حذار حذار: دعاة الفتنة!!..

علي يس

ليس خافياً على أحد ما يتردى فيه خطاب بعض قادة الجيش من عنصرية و تطرف ضد بعض مكونات المجتمع السوداني، يضارعهم في ذلك، بل يتجاوزهم بعض دعاة الحرب من ناشطي الميديا في تطرف الخطاب و توجهه العنصري.
في المقابل، نرى من القيادة العسكرية لقوات الدعم السريع حذراً بينا من الانزلاق إلى قيعان الخطاب العنصري، و هذا أمر مفهوم بالنظر إلى المشروع المعلن لقيادة الدعم السريع، المشدد على قيم التوحد ونبذ التعنصر.
لكن، و للأسف الحزين ، سمعت بالأمس حديثاً لأحد ناشطي الميديا المقربين من قيادة الدعم السريع ، ينضح عنصرية ويفصح عن حقد دفين تجاه سكان شمال السودان.. راح الرجل يعلن شماتته حيال الكوارث الطبيعية التي اجتاحت شمال البلاد، و يصف السيول و “العقارب” و الأفاعي بأنها بعض (جنود الله) ، ثم يتوعد الشماليين بأنه ، حالما تفرغ “جنود الله” هذه من أداء واجبها تجاههم، ستأتيهم جنود الدعم السريع لإتمام ما بدأته السيول و العقارب و الأفاعي!!!..
ما ظللت أظنه حتى الآن هو أن مثل هذا الخطاب المثير للفتنة و الهادف إلى توصيف الحرب المعلنة على فلول المؤتمر الوطني، على أنها حرب ضد الشماليين، هو خطاب يناقض تماماً موقف الدعم السريع، الذي يتحاشى – بالتأكيد – أي تحويل لوجهة هذا الصراع تجاه الحرب الأهلية.
خطاب هذا الرجل يتماهى تماماً مع توجهات الكيزان، و بغض البصر عن الانتماء التاريخي لهذا الشخص، حتى ساعة اشتعال هذه الحرب ، إلى ما يسمى بالحركة الإسلامية، و مواقفه الداعمة لانقلاب البرهان على الحكومة المدنية ، بغض البصر عن هذه الخلفية، فإن صمت قيادة الدعم السريع عن مثل هذه السموم العنصرية، يهزم تماماً المشروع المعلن للدعم السريع، و يكسبه عداوة غير ضرورية و لا مطلوبة، من كافة سكان شمال السودان الذين ذاقوا من تسلط الكيزان ما ذاقه الآخرون.
لجهاز أمن الكيزان – الذي ما يزال ماثلا حتى الآن – تاريخ عريض و خبيث في اختراق معارضيه من مؤسسات حزبية أو حركات عسكرية (أبرز نماذج هذا الاختراق أردول و أبو قردة ، اللذين يجهل الكثيرون علاقتهما بجهاز الأمن و دورهما في اختراق حركتين مسلحتين إبان عهد البشير) ، و لن ييأس هذا الجهاز ابدأ من اختراقات مماثلة لقوات الدعم السريع..
أتمنى أن تنتبه قيادة الدعم السريع إلى أمثال هذه الأصوات التي تتحدث باسمها حديثاً يهزم قيمها و يصورها على الصورة التي يجتهد الكيزان في رسمها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.