الذهب السوداني بين عشوائية التنقيب والطرق الغريبة في التهريب

تحقيق


مقدمة:
ذهب السودان :قصص وحكاوي:
في دبي العام 2013كنت اقطن بمدينة عجمان وقد جمعتني الاقدار بسائق تاكسي دائما ياتي الى السكن متاخرا ويحرص على ايقاظي ليحكي لي مغامراته التي استمع اليها مكرها حيث انها تكون عادة بعد الثانية صباحا ,في احد الايام قال لي انه تعرف الى احد الاشخاص الذي اسر له انه يعمل في شركة نقل الاموال والمقتنيات النفيسة وانهم قد قاموا بنقل عدد اثنين طن ذهب يملكها احد الشيوخ السودانيين وهي في طريقها الى لندن لايداعها في احد المصارف العالمية هناك ,بعد عدة ايام علمت من احد الزملاء الاعلاميين ان ابن احد الوزراء (السودانيين)جاء الى دبي وبحوزته خمسة وثلاثون كيلوغراما من الذهب وهو في انتظار المشتري ,هذه القصص وغيرها لم اكن لاشك فيها لاسباب اهمها انه منذ ان بدأت حمى الذهب في السودان وحتى الان ليست هنالك دراسة مفصلة وعلمية عن كمية الذهب المستخرج وذلك الذي يدخل الى المنظومة الاقتصادية للدولة والاخر الذي يخرج جزافا الى دول جارة ليس بها منجما واحدا للذهب ولكنها الان من اكبر مصدري الذهب على مستوى العالم ,من ناحية اخرى كانت هنالك طريقة غريبة لتهريب الذهب السوداني عن طريق الجارة اثيوبيا التي لا تمانع في استخراج اوراق رسمية لاي كمية من الذهب الذي يصل اليها عن طريق التهريب من السودان ومن ثم تقوم بختمه انه من انتاجها
الشركات الاجنبية والاحتلال عن طريق الوكلاء:
قبل اكثر من ستة اشهر كنت في زيارة الى منطقة وادي العشار حيث التعدين العشوائي منتشر بصورة كبيرة ووجدت العجب,شركة روسية اتى بها سوداني تعمل في التنقيب عن الذهب والاستيلاء على الكرتة وبل والاستيلاء على اي منجم يقوم بحفره المنقبين العشوائيين بعلم الدولة بل قامت تلك الشركة باستئجار (شرطة سودانية) لضرب المعدنين الاهليين وطردهم وحرق مساكنهم المؤقتة وكل هذا مثبت بالوثائق والمستندات والشهود وقد نشرته في صحيفة سودانية ولكن لم يسألني احد بل رفعت الشركة الروسية قضية على الصحيفة وشخصي وعندما واجهتها بالمستندات والشهود لم يدعني احد الى المحكمة حتى الان
التعدين العشوائي ارقام واحلام:
يعد العدد المؤكد للمعدنيين العشوائيين السودانيين ضربا من الخيال فالبعض يؤكد انهم ستة ملايين واخرون يرونهم اقل او اكثر ولكن المؤكد ان معظم الايدي العاملة التي كانت تعمل بالزراعة نفضت ايديها من حرفة الزراعة الى التنقيب العشوائي وانضمت شرائح اخرى من الخريجين بل وحتى الكثير من الموظفين وصغار المستثمرين ممن ضاقت بهم الحالة الاقتصادية وتأكلت رساميلهم او تلاشت احلامهم لظرف او اخر ممن يبحثون عن الثراء السريع كما ان الاشاعات كانت قد غزت العقول الغصة بالقصص التي لا يصدقها عقل :ذهب الى التعدين مع اشخاص وجعلوه طباخا لهم وعندما اشتعلت النيران ذاب الذهب من الحجارة التي كانت تسند الاناء ,وهذه الرواية غير انها ظاهرة الغباء الا ان اي طفل يعلم تماما ان حرارة النار التي تغلي الماء لا يمكن باي حال ان تذيب الذهب ولو زاد معدلها عشرة اضعاف وتتوالى القصص التي ترغب المساكين في عيش رغيد هو ابعد من الثريا .
اول مرة ادلف الى منطقة تعدين عشوائي كانت بشمال كردفان منجم الزراف الشهير والذي ما ان امسكت بالكاميرا لاصور المعدنين الذين اتوا لاستقبالنا حتى هالني ما رايت ,شيب وشباب وبعضا من الاطفال عليهم اسمال كانما هربوا بها من نار وقد تلطخت وجوههم بالطين الاحمر مختلطا بالعرق ليشكل لوحة لو كان صاحب البؤساء حيا لاختارها صورة غلاف لروايته الشهيرة ,لقد بكيت حينها بصورة هستيرية لاني لم اكن اظن ان بشرا مهما ضاقت به سبل الحياة ان يعيش ويعمل في بيئة كهذه
الذهب والشيطان :
اسولأ ما في التنقيب العشوائي للذهب هو هذه الاساطير التي تنسج حوله ,فمرة يقال ان الذهب لا يستجيب الا لمن يعصي الله وينقب وهو على جنابة (والعياذ بالله ) ومرة يقال ان الذهب ملك للشيطان ويجب ارضائه حتى يمنح الشخص منه ولكن اكثر الشائعات حول الذهب هي هذه القصص التي تنسج حوله بطرق ربما يبثها من يعملون في مجالات الخدمات في مناطق التنقيب العشوائي ليزداد عدد الحالمين ويزداد الطلب على الخدمات من ترحيل ومياه ووماكولات ومشروبات حلالها وحرامها اذ ان مناطق التنقيب العشوائي يزداد فيها حتى عدد المثليين اعزكم الله
خاتمة:
في تحقيق منفصل سنقوم بالتقصي حول تهريب الذهب والاتعامات التي تطلق جزافا هنا وهناك عن مهربي الذهب خاصة اتهام القوات النظامية ,وفي سؤال لاحد مصادر الموقع باحدى الجهات التي تحوم حولها شبهات التواطؤ مع المهربين قال محدثي:اغرب ما في قضية تهريب الذهب هو ان الرسوم الحكومية على صادر الذهب تكاد تكون رمزية لذا فعلى المحققين في هذا الموضوع البحث عن سبب اخر للتهريب غير الجبايات الحكومة المفترى عليها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.