دروس مستفادة من مؤتمر القاهرة

كمال كروري

الواضح ان الخط القتالي المتهور الذي يتبناه عقار ومناوي وجبريل أفشل الخروج بأهم نتيجة كان من المفترض ان يخرج بها مؤتمر القاهرة الذي سعت مصر خلاله لجمع السودانيين من اجل الوصول إلى حل لأزمة الحرب المستفحلة التي يدفع ثمنها الانسان السوداني البسيط.

وعلى الرغم من ان المؤتمر فضح بشكل واضح نوايا المجموعة الداعية للحرب وأكد عقلانية “تقدم” ونهجها الثابت الرافض للحرب وسعيها الصادق للوصول إلى حل ينهي معاناة السودانيين، إلا انه ومن اجل الوصول إلى تشخيص صحيح لسبب فشل البيان الختامي في إعلان المؤتمر بشكل واضح وجلي الدعوة لوقف الحرب، لا بد من توضيح النقاط التالية:

● لدى مناوي وعقار وجبريل جنود يقاتلون على الأرض إلى جانب الجيش وهم من اكثر الداعمين للخط الإخواني الساعي لاستمرار الحرب لأسباب يبدو اهمها سعيهم للتحول لحاضنة سياسية لقادة الجيش والتستر بقوته من اجل الاستمرار في الحكم وهو ما تجلى من خلال دعمهم لانقلاب 1989 ومشاركتهم في وضع العراقيل امام جهود إنجاح التحول المدني على غرار ما فعل الإخوان في 1989. ومن الواضح ان تصرفاتهم خلال المؤتمر هدفت لافساده وافشال الهدف الأساسي منه وهو الدعوة لوقف الحرب، فقمة نجاح المؤتمر كانت ستكمن في الاتفاق على الدعوة للوقف الفوري للحرب، لكن المؤتمر لم ينجح في الوصول الى هذه النقطة حيث جاء النص في البيان كالتالي:

“لقد استجبنا للدعوة الكريمة التي بادرت بها جمهورية مصر العربية لجمع السودانيين، وبحُضورٍ مُقدرٍ من دول الجوار والمنظمات الأقليمية والدولية بغرض التشاور والاتفاق على الحدِ المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها”. وهذا يعني ان النتيجة انهم جلسوا بغرض التشاور حول الحد المطلوب للعمل من اجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي افضت اليها… وهنا لم يوضح البيان بشكل صريح نتيجة هذا التشاور هذا.

● على الرغم من أهمية جمع الصف الوطني وانفتاح “تقدم” على الجلوس مع مختلف الأطراف، إلا أن استمرار الخسائر المفجعة للحرب من قتل ودمار وتشريد يتطلب عدم اضاعة الوقت والجهد مع جهات ترى في الحرب هدفا وغاية لتحقيق مآربها، والتركيز بشكل اكبر على التلاقي مع المجموعات التي لديها قواسم وأهداف مشتركة مع “تقدم” لكنها تختلف سياسيا حول كيفية تحقيق تلك الأهداف والتي تصب جميعها في اتجاه تحقيق مطالب ثورة ديسمبر التي أشعل الإخوان ومناصريهم الحرب من اجل اجهاضها.

● بقدر الصدق الذي تتبناه “تقدم” والجهود الكبيرة التي تبذلها من اجل الوصول إلى انهاء الحرب، ستستمر الجهات الداعمة للحرب في جهدها الخبيث من اجل اجهاض تلك الجهود وفي تسليط آلتها الإعلامية الكاذبة لتشويه الجهود الوطنية الصادقة وتغبيش الحقيقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.