الراهن السوداني وتسارع مستجدات المشهد..

فاطمة لقاوة

في الوقت الذي تتسع فيه دائرة سيطرة قوات الدعم السريع على المواقع الإستراتيجية وسقوط مُعظم حاميات ونقاط ومراكز الجيش في أيدي أشاوس الدعم السريع ،وتقدم خطابات القيادة العُليا في الميدان نحو التمسك بوحدة السودان وبسط الأمن،وطمأنة المواطنين ،والمحاولة الفاعلة من أجل إيجاد أرضية مشتركة لإدارة الأوضاع داخل المُدن ،والتعهد بإكمال الإستحقاقات السياسية، وتهيأة الظروف للإنتقال المدني الديمقراطي،ونجاح ممثلي الدعم السريع في منبر جدة التفاوضي في إرساء دعائم وثوابت التمسك بضرورة وضع صِيغة مُثلى لإبداء حُسن النوايا بين الطرفين، و القبض على الهاربين من السجون وتقديمهم للعدالة،وفتح المسارات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، ونجاح الإستشارة السياسية لقوات الدعم السريع في كسر طوق كبرياء المخابرات المصرية وتنازل صوتهم الإعلامي -(تصريحات أماني الطويل أمس)- للحديث بنوع من الواقعية عن الشأن السوداني،نجد الطرف الأخر قد إكتملت حَلقات هروب القادة العسكريين-(البرهان وكباشي والعطا)-الذين أشعلوا فتيل الأزمة بتصريحاتهم الرعناء قًبيل بدأهم للحرب اللعينة .
عبدالفتاح البرهان بدأ مسلسل الهروب من القيادة العامة وإستقر به المقام ما بين بورتسوان وعطبرة، وهبوط طائرته في المطارات العالمية ،دون أن يلتفت إلى جُثث جنوده المنثورة في العراء ولم تجد من يترحم عليها ويواريها الثرى داخل تُراب الوطن الذي دمر معالمه طيران البرهان.
لم يختفي أثر هروب البرهان إلاَّ وقد تفاجأ الشعب السوداني بشمس الدين كباشي يخرج مهرولاً نحو بورتسودان ومنها إلى دُبي ولم يُكلف خاطره بالإلتفات نحو أشلاء أجساد أبناء الشعب السوداني التي قطعتها قنابل وبراميل الطيران دون رحمة.
تَقدم الثُنائي المَرِح دون وازع أو ضمير ، ليلحق بهم ثالث أخوانوا ياسر العطا وفي محياه العِبوس تتجسد روح الإنهزامية والإستياء والتعب.
تناسوا جميعاً تصريحاتهم التي أوردوا بها شباب السودان مورد المهالك وأدخلوا الوجع في قلوب الأهالي الذين فقدوا فِلذات أكبادهم ،وتشردوا ونزحوا ولجأوا دون أن يجدوا مأوى وقد دُمرت بيوتهم ولم تعد قابله للحياة ما بعد وقف الحرب.
القيادة الكيزانية العليا في الجيش السوداني أثبتت فشلها في إدارة الحرب التي أشعلوها بالتعاون مع قيادتهم السياسية برئاسة علي كرتي و كوادرهم الهاربة من السجون.
الجيش السوداني الذي إستخدمه الكيزان تُرك الآن يجابه المُعاناة وخيبات الهزائم وإهانة الإنسحاب نحو الحدود مع دول الجوار ،أو الموت سِنبلا.
العاقل من قيادات الجيش المغدور بهم من قياداتهم العُلياء الهاربة ،هم من سلموا أنفسهم طواعية لقوات الدعم السريع التي أحسنت التعامل معهم ،أما الشُرفاء من الجيش السوداني أعلنوا إنحيازهم لخيار الوطن وإلتحقوا مقاتلين في صفوف قوات الدعم السريع وهذا لُعمر لأحسن إختيار وأشجعه.
الأحداث في السودان تتسارع إيقاعاتها نحو نهايات ظلام الحرب التي دمرت الوطن وشردت المواطن وضيعت أرواح الشباب،ووصفها البرهان ب《العبثية》.
شاهدنا اليوم خطوات الدكتور عبدالله حمدوك الإستباقية من أجل المطالبة بإستمرار التجديد لبعثة اليونتامس،لقطع الطريق أمام نوايا الكيزان الشريرة التي قد تطيل أمد الحرب وتحويلها لحروبات أهلية طاحنة تُهدد وحدة السودان،إن لم يفطن لخُبثهم أحد .
الكيزان الذين أشعلوا الحرب وأرادوها كَرتاً رابحاً لتحقيق شعارهم “أو تُرق كل الدماء” ،نجدهم اليوم قد أنهزموا وأصبحوا أوائل الفارين منها وتركوا ويلاتها ليعيشها الشعب السوداني.
هل البرهان وكباشي والعطا ! سألوا أنفسهم:ما هي عقوبة القائد الذي يهرب من ساحة القتال ويترك جنوده تتخطفهم المنايا؟!.
وماذا هُم فاعلون ما بعد الهروب يا ترى؟!
ولنا عودة بإذن الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.