كتب طارق الأمين : وتبخر الإطاري

 

الكل يتابع مجريات الأحداث السياسيه في البلاد وان لم ابالغ حتي الاطفال أصبحوا يتداولون مصطلحات عندما تسمعها تشفق عليهم لأنهم حملو فوق طاقتهم وسبقو عمرهم قصرا علي معايشه ظروف واحداث لم يعشها أطفال سواهم…

أسير في الطريق ومنذ اندلاع ثورة ديسمبر والتقط أصوات صبيه يصيحون بأعلي صوتهم (اي كوز ندوسو دوس) وهم لا يدرون الا كوز المياه ولايعرفون معني كلمه دوس، وبعدها بايام قلائل دخل عليهم مصطلح ٩طويله وازدادت شفقتي عليهم وهم يمشون في ظلي خوفا من تلك التسعه الطويله يمسكون أغراضهم بقوة حتي ولو كانت حقائب مدرسه لأنها ايضا لا تسلم.

ومن الطرائف التي جعلتني ادخل في حاله ضحك هستيري عندما سألني ابني والذي يبلغ حينها من العمر١٢ عام عن أربعة طويله وهل هم اقوي من ٩ طويله ام العكس. وأربعه طويله هؤلاء هم كما تعلمون اسقطهم البرهان بضغط من شارع مصطنع عبر اعتصام القصر والاطفال والمتأسلمين يسمونه اعتصام الموز. بيت القصيد هنا بي قدره قادر اولئك الأربعة طويله الذين سقطوا ورفعوا بعد سقوطهم لاءات ثلاثه ابتلعوها في مشهد اشبه بالخيال رفعوها عند السقوط والابعاد من الاستوزار والوزارات والمخصصات التي طالتهم وهم لم يقدمون عبرها لهذا الشعب افتتاح بئر اومزيره تنهي ظمأ عطشان ولم نري في وسائل اعلامهم مقص يقطع خيط افتتاح… ابتلعو لاءاتهم الثلاث والتي حفظها حتي أطفال الشوارع ومات من أجلها ايضا أطفال اللايفات وشباب وشابات غرر بهم ودفعوا ليكونو وقود لمعركه كانوا هم وذويهم الخاسرالاول. وعادت أربعة طويله لحضن العسكر وتقاسمت الافطارات والموائد والضحكات و١٢٥اسره تتجرع الاسي والحزن علي فقدان ابن او ابنه ما زالت قبورهم خضراء لم يجف طوبها… عجبي لحال هؤلاء يمرحون ويحلمون بأعتلاء مقاعد السلطه والاشلاء والجثامين علي المشارح تزكي الانوف وتشبع منها الفئران والأمهات ثكلي والاباء يملأهم الحزن والألم الدفين… عجبي لهؤلاء يعودو ينشدون السلطه ولم تندمل جراح الأسر ولم يعرف الجناه بعد. اخيرا زغردن نساء الحارات وصاح اطفال الشوارع بالاطاري وهم لا يعلمون ماهو الاطاري عشما منهم في الخلاص، والغريق يتمسك بالقشه ولكن سر الاطاري يكمن في صدور مهندسيه من اجانب وتنطلي حقيقه حكايته علي الموقعين نصيبنا نحن من اوهام أمنياته علينا حتي ظنناه المخرج من أزمات البلاد وضوائقها وما لبس حتي صار الان في عداد المفقودين وابتلع إخوتنا في أربعة طويله الطعم والتهمتهم بطون العسكر وفقدوا الشارع وتقطعت بهم سبل العوده اليه وقد قدمو لاعدائهم من فلول الانقاذ طريق عوده للمشهد في طبق من ذهب والله (يكضب الشينه) وافطاراتهم اول غيثهم وعودتهم لسلطه انتزعت منهم ليست ببعيدة ولكم الحسره والندامه وأرواح شهداء تطاردكم تفزع منامكم لتفريطكم في ثورتهم وللوطن والمواطن رب يحميه وقد تبخرالايطاري وتاهت خطاكم وانقطعت بكم سبل العوده لميادين الكفاح ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.