلى الوراء، مؤكداً بقوله: “لا ينبغي أبداً لأي طفل يولد اليوم في دارفور أو النيل الأزرق أو كسلا أن يكبر معتقداً أنه مواطن من الدرجة الثانية.. لا ينبغي أبداً أن يُطلب من أي سوداني إثبات انتمائه”. وأضاف ” من هذا اليوم فصاعداً دعونا نكتب قصة جديدة. قصة انتماء. قصة إعادة بناء. قصة وحدة، لا بالقوة، بل بالموافقة”.
ورأى دقلو إن هذه المرحلة تمثل بداية “الاستقلال الثاني” للسودان – استقلال من الاستبداد والعسكرة والخوف، داعياً إلى تجاوز الماضي والانتقال من “هوامش الدول الفاشلة إلى عناوين التجديد”.
وحذّر من محاولات تحويل السودان إلى ساحة لصراعات خارجية أو طموحات إقليمية، مؤكداً أن السودان “دولة ذات سيادة، لها حكومة من الشعب، وبالشعب، ولأجل الشعب”.
ووجّه رسالة حاسمة لمن وصفهم بـ”من خانوا الثورة وفرّوا من العاصمة”، مؤكداً أن لا مكان لهم في مستقبل البلاد ما لم يعترفوا بإرادة الشعب، وأن “لا عودة لسودان البشير، فهذا الباب قد أُغلق إلى الأبد”.
وختم قائلاً: “فليكن هذا بداية استقلال السودان الثاني – استقلال من الاستبداد والعسكرة والخوف. ولن يكون السودان أرض الرصاص، بل أرض صناديق الاقتراع والحوار والعدالة”.