طه عثمان اسحاق يكتب .. إلى قيادة الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح
إلى قيادة الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح
امتلكوا الشجاعة واعلنوا وقف عدائيات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، ولا تقعوا فريسة لمخططات المؤتمر الوطني والعنصريين من الطبقة الاجتماعية المستفيدة من استمرار الحروب في السودان.
إن خطة المؤتمر الوطني المكررة والمعادة هي استمرار الحرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وتحويلها إلى حرب أهلية بين المكونات الاجتماعية؛ يتم فيها استخدام أهل هذه المناطق كأدوات ووقود للحرب من أجل عودتهم إلى الحكم وإحكام سيطرتهم على المركز، وتغذية خطاب الكراهية بين المكونات الاجتماعية، من أجل استمرار القتال وتحويله إلى صراع اجتماعي محلي. وحينما تتحول مناطق كردفان ودارفور والنيل الأزرق إلى عبء ثقيل بعد إضعافها وتحطيمها وتقسيمها اجتماعياً، تبرز حملات وتعلو أصوات تدعو إلى الانفصال، مثلما حدث في جنوب السودان.
وحينها يتم إنشاء دولة في غرب السودان أو جنوب السودان الجديد مثقلة بالصراعات الاجتماعية والحروب الداخلية ، يتم تحريك الصراع فيها من الخارج، حتى لا تشهد أي استقرار، تماماً مثلما يحدث في جنوب السودان.
طالما من منظور من يدعمون حرب ١٥ أبريل الحرب قد انتهت بخروج الدعم السريع من العاصمة والإقليم الأوسط وسيطرة الجيش عليهما، وهنالك أصوات تنادي الآن بأن تذهب القوات المشتركة إلى دارفور وكردفان لتحريرهما ومواصلة القتال فيهما، أرجو ألا تستمروا في القتال وقتل بعضكم البعض، ليستمر أهل هذه المناطق في دفع ثمن غالي من دماءهم، وتحطيم حياتهم، ويعود النظام السابق إلى السلطة. ففي نظرتهم لا فرق بين القوات المشتركة وقوات الدعم السريع. فبالأمس، من أجل استمرار سلطتهم صنعوا الدعم السريع، وكان هو الصديق الوفي، والحركات المسلحة كانت هي الخونة و المرتزقة والأجانب. واليوم، حينما خرجت قوات الدعم السريع عن سيطرتهم، أشعلوا الحرب ضدها، وأصبح قادتها وأفرادها هم الخونة والمرتزقة والأجانب، وأنتم الأبطال؛ أصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، وأعداء الأمس أصدقاء اليوم. هذه هي لعبة المركز الأثيرة منذ استقلال السودان وحتى يومنا هذا.
يجب ألا تكونوا كأحجار على رقعة شطرنج في أيادي المؤتمر الوطني والطبقة الاجتماعية المستفيدة تاريخياً من استمرار الحروب في السودان، تستخدمكم حسب اجندتها ومصالحها وقتل بعضكم البعض وتغذية الصراع بين مجتمعات المناطق المهمشة تاريخياً، من أجل مشروعهم الذي يستهدف مزيداً من التقسيم في البلاد. هم يريدون جعل الانقسام جاذباً لكل من هو خارج دولة النهر والبحر المتخيلة في أذهانهم، ودونكم حوادث القصف، التي تستهدف المدنيين بناءً على مناطقهم بدعوى أنهم “حواضن اجتماعية للتمرد.” ودونكم سياسات المناطق المقفولة، التي يتبعونها الآن، والتي تعزز الانقسام، وتجعل منه أمراً واقعاً، رغم أنف الجميع. فالتاريخ يكرر نفسه أولاً كمأساة وثانياً كمهزلة. أرجو أن تفعلوا كل شيء من أجل منع ذلك.