قاعدة حطاب .. أهمية عسكرية واستراتيجية! ..

بعد أن سيطرت عليها "الدعم السريع"

بورتسودان – اسكاي سودان

على نحو مفاجئ ارتفعت وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، مرة أخرى في الخرطوم بحري خلال الأيام الماضية، إثر هجوم نفذته قوات الدعم السريع فجرالإثنين على قواعد رئيسية للقوات المسلحة شمال الخرطوم، وتعرضت هذه المعسكرات لهجمات مكثفة من قوات الدعم السريع بهدف السيطرة عليها،وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الدعم نفذت منذ وقت مبكر من صباح الإثنين هجوماً عنيفاً على قاعدة حطاب العملياتية وسلاح الأسلحة بضاحية الكدرو.

وأشارت المصادر إلى أن الهجوم على قواعد الجيش الرئيسية في بحري جاء بعد أن حشدت قوات الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي أعداداً كبيرة من مقاتليها من منطقة شرق النيل، علاوة على قواتها المتمركزة في مصفاة الخرطوم لتكرير النفط في منطقة (الجيلي) ومواقع أخرى، في محاولة للسيطرة على معسكر حطاب والكدرو.

ونوهت المصادر إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت المدفعية الثقيلة في قصف قاعدة حطاب ومعسكر سلاح الأسلحة التابعين للجيش السوداني في ضاحيتي حطاب والكدرو، وتبع ذلك مواجهات مباشرة بين القوتين استمرت حتى وقت متأخر من ليل الإثنين، ونشرت منصات تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو اكدت فيها سيطرة قواتها على منطقة حطاب بعد أن كبدت الجيش خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية، فضلاً عن أسر عدد من جنود القوات المسلحة.

ووفقاً للمصادر العسكرية فإن قوات الدعم السريع شنت هجوماً على قاعدة حطاب من ثلاث محاور من ناحية كافورى، وشرق النيل ومن ناحية الجيلي، وأوضحت إن الهجوم جرى على ثلاث موجات، واستمر لمدة 16 ساعة، وتزامن الهجوم على قاعدة حطاب مع هجوم آخر على منطقة الكدرو وهجوم آخر غرب امدرمان، فيما اعتبرته المصادر محاولة للصرف الأنظار عما يجري في حطاب، وأوضحت إن الجيش استخدم المدفعية وسلاح الطيران في صد الهجوم بينما استخدمت قوات الدعم السريع المدافع الثقيلة.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع في حسابها الرسمي على منصة اكس الثلاثاء أعلنت فيه سيطرتها على مقر الشرطة الأمنية العسكرية التي تظهر لافتتها على خلفية المقطع، وقالت إنها ستواصل هجومها للسيطرة على قاعدة حطاب، ولكن مصادر عسكرية تتبع للجيش تقول إن موقع الشرطة الأمنية الذي هاجمته قوات الدعم السريع هو خدمة إنذارية تم سحبها ساعة الهجوم إلى المعسكر. مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع هاجمت الدفاعات المتقدمة قاعدة حطاب ولكنها لم تقتحم المعسكر.

وفي المقابل نشرت حسابات مؤيدة للجيش مقطع فيديو قالت إنه زيارة للواء الركن النعمان علي قائد منطقة الكدرو العسكرية خلال زيارته لمعسكر حطاب عقب صد هجوم الدعم السريع- حسب روايتها.

وتقع قاعدة حطاب العسكرية في شمال بحري بولاية الخرطوم وهي تتبع لسلاح المشاة ، وتوجد بالقرب منها قاعدة الكدرو العسكرية التي تتبع لسلاح الأسلحة والتي تبعد عنها بأكثر من سبع كيلومترات للاتجاه الجنوبي الغربي، بجانب سلاح الإشارة في بحري.

وتسيطر القوات المسلحة على المقرات الثلاثة، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على مقر سلاح المظلات السابق في شمبات والذي تحول في عهد النظام السابق إلى قاعدة عسكرية للدعم السريع وبه مستشفى عسكري.كما تسيطر قوات الدعم السريع على عدد من المعسكرات من بينها معسكرات الجيلي والجريف شرق وكافوري.

وتكمن أهمية منطقة حطاب العسكرية في أنها تربط بين شرق النيل ومصفاة الجيلي، كما أنها تعتبر قاعدة مساندة لسلاح الأسلحة في الكدرو، وبحسب الخبراء العسكريون فإن هجوم الدعم السريع على قاعدة حطاب يهدف للسيطرة الكاملة على منطقة شمال بحري وشرق النيل مما يسهل الامداد والاستنفار وتحركات القوات.

وفي السياق قال الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع لراديو دبنقا إن هجوم قوات الدعم السريع على قاعدة حطاب يأتي في إطار التنظيف الكامل لمناطق شمال بحري، وقال طبيق إن قوات الدعم السريع هاجمت قاعدة خطاب، وكبدت الجيش والقوات المشتركة خسائر كبيرة، واستولت على عتاد حربي، وأسرت عدد كبير من الجنود والمستنفرين. وأوضح إن العمليات مستمرة، وأضاف قائلاً: ( قواتنا متقدمة في شمال بحري وتطارد من تبقى من الجيش والقوات المشتركة).

وترى مصادر عسكرية إن تحركات الدعم السريع العسكرية في هذا التوقيت تأتي لفتح الطريق إلى مصفاة الجيلي، مشيرة إلى تأثير العمليات النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة في منطقة الكدرو في قطع خطوط الامداد القادمة من مصفاة الجيلي، فيما يرى آخرون إن قوات الدعم السريع تهدف من هذا التحرك لإحداث اختراق والسيطرة على مناطق جديدة مبيناً إن الهجوم يأتي بعد توقف لفترة طويلة للمعارك المباشرة والاستعاضة عنها بالقصف الجوي والمدفعي.

وبالنسبة لبعض الخبراء العسكريون فإن الهجوم على قاعدة حطاب جرى لقطع الطريق أمام هجوم كبير كانت تعد له القوات المسلحة منذ فترة للانفتاح في بحري، وتسيطر قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لبدء الحرب في 15 أبريل 2023 على الجزء الأكبر من مدينة بحري الواقعة الى الشمال من العاصمة السودانية، حيث ينتشر عناصرها بشكل كثيف هناك، بينما ما يزال الجيش يحتفظ بمعسكراته الرئيسية في المنطقة، من بينها سلاح الإشارة وقاعدة حطاب، فضلاً عن سلاح الأسلحة.

وبحسب مواطنين وشهود عيان من عدد من الأحياء فإن الجيش يسيطر على أحياء الكدرو وأجزاء من السامراب والدروشاب وكوبر غرب في بحري بجانب أجزاء من العيلفون ومحيط حطاب، وفي المقابل تسيطر قوات الدعم السريع على بقية المناطق في بحري وكل أحياء شرق النيل والحاج يوسف وكل القرى حتى كبري سوبا.

ومن المتوقع أن تتحول منطقة بحري وشرق النيل إلى مناطق ساخنة عملياتياً معر رغبة القوات المسلحة في الانفتاح من معسكراتها على مختلف الأحياء، بينما تهدف قوات الدعم السريع لاستعادة خط الامداد الذي يربط بين مصفاة الجيلي وشرق النيل لنقل امداد الوقود إلى مختلف مناطق سيطرتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.