منذ اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل التي أشعلها الكيزان بواسطة ذراعهم العسكري الذي يسمي زورا القوات المسلحة السودانية ..منذ ذلك التاريخ ظلت دول الجوار والمحيط الاقليمي والدولي والعربي ظلوا جميعهم يبذلون مجهودات جبارة لوقف هذه الحرب وتجنيب السودان ويلات التشتت والتمزق وظلت كل هذه الدول مجتمعة تعمل على ايقاف الحرب بصبر فائق وهي تعلم تماما ان البرهان وخلفه الحركة الاسلامية وأمامه لا يريدون إيقاف هذه الحرب إطلاقا بعد هزيمتهم المجلجلة وظلوا حريصين على المقاومة حتى يحافظوا على الفوضي واللا دولة لأن في ذلك نجاة لهم كما يظنون …وفي سبيل ذلك أرسل علي كرتي برهان إلى جميع الاتجاهات ليأتي لهم بالدعم والسلاح تحت غطاء القوات المسلحة ..لكن كل هذه الجولات فشلت فشلا ذريعا والكل نصح برهان بالعمل على إيقاف الحرب فورا لكنه كعادته ظل يعد هنا ويخلف هناك ويتجاوز كل النصائح ويمضي إلى خطوات أخرى لاستمرار الحرب وهذا ليس ببعيد عن أذهان الكل .. لكن كل الدول كانت تحاصره بعدم دعمه ومع خسارته للمعارك في كل ساعة ..
كان المجتمع الدولي والاقليمي متيقنا أن مسألة جلوس البرهان للتفاوض مسألة وقت ليس إلا لأنه كما أسلفنا محاصر بالهزائم و انقطاع الدعم ..
في هذه الاثناء يتفاجأ العالم وكل المحيط بحصول الحركة الكيزانية على دعم حربي من دولة إيران …
ليساعد ذلك في إطالة أمد الحرب واستمرار معاناة الشعب السوداني وزيادة احتمالية توسع رقعة الحرب بدخول دول أخرى في هذا الصراع بحجة المصالح وتصفية الحسابات ليصبح السودان ملتقى خصوم وتعم الحرب المحيط الافريقي ..
إن إيران من اسوأ الدول أخلاقا واحتراما لحقوق الانسان وظلت هي الشر المطلق لكل محيطها ولم يسلم من شرورها حتي شعبها فهي تقبع في ذيلية الدول انتهاكا لحقوق الانسان وتقييدا للحريات وتسفيها للانسان …
وهي المصدر الأول لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط والداعم الأول لكل الذين ضد شعوبهم …
فهي مثيرة للفتن والحروب في العراق واليمن وسوريا والبحرين تدعم الاقليات وتعتبر إيران شمعة الحروب الموقدة على مدي الأزمان ..فكلما تم إخماد فتنة …أشعلتها هذه الدولة الملعونة
فهي الآن تكاد تكون المهدد الأوحد للأمن والسلم الدوليين …
لكن أخطر ما تفعله الآن هو انتقالها إلى إفريقيا لتنقل سمومها إلى أرض السودان وعلى سواحله لتكون بذلك أحد أطراف الصراع على ساحل البحر الأحمر …
و برهان في عدائه المعلن للإمارات و الخفي للمملكة العربية السعودية قام بهذه الخطوة لكنها ستكون وبالا عليه لأن السعودية وخلفها المجتمع الدولي لن يتركا إيران تخنقهم من خلال البحر الاحمر وتفتت دولة أخرى …كما فعلت في سوريا واليمن …لذلك سيكون الرد السعودي والاماراتي قاسياً جدا ولن يحتمله برهان المتهاوي فإذا خنقت السعودية حكومة بورتسودان الكيزانية اقتصاديا فقط بمنع التحويلات النقدية وتدابير أخرى لن يكون أمام برهان إلا البحر الأحمر ليشرب منه ..
وهذا الموقف الإيراني غير ثابت وقد تتراجع عنه في اي لحظة ..
لأن روسيا بإمكانها منع إيران من تقديم أي عون لحكومة علي كرتي والبرهان
وعندها ستقول إيران سمعا وطاعة ..لان المصالح الروسية الإيرانية المتبادلة غير قابلة للاهتزاز ….
إن برهان يخوض هذه الحرب بتخبط يتعجب منه حتي البلهاء فهو ذهب واستجدي اوكرانيا لتدعمه وهي عدوة لروسيا ..
ثم ذهب لإيران لتدعمه وهي عدوة أوكرانيا وحليفة لروسيا …
ثم ذهب للرئيس الجزائري يستجديه ليتوسط له مع ابن جلدته العمامري مبعوث الامين العام للامم المتحدة فكانت إجابات الرئيس الجزائري بالغة الاحراج .