شريف عبدالشافع المحامي يكتب : أين نساء بلادي من شعار الامم المتحدة ليومهن المشهود؟

شريف عبدالشافع المحامي يكتب : أين نساء بلادي من شعار الامم المتحدة ليومهن المشهود؟

………………………………

إحتفلت دول العالم باليوم العالمى للمرأة والذى يصادف الثامن من مارس من كل عام وكثير من الدول تعتبرها من ضمن اعيادها الوطنية واعترفت الامم المتحدة رسميا بهذا اليوم قبل نصف قرن من الزمان واختارت الأمم المتحدة لهذا العام العنوان (إشراك الجميع رقميا … الإبتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين) وحسب إحصاءات الامم المتحدة فان اكثر من 37% لا يستخدمن الإنترنت وقالت المنظمة:(إذا كانت النساء عاجزات عن الحصول على خدمة الإنترنت ولا يشعرن بالأمن فيها فإنهن بالتالى عاجزات عن تطوير المهارات الرقمية اللازمة للمشاركة فى المساحات الرقمية مما يقلل من فرصهن فى الحصول على الوظائف فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) فإن ما بين نساء بلادى وما قالته المنظمة آلاف السنين الضوئية وبالذات في مجال التكنولوجيا . والمعلوم ان حراك النساء ونضالهن من اجل الحقوق كان السبب وراء الاعتراف بهذا اليوم وتقديسه تتويجا لجهودهن الخالصة .

وقد شارك السودان فى هذا المحفل بوفد ترأسه وزير التنمية الاجتماعية وجاءت فى التقارير ان (الوزير دعا الدول الاعضاء لتبادل الخبرات وافضل الممارسات فى مجال وصول النساء للتكنولوجيا والمعلومات ) وعلمنا من التقارير ان السودان شارك على هامش اعمال الدورة فى البرنامج الذى نظمته دولة فلسطين حول (الوضع الاقتصادى والاجتماعي للنساء فى فلسطين).

وانا اتأمل فى صورة وفد السودان من داخل قاعة الأمانة العامة للامم المتحدة بنيويورك يظهر الوزير ومن خلفة شخص أخر لم اتعرف على شخصيته ولكنه من جنس الوزير أى رجل وعن يمينهم ويسارهم الوفدين المصرى والفلسطينى بشخصيات نسائية بحتة كيف لا وهن صاحبات الساس والرأس فى المحفل.

رجعت بذاكرتى لمسيرة وزارة الرعاية او التنمية الاجتماعية لعقدين فوجدت ان الوزير الحالى أتى للمقعد بعد الاتية اسمائهن حسب الاسبقية ومع حفظ الألقاب( سامية احمد محمد …اميرة الفاضل…مشاعر الدولب… وداد يعقوب …سعاد الكارب…. لينا الشيخ عمر) فقلت فى نفسى أين نساء بلادى من هذا المحفل ولكن استدركت ان المذكورات سقطن مع النظام البائد عدا الاخيرة التى آثرت على نفسها من اجل السلام لعلمها بأن السلام سيضع حدا لمعاناة النساء ولكن حتى بعد ان اصبح المقعد محاصصة ظننا انه سيؤول لسيدة كجزء من الاستحقاق ولخلق موازنة الامر الذى لم يكن . ولكن بتتبع الهيكل التنظيمى للوزارة توجد داخل المنظومة ادارة بإسم الادارة العامة للمرأة ومن مهامها واختصاصاتها المشاركة فى الاحتفالات القومية والاقليمية والدولية وانا اتساءل الم توجد نساء بهذه الادارة ؟ولماذا لم توكل رئاسة الوفد لواحدة منهن ولاسيما انهن المعنيات بهذا المحفل او بأضعف الايمان ليكونن ضمن الوفد بصورة لافتة عدديا ولو بنسبة 40% حقها الشرعي .

اما كان أولى بنثريات سفر الوزير الدولارية نساء بلادى اللائي يفترشن شوارع السوق العربى ويسقين الشاى ويقدمن ارخص الطعام لمن لا يجدون للمطاعم سبيلا؟

هل تكرم الوزير بتفقد المشردات فى ازقة السوق العربى وحول المسجد الكبير ومجارى الصرف الصحى منذ توليه الوزارة؟

هل وفر الوزير سبل العيش الكريم لنساء بلادى وتوفير الضروريات لهن ليحدث العالم عن ضرورة وصول النساء للتكنولوجيا والمعلومات؟

هل قرأ الوزير سيرة رئيسة ملاوى السابقة جويس باندا التى قامت ببيع الطائرة الرئاسية التى اشتراها سلفه موثاريكا بمبلغ 15 مليون دولار لاطعام اكثر من مليون يعانون الجوع وقامت بخفض راتبها بنسبة تقارب الخمسين بالمائة وقامت ببيع سيارات الميرسيدس التى كانت تستخدمها الحكومة ؟

هل سمع او شاهد الوزير عن المرأة التى حملت على الاكتاف كالنعش وهى تئن من الم المخاض لمسيرة خمس ساعات لأقرب مركز بجبل مرة ؟

ايها الوزير الهمام عد الى بلادك بوعودك وتفرغ لمهامكم الجسام وما اكثرها وان نساء بلادى فى حاجة لمياه الشرب ووقود النار ولقيمات يقمن صلبهن ناهيكم عن التكنولوجيا .

اللهم الطف بنساء بلادى وسخر لهن من يرفق بهن

فرفقا بالقوارير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.