ملهمة صهاينة السودان: (سالومي) الأخرى.. !!!
أهل بورتسودان ، ينتظر بعضهم (الساعة) ، و يكابد بعضهم ، في القرى حول سد أربعات ، الموت و الدمار و المجاعة ، و يرقص شرارهم وراء “ندى القلعة” مع البرهان و كتائبه التي أدمنت “الفرار من الزحف” إيثارا للمجون و الخلاعة!!..
و قليلون من هؤلاء و أولئك يعرفون شيئاً عن تاريخ “العقيد أمن” ندى القلعة، التي منحها جهاز أمن البشير ، على أيام صلاح قوش – قبل سنين عديدة – هذه الرتبة متأثراً بأسلوب الموساد في استثمار النساء ذوات القدرة على إثارة الغرائز ، في الإيقاع ببعض النافذين العرب (كما حكت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة (تسيبي ليفني) عن إنجازاتها الثمينة حين كانت ضمن عناصر الموساد ، في استخلاص معلومات أمنية خطيرة من داخل غرف نوم بعض الزعامات العربية. و تلك الإنجازات هي التي أسهمت في تكليل سيرتها الذاتية التي أهلتها للوزارة لاحقاً.).
لنعد إلى ندى القلعة التي شكلت ، ضمن كتيبة من “بطلات الإثارة” أحد أخطر أسلحة قوش في الإيقاع بعدد من خصوم حكومة البشير ، و ايضا بعض أصدقاء “الإنقاذ” المشاغبين ، إما في استخلاص معلومات ذات طبيعة أمنية ، أو في ابتزازهم ب (كارت) الفضيحة الأخلاقية..
لكن ندى القلعة امتازت عن الأخريات بتكليفها بمهام خارجية دقيقة و عالية الحساسية ، مثل المهمة التي أنجزتها بنجاح باهر و سجلتها في إحدى أغنياتها “الهابطة” مع (شريف) نيجيريا ، الذي يبدو لي أن صلاح قوش اطلع على معلومات عن نفوذه لدى بعض قيادات الحكومة النيجيرية ، و احتاج إلى استخدامه في بعض المهام ذات الصلة بمطلوبات أمنية عالية الحساسية ، فأوكل مهمة استئناسه إلى ندى القلعة ، فبعث بها في (مهمة رسمية) ، تحت غطاء مهمة أخرى “غير رسمية” هي بالطبع (إحياء حفلات غنائية) ، فأنجزت التكليف بكفاءة جعلت صلاح قوش “مبسوطا” منها مثل “انبساطة الشريف” ، على حد قول ندى، في أغنيتها الشهيرة..
المهم ، يبدو أن البرهان أراد استثمار القدرات التاريخية لهذه المرأة في إثارة الغرائز ، متأثراً خطى قوش ، و لكن في مهام محلية ، فقد كان همه الأول و ما زال هو الإيقاع بقيادات قوى الحرية و التغيير ، و لكن الرجل نسي – في ما يبدو – أن ندى القلعة في تسعينيات القرن الماضي و أوائل القرن الحالي ليست هي ذاتها اليوم ، و لعل هذا الفرق الجوهري هو ما جعل محاولات البرهان تفشل ، و لعله أيضاً السبب الذي أغضب ندى على رموز الحرية و التغيير الذين تجاهلوا إشاراتها و أعرضوا عن إيحاءاتها ، فثارت حفيظتها و تحدتهم أن يأتوا إلى بورتسودان “إن كانوا رجالاً” على حد هذيانها..
ليس غريباً على الكيزان استلهامهم “فقه” الصهاينة ، فعلى طريقة الحاخام الإسرائيلي الشهير “آرى شفات”، الذي أصدر فتوى أباح فيها للإسرائيليات ممارسة الجنس مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات هامة لإسرائيل، يبيح الكيزان ذات الشيء لما يسمونه “إعلاء كلمة الله” و يعنون بها ، حرفيا ، إعلاء المصالح الدنيوية لعصابتهم المتوحشة الفاسدة.