سامي الطيب يكتب: أزمة السودان كلها ، بكل أبعادها ، موجزة في هذه الكلمة “العب” ، أي (العبد) ، كما ينطقها مستعربو السودان!!..

العب …..

 

أزمة السودان كلها ، بكل أبعادها ، موجزة في هذه الكلمة “العب” ، أي (العبد) ، كما ينطقها مستعربو السودان!!..

قطاعات واسعة  جدا ، بنسبة قد تتجاوز ٩٠٪ ممن يظنون أنهم عرب،  ينظرون إلى أية قبيلة أو مجموعة زنجية باعتبارها مجموعة من العبيد  لا  أكثر ولا  أقل !! ..ومهما غاليت و تجاوزت الحدود في ذم الآخر ، قد لا يستوعب الطرف الذي يسمعك  ما تعنيه ، لكن بإمكانك إيجاز كل ( الردحي )  بجملة صغيرة:  (الزول دا عب) فتكون قد أبلغت في الذم و التحقير إلى الغاية القصوى!!. وكل ما زادت إفريقيتك  كل ما  التصقت بك هذه التهمة التصاقا (كاثوليكيا ) حتى نكون اكثر وضوحا : قطاعات واسعة جدا من أهل الشمال النيلي بمختلف  قبائلهم  ودرجاتهم العلمية وفهمهم  ينظرون إلى كل من ليس عربياً على إنه (عبد)،  لذلك هم منفصلون وجدانيا تماما  عن أهلنا في الجنوب  لكونهم  أفارقة بالدرجة الأولى، فضلاً عن كونهم – إلى ذلك – “كفار”  حسب معتقدهم ،  ولا يوجد جنوبي  لم يسمع منهم أنه عبد.  هذه مرارات  يجب أن يتم تناولها بإسهاب حتى يعلم الكل  لماذا (اتشلع ) هذا السودان.

أزمة السودان الحقيقية انعدام الضمير،  وعدم الاحساس بظلم الاخر .

الأمر الأكثر إيجاعا في قضية جنوب السودان هو أنه حتى تاريخ انفصال الجنوب بأهله، لم يتحدث شخص واحد عما تعرض له الجنوبيون من ظلم واضطهاد، إذ مارست كل الحكومات معهم جميع صنوف القتل و الإذلال والاحتقار  حتى أكرمهم الله بالانفصال والاستقلال عن هذه الفئة الظالمة .

الفظاعات والجرائم في  دارفور ارتكبتها  عقلية المركز  بدواع هي  بالأساس عنصرية بحتة، واقترفوا فيها جرائم الحرب والابادات والتطهير  العرقي والتهجير  لأسباب أساسها أنهم “لا يشبهون القتلة”!!.. حتى عندما جندوا فئة من ابناء الغرب  غير الافارقة ( البقارة ) أفهموهم أن هؤلاء ، بما أنهم ليسوا عربا ، فهم مجرد  عبيد لا يعتبر قتلهم جريمة!! فكانت كل تلك الفظاعات  …

 

ومن الحكاوي الغريبة في هذه الملهاة :

 

أحد الصحافيين الذين

يدعمون  حرب الكرامة بشراسة غير مسبوقة ضد مكونه

غير أنه يردد يوميا ، مثل أي ببغاء، أن هؤلاء الجنجويد “أولاد ضيوف” وعرب شتات  وملاقيط أفريقيا ..  هذا الرجل، مرة وهو على رأس هرم إحدي الصحف  تودد إليه أحد الشباب ليعمل معه في وظيفة عمالية، فقام بتوظيفه (كمراسلة ) ، و بعد حين اختلف هذا المراسلة

مع أحد أقارب هذا الرجل فقال المراسلة للرجل ما تجننا بأنك قريب “فلان”.. “فلان” دا  في النهاية هو عب من الغرب وأنا ود عرب !!

 

وللاسف العقلية العنصرية هذه ليست محصورة في فئة معينة

 

أكثرهم في كل القطاعات بهذا الفهم

وبعض المقربين من برهان  يعلمون أنه  أكثر عنصرية ووساخة من عمسيب والطيب مصطفي

وعندما كان هذا الرجل ( سمن على عسل ) مع حميدتي الذي أصبح الآن “عربي شتات” وملقوط ، قال له في ذات ونسة :

(البلد دي ما ح يحكمها عب إطلاقا) !!!…

يا ترى من يقصد برهان بالعبيد ؟؟؟؟

قلناها وسنكررها ألف مرة:

كل الحروبات والمآسي والظلم والموت في هذا البلد ضد الانسان الإفريقي

الذي يظن برهان و بعض أهله أنه عب  ..

 

نواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.