صفاء الفحل تكتب: ربنا يكذب الشينة!!

ربنا يكذب الشينة!!

صفاء الفحل

 

 

بكل اسف أضاع (إفتضاح) إستخدام الكتائب الإسلامية الموالية للجيش أسلحة كيمائية محرمة دولياً في معاركهم الأخيرة بريق الإنتصارات السريعة التي حققتها تلك المليشيات خلال الأيام الماضية فهم كمن يحقق إنتصاراً في كرة القدم بطريقة غير قانونية ويتم سحب نقاط المباراة منه ويصبح مهزوماً بالإضافة للعقوبات التي سينالها جراء هذا الغش فحتى الحروب لها أخلاقياتها وقوانينها وحدود لإشتباكاتها التي قد لا يعرفها هؤلاء الصبية (المغدور بهم) فأثر هذه الخدعة من أجل النصر التي تم دفعهم لها قد يدفعون هم أنفسهم ثمنها فالأسلحة الكيماوية لا تفرق بين العدو والصديق في إنتشارها وتسبيبها للعاهات عاجلاً أو آجلاً

 

وأن تهزم بشرف أفضل ألف مرة من الإنتصار بخدعة ومقولة (الحرب خدعة) التي يتمسك بها البلابسة لتبرير استخدامهم كافة السبل لإعلان انتصارهم لا تعني بكل تأكيد التضحية بالمواطن الذي لا علاقة له بهذه الحرب والإضرار به عمداً بل ، والتضحية بأجيال قادمة فالأثر الذي يخلفه هذا النوع من الأسلحة يمتد لسنوات طويلة ف(هروشيما) مازالت تعاني من جراء قنبلة ذرية واحدة والتي عجلت بنهاية الحرب العالمية الثانية وحقنت بذلك أرواح الملايين ولكن آثارها الأخلاقية ما زالت باقية وتعاني منها أمريكا حتى اليوم رغم مساهمتها في محو آثار تلك الكارثة التي تسببت فيها ، كما غير ذلك الخطأ التاريخي المحسوب قوانين الحروب حول العالم وكان نتاجه الاتفاق الدولي بتحريم إستخدام هذا النوع من الأسلحة خلال الحروب

 

وأجزاء كبيرة من العاصمة المثلثة قد تكون غير صالحة للحياة لسنوات اذا (ما صح) خبر تفجير مليشيات البراء لمخزن يحوي هذا النوع من الأسلحة الخطيرة داخل كلية التربية جامعة الخرطوم بأمدرمان في محاولة غبية لمسح الأدلة بعد قرار الحكومة الأمريكية بإصدار عقوبات والذي سيتبعه طلب دولي من (الطاقة الذرية الدولية) بالسماح للخبراء بالدخول لبعض المناطق (المعروفة لديهم) لإجراء تفتيش كما حدث في العديد من الدول التي تم اتهامها باستخدام أسلحة محرمة دولياً خاصة إذا ما قامت الدول بالإنكار كما تفعل حكومة بورتكوز حالياً كما أن الامر سيمتد لتحقيق جديد لجرائم الحرب المستمرة التي ترتكب ضد أهلنا في دارفور.

 

والمؤسف حقاً أن تركيز الإعلام الكيزاني حول العقوبات الأمريكية ينصب جله حول الأثر الإقتصادي لهذه العقوبات لإلهاء البسطاء و (لإبعاد) الانظار عن آثارها المفجعه والممتدة على حياة المواطنين والبيئة المحيطة به من زراعة وحيوان والأجيال القادمة ونتمنى من كل قلوبنا لأجل أهلنا الذين يضيق بهم الحال يومياً بأن لا تكون هذه الأخبار المتداولة بأن الإنتشار الواسع لوباء الكوليرا يأتي أو هو محاولة لتغطية إسهالات مائية نتاج لإنتشار غازات سامة ناتجة عن ذلك التفجير الذي ربما تم بسرية في مناطق متفرقة (حقيقية).

 

رغم عدم ثقتنا في تصريحات مسؤولي حكومة الإنقلاب الكيزانية في برتوكوز وعلمنا بأنهم يمكن أن يفعلوا كل (موبقات) الدنيا من أجل إستمرارهم على كرسي الحكم، نأمل أن يصدح (مسؤول) منهم رحمة بأهله ومسئوليته الوطنية والتاريخية بالحقيقة حتى يعمل المجتمع الدولي معنا لتلافي تلك الآثار فالصمت يزيد من تفاقم المأساة ..

وربنا يكذب الشينة ..

ومهما حدث فإن ثورتنا لن تتوقف حتي تنظيف الوطن ..

ورغم كل شيء فإن راية المحاسبة والقصاص لن تسقط ..

والرحمة والخلود لشهدائنا ..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.