الصحفي هارون مدني يكتب…التسوية السياسية مؤشرات وتكهنات
الصحفي، هارون مدني يكتب… التسويه السياسية مؤشرات وتكهنات
كل المؤشرات هذه الأيام تشير إلي انعقاد التسوية السياسية، بين العسكر والمدنين، ولم يكن الأمر يحتاج إلي إفاد من عضو الآلية الثلاثية عن الإيقاد الإفريقي بلعيش الذي صرح بعد لقائه البرهان بأنّ التسوية وشيكة.
التحولات الكبري التي طرأت في اتجاه عودة المسار الدَّيمقراطي والحوار مع القوي الثورية مروراً بتاييد الجنرال حميدتي للإعلان الدستوري لنقابه المحامين ، وظهور المبادرة التي يقودها الشيخ الطيب الجد، التي تحظي بتاييد الموتمر المحلول.
كل هذه التحولات لم تات من فراغ وإن أنكر كلٌ من المكون العسكري وبعض قيادات قوي الحرية والتغيير المركزي سعيهما للوصول الى تفاهمات.
التحول الأكبر كان موقف البرهان نفسه الذي تعهد أمام الأمم المتحدة بعودة الجيش الي الثكنات وتجديد وتكرار ذات الموقف في(كدباس).
كل هذه المؤشرات تؤكد بالفعل أن ما يجري الآن من تفاهمات بات واضحاً وليست بالغموض الذي يراه الناطق الرسمي باسم حزب البعث الأستاذ عادل خلف الله، لكن التحدي الأكبر هو لماذا لم تتم هذه اللقاءات في العلن ولماذا يسيطر الخوف على الطرفين؟.
من الواضح أنّ الطرفين يخشيان أن لا تحظي هذا التسوية بتاييد شعبي خاصة بعد توقيع لجان المقاومة علي ميثاق سلطة الشعب.
وبالتالي مهما كانت الظروف مهيأه والمناخ ملائم يظل (الشارع) هو الشبح المخيف لكل من يريد أن يحركه خطوة تجاه الحل السياسي عبر التسوية.
ليس أمام القوي المتفاوضة غير أن تعلن حقيقة ما يجري تحت الأرض أومواجهه الشارع في ذكرى مرور عام علي الانقلاب العسكري، لذلك يجب أن تكون الأطراف المتفاوضة علي قدر من الشجاعة وتعلن عن خياراتها بوضوح.