يعقوب أحمد فضل: المتغيرات السياسية

يعقوب أحمد فضل: المتغيرات السياسية

●بعد تغير نظام حكم الإنقاذ في ديسمبر 2019 عمت الفرحة الهستيرية الكبيرة أصحاب التغير وجعلوها انتصارات كبيرة كأنها من فتوحات القسطنطينية أو الأندلس..

فبدأ الجميع في تمجيد أنفسهم وقياداتهم السياسية واطلقوا عليهم الثوار وخلدوا لهم أفكارهم المنتشية بالانتصار ..

وأصبحوا يمنحون شعاراتهم الثورية القداسة والتعظيم..

وبنوا التماثيل ..وجعلوا الرسومات والكتابة علي الجدران من أجل الفرحة بالنصر المؤزر ..

وصار الجميع يتملكهم الشعور الجمعي بالتغير الثوري ..

وأصبحوا يحلمون بوطن مثالي ترفرف راياته وسط العالم المتقدم

🟣الهزيمة النفسية

●انقضت أربعة أعوام علي عملية التغير الثوري تتجاذبها الأطماع السياسية القاحلة ..

ومابين من يتسيد الحكم ..

ومابين الحلم بالحكم المدني اشتد الصراع حول من أحق!!

وأصبحوا (المتثورون) يلقون الهزيمة السياسية كل يوم .

وأقبلوا علي بعضهم يتلامون؛ كل منهم يلقي اللوم علي الآخر..والبعض يرمي لومه علي الدولة العميقة والآخرون يطلقون مسميات(الفلول) لكل من خالفهم.

أربعة أعوام مرت علي عجل وفي كل مرة نري الخروج من أجل إحياء الذكريات الثورية ..ولكن بالضفة الأخرى مات وطن مسموما علي أيادي سياسية متصارعة تبحث عن ( الحكم) ولم تستطع الإجابة الدائرة حول كيف(يكون الحكم) ؟

تراجعت كل الشعارات الثورية دون أن يجني الوطن والمواطن شيئا ..

تراجع الاقتصاد..

تراجعت الأخلاق..

تراجعت الاجتماعيات..

تراجع الفن ..

تراجعت الرياضية ..

انهارت الطرق..

وانهارت الحريات..

وانهار السلام ..

وانهار العدل..

وإنهارت الوطنية ..

وانهارت الكرامة الإنسانية..

وانتشر شرب البنقو علي الطرقات .

وازداد الاستبداد السياسي وأصبح في عنفوان لامثيل له.

الثورة التي لاتجعل الكل في الحق سواسية..

ليست ثورة .

الثورة التي يزداد في عهدها الفساد والكساد ليست ثورة.

الثورة التي لاتحترم شعبها وتحرمه من أجل أن يختار من يحكمه بطريقة نظام الانتخابات ليست ثورة.

إذا أردنا أن نحقق ثورة حقيقية علينا الاحتكام الي صناديق الانتخابات الشفافة التي يختار فيها الشعب حكومته التي تقوم علي التشريع ومحاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة الحقيقية لكل من ظلم .

فالثورة الحقيقية هي:

أشبه بالعملية الجراحية الدقيقة .. دواؤها غالي وسريع الفعل

●فعندما لم تجد جراحين ماهرين فحتما لاتنجح العملية السياسية الحقيقية .

السبت الموافق:

7 يناير 2023 م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.