د.عصام حامد دكين: قراءة أخرى للاتفاق الإطاري
دكتور عصام حامد دكين…..قراءة آخرى للاتفاق الاطارى السياسي الموقع فى الخامس من ديسمبر ٢٠٢٢م
* كما ذكرت سابقا ليس لدى الرغبة فى الكتابة والتحليل عن الاتفاق السياسى الإطاري رغم تأييدي له لأنهاء حالة الفوضى لكن استفذنى تصريح فولكر ممثل الأمين العام للأمم المتحده وتسفيهه للشعب السودانى وهذا ما جعلني اكتب مرة أخرى بعض ملاحظاتى حيث قال المبعوث الأممي فولكر بيرتس فى تغريده له:
المجتمع الدولي لا يهتم بالتصريحات و الأقوال بل يهتم بالأفعال ،، وساحة الأفعال بين المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير و المكون العسكري بخير و تسير حسب الخطة الموضوعة لها و لا نكوص عن ذلك ،، و الاطراف الموقعة تعي ذلك جيدا ،،
ليس للمجتمع الدولي زمن يهدر في المناورات و التكتيك السياسي والتصريحات ،، وما توافر للسودان الآن من فرصة عبور في التوقيع الإطاري لم تحدث منذ الاستقلال ،،
لذلك المجتمع الدولي احرص علي تجاوز هذا الملف بأسرع ما يكون بإنتقال السلطة للمكون المدني وشكيل حكومة بأسرع ما يكون ،، وقبل مطلع السنة الجديده ،، و من يفرحون بالتصريحات من أنصار النظام السابق لهم الفرحة بالتصريحات و لنا العمل و التنفيذ ،، انتهى كلام فولكر.
وهنا يؤكد فولكر ان المجتمع الدولى يتدخل فى تشكيل الساحه السياسية السودانية وبالتالي يعتبر هذا التدخل إنقاص للسيادة الوطنية ونسف لاستقرار السودان وتعريض وحدته للتفكيك وإشاعة الفوضى والصراع الأهلى بين المواطنين وبالتالي الخاسر الأكبر هو الشعب السوداني لأن الاتفاق تم دون رضى وطنى وواضح جليا أن الاتفاق تم بضغط من المجتمع الدولى وليس بواسطة السودانيين كما يشاع فهو اتفاق يعمل على تدمير ثوابت الشعب السوداني ويمهد لقيام دولة علمانية بسيطرة استعمارية حديثه فهو اتفاق اقصائى ثنائي( مع العملاء) فهو مفروض على الشعب السوداني من القوى الدولية دون مشورة الشعب او حوار مع القوى السياسية والاجتماعية والأهلية المؤثره سوف يؤدي هذا الاتفاق للاحتقان السياسى والاحباط والانتكاسة السياسية الكبيره والفوضى ويعمل على تفكيك مؤسسات الدولة النظامية والقضائية وتأسيس قوى اخرى عسكرية وقضائيه ومؤسسات آخرى علمانية
* ان التوقيع على الاتفاق الاطارى من قبل الأغلبيه فى قوى اعلان الحريه والتغيير أدى لشرعنه انقلاب ٢٥ أكتوبر كما كانت تقول فى السابق المجلس العسكرى الانقلابى( قوى اعلان الحريه والتغيير ) وهذا سيؤدى لاطالة أمد العسكر فى السلطه، واضعاف القوى السياسية خاصه قوى اعلان الحرية والتغيير حيث بدأت تنسحب منها احزاب سياسيه مؤثره ، فهو اتفاق يسعى لابعاد الدين وشرائعه وقيام دولة على المبادى الأساسية لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية. (المبادى فوق الدستوريه) التى تنادى بها الحركه الشعبية لتحرير السودان بقيادة الحلو واخرين
طبعا المستفيد الأول من توقيع الاتفاق السياسى الإطاري هم البرهان وحميدتى وفولكر والخاسر الأكبر الشعب السودانى ..دكتور عصام حامد دكين باحث و اكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى.