د.أسامة محمد جمعة داؤد: ما هكذا..أيها المدير
د.أسامة محمد جمعة داؤد : ما هكذا… أيها المدير
صديقي العزيز الذي كان يكن احتراما فائقا لهذا المدير، تفاجأ وانهزم أمام تصرفات صاحبه الذي لم يحسن استقبالنا ولم يحسن وداعنا.
لم نقتحم بابه أو نعتدي على حرماته أو نكشف عن عوراته أو نعلن عن زلاته ، بل جئنا إليه لتعاونه في خدمة رعاياه واستقرار منسوبيه.
فقد دخلنا مكتبه وفق الإجراءات المتبعة وأذن لنا بالدخول من قبل مديري أبوابه ولهم منا خالص الشكر والتقدير، فلم يلق السلام ولم يمد يده لمصافحتنا، لكنه تمتم وحمحم وتأفف وتململ وهز ساقه وتوتر وغيض ابتسامته وتكلم وفهمنا منه أنه يريد منا الخروج لكي يصلي، لعله لا يريد أحدا أن ينظر إلى صلاته، فاستاذناه في الخروج لنزاوره بعد الصلاة فقال ذلك أفضل، ولم تمر الا دقائق معدودة ونري صاحبنا قد اوصد الباب عليه واغلقه واحكم قفله من الداخل فادركنا حينئذ أنه لا يرغب في مقابلتنا ولا يرتاح لرؤيتنا ولا يأنس لوجودنا في مكتبة الذي هو مكتبنا.
نحن لا نحدثكم عن مدير خمارة أو ناد للمشاهدة، أو مدير مدرسة خاصة للطالبات يخاف عليهن من الغرباء، بل نحدثكم عن مدير جامعة عريقة قد بلغ أعلي الدرجات العلمية ويعرف من علوم الدين ما لا يعرفه معاصريه ، ولا يحسن استقبال ضيوفه ، ربما استعمرته الوظيفة فاعتاد علي إهانه العلماء وصرف النظر عن حاجاتهم ، وربما شاخ وزادت سنونه وضاع مكنونه من الحكمة والوقار، وربما أصابه وابل من الأمراض التي لا يصلح معها العقار.
لقد علمت الآن لماذا فقد الرجل ود رعيته وثناؤهم ، ومحبتهم ولماذا تناولت وسائل التواصل الاجتماعي زلاته ونشرت والصحف والقنوات مناقصه وعلاته، ووصلت الي المحاكم مظالمه وأغلاطه وهو ما زال سادرا في غيه وظلماته .