تفشي سوء التغذية في معسكرات النازحين والإمارات تشدد على ضرورة توصيل الإغاثة للسودانيين.

بورتسودان – اسكاي سودان

بدأ الجوع يتمدد يوما بعد يوم في معسكرات النازحين بدارفور، وفي مطلع أغسطس الجاري، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي أداة معترف بها عالميًا لقياس أزمات الغذاء، معاناة مخيم زمزم قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور،من مجاعة، فيما أعلن الناطق الرسمي لمعسكرات النازحين واللاجئين أدم رجال عن تفشي سوء التغذية الحاد في معسكرات مكجر بولاية وسط دارفور.

وكشف أدم رجال عن حصولهم على تقرير صادم اليوم عن حالات سوء التغذية والوضع الإنساني المزري بمحلية مكجر بولاية وسط دارفور، وبلغت حالات سوء التغذية وسط الأطفال والنساء الحمل والأمهات والعجزة والمسنين عدد أكثر من (450) حالة سوء التغذية الحاد، بحسب ما أفاد رجال.

وأشار أدم رجال الي ان عدد وفيات الأطفال بلغ (5) طفل بمكجر شرق نتيجة المجاعة وإنعدام الأمن الغذائي ، مع عدم وصول المساعدات الإنسانية منذ إندلاع الحرب العبثية الا جزء قليل جداً والتي لا تكفي حسب حوجة الناس الكبيرة للغذاء ، وفشل الانتاج في الموسم الزراعي الماضي، بجانب النزوح وتعطيل الإمدادات الغذائية للمنظمات الإغاثية والخدمات الصحية.

وبالنسبة لرجال فأنه لا يزال سوء التغذية الحاد يشكل تحديا صحياً حاسماً يتطلب بذل مزيد من الجهود من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوقف الحرب الدائر بين الجيش والدعم السريع، وبناء إستراتيجيات فعالة وتدابير وقائية ضرورية للحد من حدوث تفشي المجاعة وسوء التغذية وانقاذ ارواح السكان والنازحيين المتضررين من الحرب، وشدد على ضرورة ضمان زيادة التمويل والموارد لضمان تخصيص موارد كافية لبرنامج سوء التغذية والاستجابة الطارئة ولا سيما في المناطق عالية الخطورة.

وفي سياق متصل بالمسألة دعت الإمارات مجلس الأمن الدولي أمس (الثلاثاء) إلى استخدام كافة الأدوات لمواجهة الوضع الانساني الكارثي في السودان، بما في ذلك منح وكالات الأمم المتحدة تفويضًا لتوصيل الإغاثة، وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان إنها: تدعو مجلس الأمن إلى استخدام كافة الأدوات المتاحة لمواجهة الوضع الكارثي في السودان، بما يشمل النظر في منح وكالات الأمم المتحدة، إن اقتضى الأمر، تفويضًا للوصول إلى المحتاجين عبر خطوط النزاع أو عن طريق الحدود.

وشددت الخارجية الاماراتية على أن هذا الإجراء الحاسم من مجلس الأمن ضروري لتنسيق الجهود الدولية لجلب المساعدات اللازمة من الدول المجاورة من أجل وقف المجاعة، وقالت إن الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب استجابة طارئة تُساعد في تأمين وقف إطلاق النار وتيسير إيصال المساعدات.

وأضافت: (الشاحنات المحملة بالمساعدات لا تزال عالقة على الحدود السودانية في الوقت الذي يُعاني الآلاف من الجوع في مخيم زمزم وشمال دارفور. يتطلب هذا من الجيش رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات) وطالبت الخارجية الاماراتية قوات الدعم السريع بتمكين المنظمات الإنسانية من ممارسة عملها في أمان دون خوف من التعرض لأي هجمات.

وأدان بيان الخارجية الاماراتية ما وصفه باستخدام المجاعة كسلاح في الحرب، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى الموافقة على وقف إطلاق نار فوري ودائم وإعطاء الأولوية لإنقاذ حياة الإنسان بدلًا عن التركيز على الأهداف العسكرية، وأشاد بجهود الولايات المتحدة في تنظيم محادثات وقف إطلاق النار المقبلة في جنيف، وجهود سويسرا والسعودية لاستضافتها بشكل مشترك، ورحبت وزارة الخارجية الإماراتية باجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي عُقد امس الثلاثاء، بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان.

وفي ذات المنحى قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (ستيفن أومولو) في إحاطة قدمها لمجلس الأمن خلال الاجتماع، إن تأكيد المجاعة في الأسبوع الماضي يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي، وأضاف: (يجب الآن أن يكون هناك جهد دبلوماسي منسق لمعالجة التحديات التشغيلية الواسعة النطاق، والعقبات التي تواجهها وكالات الإغاثة كل يوم، بينما نحاول الوصول إلى ملايين السودانيين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة).

وشدد ستيفن على أن توسيع نطاق الوصول وفتح خطوط إمداد جديدة عبر الحدود وعبر خطوط الصراع أمر حيوي لتمكين وكالات الإغاثة من تلبية الاحتياجات غير العادية، وأشار ستيفن إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع يعرقلان بشكل روتيني طلبات الحصول على تصاريح عبور خطوط التماس، فيما تشكل القيود المفروضة على الطرق عبر الحدود عقبة رئيسية أخرى.

وأفاد ستيفن بأن معبر الطينة الذي يربط مناطق شمال تشاد بولاية شمال دارفور، غير صالح للاستخدام بسبب الأمطار، داعيًا إلى فتح معبر أدري أمام وكالات الإغاثة دون تأخير، حيث أن التدفقات المستمرة والمتوقعة للإمدادات الإنسانية تشكل أهمية بالغة لوقف ارتفاع أعداد القتلى.

ودولة الامارات ليست هي الدولة الوحيدة التي بدأت تهتم بالاوضاع الإنسانية للسودانيين، ومنذ فترة بدأت تتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى ( 13) ولاية من أصل (18).

فيما يؤكد الواقع الماثل من خلال استمرار الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023 والتي تدور بين الجيش والدعم السريع، وأسفرت عن نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، والتي بسببها تزايد أعداد النازحين الفارين من جحيم الحرب وتعطلت عجلة الإنتاج تماما الأمر الذي يشير إلى إن هناك كارثة إنسانية تلوح في الأفق.//

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.