محمد احمد ضوينا يكتب..عودة قوش وإيلا حقائق للتاربخ
د.محمد أحمد ضوينا يكتب..
*عودة قوش وإيلا حقائق للتاربخ*
مما لا يدعو مجالاً للشك أن الشعب السوداني قنع وزهد من الانتقاليين (عسكريين ومدنيين) وتيقن الشعب أن هؤلاء لا يمكن أن يحفظوا الدولة ولن يحافظوا على أمانة البشير وليس لهم قدرة أو معرفة بأساليب وفنون إدارة الشعب العظيم ….
وامام هذا العجز المستمر منذ سقوط البشير إلى يومنا هذا لا يرى الشعب السوداني اي سبيل آخر إلا إعادة أصحاب الأمانة التي ناءت على القائمين بأمر الإنتقال وما استطاعوا حملها …
وبدأت العشائر والقبائل والمناطق تنادي بعودة أبنائها وبعضها تطالب بإطلاق سراحهم لسبب واحد فقط وهو إنقاذ الدولة من الضياع .
بدأ الأمر بشمال دارفور وكيف استقبلوا د. محمد يوسف كبر وكيف احتفل الشعب بخروج موسى هلال . ثم استمر النداء إلى شرق السودان وكيف استقبلوا إبراهيم محمود .ولما بلغ الحال في شرق السودان وضع لا يُحتمل طالبوا بعودة محمد طاهر إيلا وقد عاد وتم استقباله كملك اشم .
وخرج أهل شمال كردفان بعد أن ضاق بهم الحال وعجز الرجال عن انجازٍ في اي مجال. فأصبح طلبهم واحد فقط إطلاق سراح المؤسس الحقيقي مولانا أحمد هارون.
وفي جنوب دارفور شاهدنا وشاهدتم كيف تم استقبال وزير المالية الأسبق على محمود. وقد عرف الناس قيمته بعد سجنه وفشل سجانيه في حكم البلاد .
والآن رفعت الولاية الشمالية وأهل مروي شعار واحد وهو عودة الفريق أمن صلاح عبد الله قوش ولسان حالهم ليس في الدولة حامي ولا راعي إلاك ….
ومن جانب آخر وبعد استمرار الضعف والهوان والشد بين مكونات الانتقال اتخذ الشعب أغلبه اتجاهاً آخر وهو المطالبة بإطلاق سراح أصحاب الأمانة فاحتشد الناس لنصرة الدكتور نافع علي نافع والفريق عبد الرحيم حسين والفريق بكري والدكتور الفاتح عز الدين وغيرهم . وقريباً سيرتفع الصوت إلى قمة جبل الجليد ويطلبون خروج البشير لان الأوراق حينما تتساقط يتبين للناس اصلها الثابت وهي الجذور ….
السؤال المهم .لماذا اتجه الشعب إلى الجذور وتولى عن الأوراق المتساقطة ؟
الجواب في ثلاث نقاط
١. ثلاث سنوات ونيف والشعب السوداني كله (ماعدا أحزاب فولكار) يقول للبرهان لا تستجيب لضغوط الأجنبي فنحن أصحاب الدولة ومصدر القرار والمتغطي بثوب المجتمع الدولي عريان أو كما قال …ولكن البرهان اغلق الآذان
٢. ثلاث سنوات ونيف يقول الشعب كله (عدا اليسار) يا برهان افتح الصندوق ووسع الانتقال ولا تنشغل بتيار ايدلوجي واحد ..والبرهان يتردد.
٣. ولمدة سنة كاملة الشعب يصيح ويصرخ يا برهان أسس حكومة وطنية مستقلة بدون أحزاب وإذهب إلى الانتخاب ولكن البرهان يتوقف بين محطة شروني ومحطة فولكار .
وهنا سقط القناع وظهرت القناعة أنه لا خير في كثير من نجوى الانتقاليين .ولكل مرحلة رجال يعرفهم الشعب ويستدعيهم عندما يحتدم الوغى وتجف العروق .. والان شعبنا في النفس الأخير وسيموت بشهقة أو يستمر الاستدعاء اذا لم يتجاوز البرهان ثلاث محطات :
محطة فولكار
محطة شروني
محطة تردد ….
حينها سيصل القطار إلى. شاطئ الراحة بأمان ويسجل التاريخ لك موقف ..وخلاف ذلك سيمسح الشعب السوداني من ذاكرته هذه السنوات البرهانية بكل شخوصها وعثراتها وأحزانها ولن يكتب في سجلاته فترة زمنية بدأت في ١١ابريل ٢٠١٩م وانتهت بعد بضع سنوات بل يسقطها من التقويم الميلادي ويكون الحساب ٢٠١٨ بعدها ٢٠٢٣ م ويستمر الحساب بعدها . وتبقى أعمال سنوات الانتقال معلقة في السماء ينتظرك حسابها يوم الحساب .
والسلام امان
السبت ٥ نوفمبر ٢٠٢٢م