جولة “دقلو” في دارفور: تدابير أمنية جديدة لمواجهة تحديات الإقليم

نماذج اجتماعية مشرقة عقب أحداث مؤسفة وسط دارفور

 تقرير: نجاة أحمد 

عقب ختام نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضو المجلس دكتور الهادي إدريس زيارتهما لولايات دارفور، والتي تم خلالها معالجة مسببات الأحداث في مناطق محلية بليل بولاية جنوب دارفور، فضلاً عن معالجة المشكلة التي شهدها سوق “مرين” بمدينة زالنجي بوسط دارفور، بما يعزز السلم الأهلي ويُرسّخ دعائم الأمن بهذه الولايات ورتق النسيج الاجتماعي، كشفت الزيارة عن أوضاع أمنية اقتضت تدخلات عاجلة لوقف تدهور الأوضاع في ظل تحديات كبيرة تواجه البلاد.

وكانت ولاية جنوب ووسط دارفور قد شهدتا أحداث مؤسفة في محلية (بليل) بولاية جنوب دارفور وزالنجي بوسط دارفور، أسفرت عن مقتل أكثر من 12 شخصا وجرح 40 آخرين، ونزوح نحو 15 ألفا وفقا لتقارير إعلامية. 

وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو، في مؤتمر صحفي، بمطار الخرطوم، عقب عودته، إن زيارته لجنوب دارفور كانت بهدف الوقوف ميدانيًا على الأحداث التي استهدفت بعض المناطق بمحلية بليل، مشيراً للإجراءات القانونية والتدابير الأمنية التي تم اتخاذها، عقب الاجتماع بلجنة أمن الولاية وقيادات الإدارة الأهلية، مبيناً أن هذه القرارات ستسهم في استتباب الأمن في المنطقة وعدم تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.

وكشف دقلو عن أدلة تورط شخصيات سودانية لإحداث تغيير في أفريقيا الوسطى، كما قال إن هناك مخططا يحاك منذ أكثر من عقد لإشعال الصراع بين المكونات القبلية العربية دارفور.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي على متابعته التحقيق في أحداث بليل بجنوب دارفور، وإعلان النتائج للإعلام، مشددًا على أن التحقيق ومطاردة المجرمين مستمران لحين الوصول للجناة.

وعقب الاجتماعات والجهود التي بذلت بقيادة دقلو، تم تكوين لجنتين للتحقيق ولحصر الخسائر والأضرار، وباشرت اللجنتان أعمالهما فوراً، بمنهج مختلف عن لجان التحقيقات الأخرى، وفقا لتصريح دقلو. وحذر دقلو الإدارة الأهلية من “التسييس” وخدمة الأجندة الحزبية، معتبرًا أنهم قيادات مجتمعية يجب أن تلتزم الحياد وتكون على مسافة واحدة من الجميع.

وأفرزت الجهود الأمنية بعد الأحداث المؤسفة عن واقع أمني جديد، قضى بوصول تعزيزات عسكرية من قوات الدعم السريع لحفظ الأمن وملاحقة المتفلتين والخارجين عن القانون، ودفعت قوات الدعم السريع بقوات تقدر بأكثر من “138” عربة لحفظ الأمن وفرض هيبة الدولة وتحقيق الاستقرار.

واعتبر خبراء ومحللين سياسيين أن جهود دقلو أكدت على الالتزام بفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، وملاحقة أي خارج عن القانون تصب في صالح الاستقرار وتوفير الأمان للمواطن.

وأكد الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب أن تنفيذ القانون وفرض هيبة الدولة يساعد في عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وتطبيع الحياة، وأضاف أن تعافي المجتمع بدارفور يتطلب وقف أنشطة المتفلتين والمجرمين ومثيري الفتنة. 

ويؤكد الخبراء أن بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون في دارفور تمت بفضل جهود قوات الدعم السريع، وشدد الخبير القانوني الدكتور عوض جبريل على ضرورة حسم المتفلتين وأصحاب المواتر الذين يروعون المواطنين، مناديا بتفعيل دور القوات المشتركة وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية بسلام جوبا، مشيدا بجاهزية قوات الدعم السريع في حماية المدنيين وتأمين وحماية الحصاد؛ بالإضافة إلى منع التفلتات والمحافظة على الأمن والاستقرار بتلك المناطق، معتبرًا أن الدفع بـــ”138″عربة للتعزيزات الأمنية يساهم في حفظ الأمن ومنع التفلتات الأمنية ويمهد الطريق لعودة النازحين إلى مناطقهم والمساهمة في العملية الاقتصادية وزيادة الإنتاج.

انعكست الجهود التي تصدت للأحداث منذ الوهلة الأولى، انعكست على أوضاع المواطنين، وبرزت جوانب مشرقة رغم التحديات الأمنية الكبيرة، أهمها ما حدث في ولاية وسط دارفور، والتي أصبحت عاصمتها زالنجي نموذجا للتعايش عقب اتفاق أهلها أن يصبحوا مكونا اجتماعيا واحدا بقيادة الدمنقاوي سيسي فضل سيسي.

ووصف دكتور محمد الحسن الصوفي رئيس تجمع الوفاق السوداني والخبير السياسي أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو لولايات جنوب ووسط وغرب دارفور حققت نجاحات ومكاسب كبيرة لأهل دارفور على صعيد استتباب الأمن والاستقرار وتمتين السلم الأهلي والمجتمعي.

وأوضح الصوفي وفقا لموقع “الحاكم نيوز” أن زيارة القائد حميدتي للقرى والمناطق التي تأثرت بأحداث محلية بليل ونصبه لخيمته وسط المتضررين وبقائه معهم لمدة خمسة أيام يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ملامسة قضايا الجماهير والشعور بمعاناتهم هو ديدن العمل الذي ظل يقوم به منذ دخوله المعترك السياسي بعد الإطاحة بنظام المعزول وانحيازه الصادق لإرادة الشعب، مبينا أن زيارة الفريق أول دقلو للقرى المتضررة أسهمت في تخفيف وطأة الأحداث عليهم وذلك من خلال الدعم الذي وصل للمتأثرين والمعالجات التي تمت للحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل.

 وقال الصوفي أن اللجنتين اللتين تم تشكيلهما بتوجيهات مباشرة من نائب رئيس المجلس السيادي قد باشرتا العمل فورا في حصر الخسائر والأضرار والشروع في التحقيقات لكشف المتورطين في الأحداث وتقديمهم لمؤسسات العدالة حتى يلاقوا جزاءهم المستحق. 

وأشار الصوفي إلى توجيهات نائب رئيس مجلس السيادة للجنة التحقيق حول أحداث بليل والخاصة بضرورة البقاء في منطقة الحدث حتى الفراغ من عملها وإعلان نتائجه على الملأ، واصفا الزيارة بأنها مختلفة عن كل الزيارات السابقة لجهة أنه نصب خيمته وسط هذه المناطق الملتهبة للإشراف ميدانيا على الحلول بنفسه وعلى تقديم الدعم والإسناد للأهالي في منازلهم لضمان وصول المساعدات لمستحقيها الحقيقيين، وأضاف: “هذا إن دل علي شيء إنما يدل على إيمان نائب رئيس مجلس السيادة وقناعته الراسخة بالعمل الميداني دون انتظار التقارير في الغرف الباردة.

وبعد التصريحات المثيرة للجدل، والتي أقر خلالها حميدتي بوجود تدخلات خارجية في الشأن السوداني، جدد دعمه للاتفاق الإطاري، باعتباره المخرج الوحيد من المأزق الراهن في البلاد، ومؤكدا أنهم قاموا بالبحث عن مخارج أخرى، ولم يجدوا أمامهم سوى المضي في التسوية التي أكد أنهم “سيستمرون في تأييدها والمضي فيها.

وأضاف: “سنتقدم فقط إلى الأمام ولن نتراجع، رضي الناس أم أبوا”، وأشار  إلى أنهم على الرغم من ذلك سيعملون على جمع الأطراف السودانية لحل الأزمة الراهنة في البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.