” الفلنقاي” أو “الفلنقايات” للجمع هي مفردة مستحدثة للتعبير عن الخيانة الإجتماعية للذين يسيرون عكس تيار مصالح مجتمعاتهم أو من تربطهم بهم صلة قرابة ؛وذلك إنحيازاً لمن هم أقرب للسلطة وفق مكاسب تتعلق بمصالحهم الخاصة، والتى لا تتجاوز حصول “الفلنقاي” من فتات سلطة لاتُسمن ولاتغني من جوع.
ويجب علينا الحديث عن هؤلاء الفلنقايات فى العلن من زمن الحكومات الدكتاتورية ولإحتمائهم بالسلطة الباطشة والتى لا تتوقف عن القتل والتعذيب خارج سياق القانون، فقد إكتفى المجتمع بالحديث عنهم فى السر (همساً)،وإن كانت مجتمعاتهم تحتقرهم على كل حال وذلك للوقوف مع الجهة الأخرى التى تضمن لهم مصالحهم الشخصية فقط دون مراعاة لمصالح مجتمعاتهم التى يمثلونها،وتراهم يهزون أذيالهم كلما لاح لهم مايكمن الحصول عليه من فتات السلطة، وإن كان قليل الشأن وباخس الثمن.
بالمقابل نجد أن الفلنقايات لا يشوبهم أدنى شك لبيع أنفسهم وكذلك التضحية بأبناء جلدتهم بدوافع حقد قديم ما يكون هو سبب فى فشلهم من أن يكونوا قادة لمجتمعاتهم.
أما الفلنقايات التى نحن بصددها اليوم هي ماتسمى بقادة الحركات المسلحة والتى إرتضت أن تقاتل مع جلادها(الجيش) ومازادت عليه بصفاتها النرجسية المريضة والمستمدة من نفاق وحقد جلادها (الجيش ) وجعل منها كلاب صيد ومخالب قطط لإصطياد كل من وقف ضد جلادها، وكما قيل سابقا (لا خير فى من لا خير فيه لأهله) .
ولقد طفق هؤلاء الفلنقايات الخادعين لجلادهم فى كل صغيرة وكبيرة من أجل فتات سلطة لا تباع حتى بأبخس الأثمان، ولكن يظل هذا الفلنقاي الذى لم يفكر يوما قط فى التحرر من ربقة هؤلاء الذين يسعون دائما فى قتل أهاليهم وتقريبهم من جهة أخرى (ترميز تضليلى ) فقط.
ونجد أن الفلنقاي بطبعه خنوع وذليل ويسعى دوماً لإرضاء جلاديه وإن كان ذلك خصما على مصلحة مجتمعه الذى أتى منه ويدعى زوراً وبهتانا أنه يمثله، ولكن فى الواقع البون شاسع بينه وبين مجتمعه.
ومن يكن لديه إلماما جيداً بتأريخ هذه الحركات يجد فى بداية صراعها مع حكومة المركز كانت تنادي بالحقوق والتمثيل العادل للسلطة والثروة، ولكن بمجرد وصولها للسلطة تنسى وتتناسى الذى سعت وقاتلت من أجله ، وذلك فقط بحصولها على فتات سلطة زهيدة، ويعتبر هذا قمة طموحها لأن عقليتها “أى عقلية قادة هذه الحركات” مبنيةعلى (الفلقنة)، لا تتجاوز ذلك ولا طموح لها سوى ماحصلت عليه.
ولعل المتتبع لتأريخ هؤلاء الفلنقايات يعرف سذاجتهم وعدم إدراكهم لما يقاتلون من أجله، وقد كشف عن هذا النقاب الحرب الدائرة الآن مابين قوات الدعم السريع وما يسمى بالجيش إن كان هنالك جيش، وعند نشوب هذه الحرب تبنى هؤلاء الفلنقايات الحياد وعندما اشتدت أوزار الحرب، وقد مالت غلبة النصر لقوات الدعم السريع. حينها إستنجد ما يسمى بالجيش بهؤلاء الفلنقايات للقتال والزود عنه، ونسى هؤلاء إن الذى استنجد بهم اليوم كان جلادهم فى يوم ما، بل قتلهم وشردهم وقصف مجتمعاتهم بالطيران، وجعلهم يهيمون فى الأرض لا قبل لهم بالقتال ولا وزن لهم بالتفاوض، ولكن دائما مخيلة الفلنقاي ضعيفة ونظرته الدونية لنفسه تحتم عليه أن يسلم نفسه لجلاده.
وهذا ليس بغريب على هؤلاء الفلنقايات الذين لم يستبينوا ضُحى الصراع بعد.
ونقول لهم أن جلادهم هذا ليس له شرف ولا عهد ولا ميثاق وعندما يصل إلى إبتغاه منكم حينها سيتنكر لكم ولا يقر لكم بكل ما فعلتموه من أجله.
لذا نصيحتى لكم وإن كنتم لا تستجدون نصحاً،عليكم أن تعودوا إلى رشدكم وتعوا ما تفعلونه حتى لا يغشاكم ما تخافونه. وإلا حين يصل ثوار التغيير إلى مبتغاهم تبان الحقائق وتنجلى كل الغموض ويسترد كل ذى حق حقه.
# تأسيس الجيش واجب وطنى.