الحساب.. دعامي..!!!

علي يس

مثل (عجلة الحظ) تدور أسئلة الحرب دورات عديدة ، ثم يتوقف عند السهم ، دائماً ، أحد سؤالين جوهريين ، أولهما:
– لماذا اشتعلت الحرب ؟
والثاني:
– من الذي أشعلها ؟
و ستندهش حين تجد إجابة هذين السؤالين في تصريحات البرهان (لسان حال الكيزان العيي) !!..
هذا المخلوق لا يفتأ يدلي باعترافات يكفي أدناها لإيصاله إلى حبل المشنقة!!(أنا أتحدث عن “دولة افتراضية” يا صاح ، فيها قضاء و نيابة عامة حقيقية وقانون و شعب يستطيع الإبلاغ عن مظالمه) .. و هي الدولة التي لن يسمح البرهان ولا سادته الكيزان بوجودها ما داموا أحياء ، فالخيارات الماثلة أمامهم لا تتعدى اثنين: إما أن يعودوا لحكم السودان ، ليكونوا هم القضاء و هم القدر و هم النيابة و الدستور و القانون و كل شيء.. أو يحرق السودان بمن فيه !!!!!..
ألم تسمعوا آخر تصريحات البرهان و هو يقرر ، على رؤوس الأشهاد ، أن (الإطاري) هو سبب الحرب!؟؟..
طبعاً لم يسأله أحد من “الخائفين” حوله: كيف ؟؟!!
هذا الإطاري الذي كان البرهان أول الموقعين عليه ، و كان توقيع حميدتي عليه بإلحاح من البرهان الذي أقنعه بأن الإطاري هو السبيل الوحيد لحل جميع مشكلات السودان.. هل تعلم كيف أصبح سبباً للحرب ؟؟..
لقد أصبح سبباً للحرب جراء عبارة واحدة ، قالها حميدتي أمام البرهان وأمام الآخرين: (أنا كلمتي واحدة ، و إذا وقعت على شي ما بنط منو تاني) !!..
لقد أزعجت هذه العبارة البرهان ، الذي ما وقع على الإطاري إلا و هو يبيت النية على الحنث و التراجع، و كان واثقاً من أن حميدتي سيتبعه في هذا كما تبعه من قبل في تمزيق “الوثيقة الدستورية” ، و لكن عبارة حميدتي المذكورة أعلاه أيأسته تماماً من تبعية حميدتي له ، فلم يجد أمامه إلا خيار الانسحاب منفرداً ، و لكنه يعلم أن هذا الخيار سيضعه في مواجهة مباشرة مع حميدتي ، و هي مواجهة ظل يخشاها ، بل ترتعد فرائصه من مجرد تصورها..
ماذا يفعل إذا ؟؟ هل يستمر على وفائه للإطاري فيجر على نفسه نقمة أولياء نعمته ؟ أم ينسحب فيواجه نقمة حميدتي.. ؟
لم يجد أمامه حلا سوى العودة إلى (المندوب الدائم للكيزان في القيادة العامة) ، أعني الكباشي ، الذي خيره بين قيادة حربهم على حميدتي الذي أصبح فجأة المهدد الوجودي الأعظم للكيزان ، و بين الاستعداد لمصير (مجهول) ، و البرهان – بطبعه القديم – لا يجرؤ على مواجهة مصير مجهول!!..
لقد صدق البرهان و هو كذوب: سبب الحرب هو الإطاري ، و مشعلوها هم الكيزان ، و سيأتي حساب من دمروا السودان ، سيأتي و لو بعد مائة سنة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.