حول الأديب بركة ساكن …

كتب : سامي الطيب

في ذات مرة شكوت إلى الصديق يوسف حمد، أحد أقاربي وكيف كان رده صادماً بالنسبة إلي ، فقال لي يوسف: .. أنت لا تعلم الظروف المحيطة به عندما قال لك قوله هذا .
إن أسوأ ما تفعله الحروب أنها تفشي الكراهية حتى بين أقرب الأقربين وتفرق بين الأقارب وتفسد العلاقة بين الأصدقاء ..

إن الحروب أسوا ما وصلت إليه الانسانية
هي نتيجة اسوأ من حصاد الذين يدخلون الجحيم .
جمعتني مع الأديب بركة ساكن صحيفة المواكب، لم أر شخصاً في أدبه وتواضعه فهو حقيقة يملك تواضع العلماء ودود وصادق ورحيم كنا نتحدث لساعات..كان مهموماً بالثورة والتغيير والديمقراطية وكانت كتاباته كالسيف على جميع العسكر ..

الصديق العزيز يوسف سراج رئيس التحرير الرجل الخلوق المهذّب المعتدل عانى معنا الأمرين في تفلتاتنا ضد العسكر وضد الدعم السريع كان يقول لنا مهما يكن الأمر هؤلاء الذين تعادونهم بهذا السفور هم الآن في السلطة فلا بد من وضع شعرة معاوية في التعامل مهمـ وذات مرة قال لي .. إن تكون أنت وشبونة وبركة ساكن متواجدين باعمدتكم في عدد واحد هذا أمر غير محتمل …

وذات مرة اخذته بتفلتاتي إلى الحبس .. انا وهو وخرجنا آخر الليل ..
ذهب بعدها الي بيته، و في صباح اليوم التالي اتصل عليه كثيرون يسألونه عن هوية ذلك “الكوز العجل ..”
كانت هذه جملة من ضمن عمودي لذلك اليوم تسربت منه لأنه كان حبيسا …

جمعتني اليوم محادثة عبر الواتساب مع استاذي بركة ساكن سالمته
قلت له أنا حزين على وطني وحزين على موقفك وكلامك الأخير ..
قال لي هذا رأي كتبته يحتمل ألا أكون على صواب قالها لي بكل بساطة ..
لكنه صدمني في هدوء حين قال لي: أنت يا سامي
قمت بشتمي على صفحتك جزاء ما كتبت..!!
لم يرني بركة لكن وجدت نفسي قد سالت أدمعي ..
انكرت، واعتذرت له في نفس الحين ولعنت الحرب التي فرقت مواقفنا ..
لم اعرف ظروف اللحظة التي كتبت فيها ضد بركة لكنني كرهت الحرب أكثر..
وكرهت نفسي فأ مثال هذا الرجل لا ينبغي جُرحهم بكلمة لأنهم انقياء مهما كانت مواقفهم ، و دواخلهم وضياء سيرتهم تبعد عنهم ظن السوء.
وما اود تأكيده حاشا أن يكون بركة ساكن بلبوساً او مناصراً للكيزان أو تابعاً لبرهان، لكنها تقديراته وهو رسول سلام نقي الدواخل وأديب يحركه إحساسه قبل كل شي .
قال لي اثناء دردشتي معه :
لك المحبة: (ما بفيد الانسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه)
قالها السيد المسيح
اتبع ضميرك
لك المحبة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.