الدعم السريع: على الشعب السوداني التفكير في تحقيق السلام متجاوزاً “مراوغات الجيش”
في مؤتمره الصحفي بجنيف..وفد الدعم السريع:
محادثات جنيف مثمرة وبناءة وكشفت للعالم من يعيق السلام.
جولة جنيف قدمت حلولاً عملية ومجدية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية
منفتحون على كافة المبادرات وندرس مع الشركاء فرض السلام حال تعذر الوسائل السلمية
سلمنا خطاباً رسمياً للوسطاء الدوليين وطالبنا بحظر الطيران الحربي
جنيف: اسكاي سودان
أماط وفد قوات الدّعم السريع في مباحثات جنيف، اللِثام عن تفاصيل ماحوته الجولة من مداولات شهودها “الوساطة السباعية” ممثلة للمجتمع الدولي والإقليمي، واصفاً مخرجاتها بالمثمرة والبناءة وكانت كفيلة بتحقيق أهدافها المعلنة لولا تمترس الطرف الآخر “القوات المسلحة” عند مواقفه الرافضة لإسكات أصوات البنادق وتعمده التهرب من تلبية الدعوة بحجج واهية إرضاءً لرغبة من أشعلوا الحرب ويدفعون لاستمرارها في السودان.
وقذف وفد الدعم السريع، بالكرة في ملعب الشعب السوداني، داعياً إلى التفكير في امكانية الوصول إلى سلام واستقرار يتجاوز محطة تعنت الجيش غير الراغب في وضع حد لمعاناة السودانيين ولا يأبه لها.
وقال رئيس الوفد العميد الركن عمر حمدان، خلال مؤتمر صحفي نظمه الوفد التفاوضي للدعم السريع نهار ( الأحد) بجنيف، إن جولة جنيف التفاوضية، قدمت حلولاً عملية ومجدية فيما يلي إيصال المساعدات الإنسانية، لكنها لم تقدم حلاً في مسألة وقف العدائيات ومايترتب عليها من آليات مراقبة فعالة، مبينا أن المحادثات استندت إلى المبادرات السابقة من جولات التفاوض في جدة والمنامة لتحقيق ثلاثة أهداف تشمل: وقف العدائيات وتسهيل إيصال المساعدات وبحث آلية امتثال ومراقبة للايفاء بالتزامات ” اعلان جدة”.
من جهته ذكر عضو الوفد المستشار عز الدين الصافي،أن مشاورات سبقت جولة جنيف عبر اجتماعات، قادها قائد ثاني الدعم السريع الفريق أول عبدالرحيم دقلو، مع المبعوث الأميركي توم بيرييلو، جرى خلالها الاتفاق أن تجرى المفاوضات بين طرفي الصراع (الدعم السريع والقوات المسلحة)،مع ضرورة الاتفاق على ايصال المساعدات لكل السودانيين المحتاجين والنتأثرين بالحرب.
وأوضح الصافي أن غياب الطرف الآخر اضطر الوساطة لإضافة اطار تفاوضي جديد تمثل في (المفاوضات الحوارية)، لافتاً الي دخول وفدهم في سلسلة مناقشات منفصلة مع وفود الوساطة، قدم خلالها شرحاً عن الأوضاع الإنسانية الكارثية وتطورها الى حالة المجاعة وأسبابها، وحمل الجيش مسؤولية تردئ الأوضاع بسبب الاصرار على إغلاق المعابر ورفضه الصريح دخول المساعدات للمحتاجين، معتبرا أن ذلك إرث قديم للنظام الحاكم الذي تعمد استخدام التجويع كأداة حرب وعقاب جماعي، مشيراً الى أن حجم ضحايا الجوع وسوء التغذية يفوق قتلى الحروب والقتال خلال ثلاثين عاماً إبان حكم المؤتمر الوطني للسودان.
وأكد عضو الوفد التفاوضي، ترحيب قوات الدعم السريع بفتح الممرات والاستمرار في التعاون بفتح ممر ( الدبة – الفاشر) لإيصال المساعدات لنازحي معسكر زمزم ، فضلاً عن الاتفاق على إيصال وتأمين كافة المساعدات عبر معبر أدري الحدودي واعتبره الأقرب والأسهل من نواحي فنية، لافتاً الى خطة متكاملة للوكالة السودانية للاغاثة والعمليات لإنهاء المجاعة.
ونبه الصافي إلى التزامات من جانب المجتمع الدولي ينتظر الإيفاء بها تجاه المساعدات العاجلة، مؤكداً التزام الأمم المتحدة بإعادة فتح مكاتبها في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لاستكمال الإجراءات مع الوكالة والادارات المدنية التي قال إنها تعمل الآن بكفاءة وتحتاج للتطوير.
ورأى الصافي أن الخلاصة من جنيف وكل المبادرات السابقة ،كشفت بجلاء أن الجيش السوداني بلا قيادة وقائده البرهان مجرد دُمية يحركها الإسلاميون “كيف مايشاء”، وقال إن قواتهم منفتحة على حوار أوسع مع كافة السودانيين والسودانيات، وحمّل الجيش ومن يقفون خلفه مسؤولية الفشل في كل المبادرات الهادفة لإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة المواطنين.
من ناحيته أعلن عضو الوفد المستشار محمد المختار، تمسكهم بتسمية طرفا التفاوض متمثلين في الدعم السريع والقوات المسلحة ورفضهم الزج بأية مسميات أخرى طرفاً في المحادثات، إلى جانب مطالبتهم بأن يعقب أي اتفاق لوقف العدائيات جدول زمني لبدء العملية السياسية، مشدداً بقوله : إن الحرب أسبابها في الأساس أزمة سياسية.
وأضاف المختار أن محادثات جنيف شهدت الاتفاق على بعض التدابير، وكذلك كيفية التعامل مع قوة حماية المدنيين المعلنة من قبل قيادة الدعم السريع، وأن تتبنى المفاوضات الاتفاقيات السابقة، وعلى رأسها “اعلان جدة ” الذي يملئ شروطا متساوية على الطرفين، غير أن الجيش – برأيه- تجاوز في بنود الاتفاق، فيما يلي استهداف الأعيان المدنية، وقال إن هجمات الطيران الحالية لاتحقق ميزة عسكرية للجيش وتسببت في مضاعفة أعداد النازحين وجرت على مناطق لاتشهد اشتباكات عسكرية بمثل ماحدث من قصف للمستشفيات في الضعين والفاشر وغيرها.
وقال المختار، إن قواتهم ملتزمة باعلان جدة وهي الطرف الأسعد بإنفاذ بنوده، مؤكداً في الوقت نفسه تمسكهم باتفاق المنامة، ورأى أنه يؤسس لبناء الدولة السودانية على أسس عادلة على أساس المواطنة، وأضاف أن جميع المبادرات السابقة تم التأكيد عليها مع الوسطاء في جنيف.
وقلل المختار من حديث البرهان وجنرالات الجيش المتكرر بشأن الحسم العسكري، واعتبره محض استهلاك سياسي، وانهم لايملكون سلطة اتخاذ القرار بخلاف تنفيذ أجندة مشعلي الحرب وقادتها في الحركة الاسلامية.
وقال إن محاسن الجولة الأخيرة، أنها كشفت الطرف غير الراغب في احلال السلام، وأبدى أسفه أن يكون هناك قادة لايهمهم الموت والدمار واللجوء والنزوح غير المسبوق في مقابل شهوتهم الجامحة للحكم والتسلط.
وأبان أن وفدهم دفع بخطاب رسمي للوساطة، تسلمه المبعوث الأمريكي، حمل احتجاجهم على قصف المدنيين، مطالبين فيه بضرورة حظر الطيران في المناطق التي لاتشهد اشتباكات عسكرية، وضمنوا خلاله أرقاماً تفصيلية عن ضحايا الاستهداف الجوي. وأضاف” تحدثنا كذلك عن امكانية فتح المطارات في مناطق سيطرة الدعم السريع في ” نيالا، الجنينة، زالنجي، والضعين” وتشغيله من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها لإيصال بعض المساعدات الضرورية والملحة مثل الأدوية وغيرها، وأردف” أن قوات الدعم السريع لا تتدخل في تشغيلها”.
واتهم الجيش بتعمد تعطيل وصول المساعدات رغم ادعاءاته بالموافقة مشيراً الى استهداف الطيران الحربي بقصف “كوبري مورني ” لإعاقة الحركة عبر معبر أدري إلى غرب دارفور.
في ختام المؤتمر الصحفي، أكد الوفد على انفتاح الدعم السريع على كافة المبادرات مع الأمم المتحدة ووكالاتها وبالتنسيق مع الشركاء وعلى رأسهم الاتحاد الأفريقي، مبينا مناقشته مع الجانب السوسيري باعتباره دولة محورية امكانية لعب أدوار للدفع واحلال السلام بالوسائل المجربة حال تعذر الوسائل السلمية.