شريف عبدالشافع ادريس يكتب…إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر (قراءة وتحليل)
شريف عبدالشافع ادريس يكتب..إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر (قرآءة وتحليل)
………………….
التأريخ اعلاه يصادف مرور عام على إقبال رئيس المجلس السيادى المحسوب للمكون العسكرى لحل حكومة الدكتور عبدالله حمدوك بعد ثورة ديسمبر 2019م التى اطاحت بالبشير وتوافق قوى الحرية والتغيير والعسكر لفترة إنتقالية محكومة بوثيقة دستورية على ان تكون رئاسة الفترة الاولى للمكون العسكرى والثانية للمدنيين ولكن مع إقتراب موعد تسليم السلطة للمدنيين اتت الرياح بما لا تشتهى السفن بالاجراءات التى تمت وان اختلفت حولها المسميات (انقلاب) (تصحيح مسار) (الاطاحة بالحرية والتغيير)
ولكن كانت النتيجة كارثية حيث عمت البلاد احتجاجات عارمة لم تهدأ بعد قوبلت بالقمع ونجم عن ذلك سقوط المئات من الضحايا والجرحى والمفقودين وفى الجانب الاقتصادى تراجع المجتمع الدولى عن جميع تعهداته المالية كما تراجع عن اعفاء الديون وجميدت بعض الاموال المستحقة وتوقفت القروض ونسبة لعدم استقرار الاوضاع الامنية وتراجعت فرص الاستثمارات ولجأت الدولة لبعض الحلول الاسعافية التى لم تصمد طويلا لكبح التدهور الاقتصادى ثم لجأت لعمليات جراحية اكثر إيلاما وتفاقمت الاوضاع الاقتصادية.
الآن وقد مضى عام والاحوال لم تراوح مكانها ورغم الادعاءات فلم تستطع اى جهة حزبية كانت او قبلية او جهوية أو مدنية او عسكرية ان تحرك الشارع ولكن الجميع يتفق فى ان من يحركون الشارع هم الشباب ونقصد بذلك الفئة العمرية. و لكن رغم ذلك لم يفرد لهم مساحة من التحاور والتفاكر او اتاحة الفرصة لهم للمساهمة فى حل الازمة بل تم رهن الامر لرجالات الطرق الصوفية والادارات الاهلية وتم تجاهل دور الشباب تماما .
كما لا يمكن لاحد ان ينكر دور الشباب فى تفجير الثورة وبنفس القدر هم من قدموا التضحيات وقدموا ارواحهم رخيصة وخير شاهد علي ذلك عدد الشهداء والجرحى والمفقودين معظمهم شبابا مكتهلون في شبابهم وبالرغم من ذلك لم يلق لهم بالا فازداد الفاقد التربوى والعطالة وضاعت سنوات دراستهم ولا ننسى ضحايا الهجرة الغير الشرعية فى البحار والصحارى والتعدين التقليدى فمعظمهم من الشباب
فما لم يشارك هؤلاء الشباب فى صناعة المستقبل فلا احسب ان الامور سوف تمضى قدما .
ولنا ان نتساءل كيف يتم مشاركة الشباب؟ والاجابة بكل بساطة فالذى استطاع ان يتحاور مع حملة السلاح قادر على ان يتحاور مع هؤلاء الشباب حملة الفكر متى ما توافرت الارادة والايمان والتسليم بعدالة قضيتهم و محاورتهم بالحسنى بدلا عن مواجهتهم بالقمع وحصدهم بالرصاص .
وحتى يتم ذلك لابد من معرفة الحقيقة وهى أن إرادة هؤلاء الشباب لن تلين ولن تنكسر مهما احتشدت القوات وتوافر العتاد وخير شاهد على ذلك ما نشاهده فى المواكب والمسيرات فلم يعصمهم اغلاق الجسور ووضع المتاريس ولا الغاز المسيل للدموع من مواصلة المسير واكثر من ذلك أنهم اصبحوا لا يأبهون الموت ولا يكترثون المخاطر المحدقة بهم وكلما سقط منهم احد زاد حماسهم .
لكل هذه المعطيات يجب التعامل معهم بوسائل اكثر ايجابية تقرب الشقة وتقلل من الخسائر وتفضى الى حلول عاجلة وعادلة.
اما اذا تم تجاوزهم وتجاهل مطالبهم واقصاؤهم مما يجرى من مبادرات وتحالفات فلا احسب ان الغد سيكون أفضل .