ماذا بعد عروض الذبح والرقص برءوس البشر..!
مرتضى الغالي
هذا العروض بذبح الناس والرقص بالرءوس المذبوحة “مع التهليل والتكبير” فرحاً بارتكاب هذه الشناعة التي لم ينزل بها كتاب .. لا تثير الدهشة..! فهي من الأمور المتوقعة من الكيزان .. ولا جديد..! .
الذبح والقتل والقهر والظلم والتعدي على الحرمات واخذ القانون بالأيدي وتشتيت الشمل وملاحقة الأبرياء واهنة الصبيان الذي يقيمون التكايا لإطعام أهلهم الجائعين .. من الأمور الطبيعية المتوقعة من الكيزان وعساكر البرهان والحركات التابعة لهم..! . وهي لا تحتاج إلى بيانات اعتذار من (حكومة جبريل) .. فلا اعتذار عن الذبح والرقص بالرءوس المجزوزة من أصل العنق .. ودماؤها تسيل شكوى إلى الله من الظلم ومن فداحة الجُرم..! ولا سبيل للتكفير عن ذبح الأبرياء في الطرقات بهذه البيانات التمويهية المهزوزة..! .
لقد سبق أن ذبح الكيزان في سبتمبر 2013م عشرات الشباب بالرصاص من وراء ظهورهم في تظاهرة سلمية بالخرطوم..! وسبق أن ذبح الكيزان أطفال معسكر العيلفون بالرصاص من وراء ظهورهم .. فقط لأن هؤلاء الصبيان أرادوا قضاء ليلة العيد مع أبائهم وأمهاتهم ، ثم العودة إلى معسكر الذل والقسر والإرغام..! .
وسبق للكيزان أن ذبحوا عسكريين بعد استسلامهم وقتلوهم في ساعة واحدة كما قال “الشيخ علي عثمان” ودفنوا بعضهم أحياء..! وسبق أن ذبح الكيزان (قبل ذلك وبعده) المدنيين العزّل في المناصير وكجبار وبورتسودان .. ولن نتحدث عن ليلة الرعب الأكبر في فض اعتصام القيادة المسالم … فذلك مما يعجز عنه اللسان … وتنوء به الحروف والكلمات..! .
بعض أبواق الكيزان تحاول ادعاء الاحتجاج على ذبح الأبرياء في محاولة تمويهية مفضوحة لاستنكار ذبح المدنيين غير المسلحين … وهذا الاستنكار التمويهي مردود على وجوههم … وهو استنكار كاذب ينطق بالفرح لما حدث من وقائع لم يشهدها التاريخ مثيلاً لها في الظلم والإرهاب … منذ أن بسط الله الأرض … وأشهد بني آدم من ظهورهم ذريتهم على أنفسهم بقوله تعالى (ألست بربكم)..؟! .
أما الوزر الأكبر و(المشكلة الأعضل) فإنها تتمثل في جانب (المثقفين الثوريين) أنصار حرب البرهان الذين يساندون الكيزان وحكومة الانقلاب..! حيث يجب عليهم عدم استنكار ما حدث من عروض الذبح والقتل والإذلال للمدنيين الأبرياء. فلا تثريب على الذين قاموا بالذبح حيث أنهم لم يضنّوا على المذبوح بشربة ماء (من الجردل) قبل الذبح … كما يفعل الناس بالضأن والماعز..! .
ماذا كان يتوقع المثقفون الثوريون من الكيزان وعسكر البرهان غير هذه العروض التي فاقت ما فعلته داعش في أسوأ أيامها السوداء..! .
أما ما حدث من الأهوال التي رآها السودانيون من (المنتصرين الأبرار) بعد إعلانهم هزيمة مليشيات الدعم السريع فقي مدينة “ود مدني” … فيكفى أن التعبير عنه تم عن طريق ذبح الناس (كرامة وسلامة) ابتهاجاً بالنصر..!!
كل هذا والسفاحون يريدون بذبائحهم وعروضهم هذه الانتقام من ثورة الشعب..! . ويظنون أنهم بهذا الذبح يرسلون رسالة للثوار بقصد إخافتهم من مصائر كل من ينادي بالحرية والعدالة ويدعو للسلام وإيقاف الحرب ويعارض دولة الكيزان التي عرف السودانيون مقاصدها ونواياها تجاه الوطن وأهله..! .
ثورة الشعب باقية بإذن الله ولو كره السفاحون الذي يخضبون أياديهم بدماء الأبرياء … اللهم لا ترفع للكيزان راية … ولا تحقق لهم غاية … واجعلهم بحولك وقوتك للعالمين عبرة وآية … هم ومن يشايعهم على طريق الظلم والقهر والاستبداد … الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..! .