صلاح جلال يكتب: قطع العلاقات مع دولة الإمارات ملهاة جديدة لتجار الأزمات

قطع العلاقات مع دولة الإمارات ملهاة جديدة لتجار الأزمات

 

✍️ صلاح جلال

 

 

(١)

💎الأنظمة المخنوقة بأزماتها الداخلية تسعى دائما لإيجاد عدو خارجى لتلفت الأنظار إليه وتشغل أبناء وبنات شعبها عن معاناتهم وأزماتهم اليومية  بالنظر للخارج لتستدر عطفه بأنه ضحية مؤامرة خارجية

لقد حاول نظام الإنقاذ فى السودان بداية التسعينات هذه الحِيلة بمعاداة كل دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية وخرجت مظاهراتهم فى الخرطوم تهتف [يهود – يهود آل سعود ] و [خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود] ، وقد تم قطع العلاقات مع دولة أريتريا التى سلمت سفارة السودان لقوى المعارضة السودانية  فى تلك الحِقبة ، ذات المنهج والمجموعة السياسية الموتورة التى تتحكم على مفاصل  الحكم  فى بورتسودان اليوم ،وهى التى أشعلت الحرب وقدمت سردية فى بدايتها بأنها محاولة إنقلابية وعدلت الرواية مع تطورات الحرب فى مراحلها المختلفة حتى وصلنا لمرحلة أنها حرب إستهداف إقليمى للسودان تشترك فيها ١٧ دولة معادية كمن يرقص على درج السلم كلما يصعد عتبه يغير الرزم ليناسب حال الميدان العسكرى .

 

(٢)

💎 ذات  المجموعة التى تتباكى على حال المدنيين اليوم رفضت كل محاولات وقف الحرب عبر التفاوض فى منبر جدة والإيجاد والإتحاد الأفريقى والمبادرة الأمريكية السعودية فى جنبف وقصفت  البنية المدنية الضرورية لحياة المواطنين وهى جريمة حرب وفق القانون الدولى مرفوضة ومدانة ، لكن المجموعة الحاكمة فى بورتسودان هى أول من أسس لهذا النوع من الإنتهاكات بقصف الطيران لمصفاة الوقود والمستشفيات وهدم الكبارى والمدارس والأسواق وآخرها قتل ٤٥٠ مواطن مدنى فى منطقة طرة شمال مدينة الفاشر ، خاصة فى مدن غرب السودان التى صنفها إعلام الحرب حواضن معادية للدولة ومساندة للدعم السريع فى كل من نيالا والكومة ومليط وكتم والفاشر والمجلد وضواحى الأبيض وأحياء العاصمة الخرطوم مواقع الوجوه الغريبة ، عندما كانت ذات المجموعات تمجد الطيران الحربى واصفةً له (بصانع الكباب) كناية فى قتله للمدنيين  بلا رحمة .

 

(٣)

💎 فقد كنا ندين هذه الإعتداءات على المدنيين وكنا نواجه إعلام الحرب بإتهامنا بموالاة الدعم السريع ، لذلك لاتوجد مصداقية ومشروعية أخلاقية لصراخ وولولة  المجموعة المساندة للحرب فى بورتسودان  وداعميها الدوليين وفى الإقليم من إستهداف البنيات المدنية ، فقد مارسوا ذات الفعل طوال عامين من عمر الحرب عندما كانوا يمتلكون ميزة التفوق فى سلاح الطيران .

 

(٤)

💎 طرفى الحرب فى السودان القوات المسلحة وحلفائها والدعم السريع ومساندية  يمارسون إنتهاكات فى مخالفة صريحة للقانون الإنسانى الدولى بإستهداف المدنيين والأعيان المدنية ، لايجب أن نسمح لهم بأن يتباكوا بدموع التماسيح على المدنيين ومؤسسات الخدمات الضرورية ، يجب على القوى الديمقراطية صاحبة الكعب الأخلاقى الأعلى فى البلاد التصدى لهذه المهمة والدفاع  عن المدنيين وأعيانهم الضرورية المحمية بقوانين الحرب وفضح كل الإنتهاكات التى تطال المواطنين

وفق برنامجها المعلن لرفض الحرب والعمل على وقفها فوراً من خلال التفاوض، لوقف العدائيات ،  ودخول طرفى الحرب فى ترتيبات أمنية لإنهاء القتال ، وفتح الممرات الآمنة للإغاثة وإطلاق عملية سياسية تستعيد الإنتقال الديمقراطى وتشكيل حكومة يقودها المدنيون  وتخضع لها كل المنظومة الأمنية

القوى الديمقراطية ذات المصداقية الأخلاقية الوحيدة نظيفة اليد من دم السودانيين هى  المؤهلة للحديث عن معاناة المدنيين فى مواجهة دعاة الحرب من مجموعة (بل بس) و(جغم بس) فهم يمثلون رحى طحن المدنيين [مرحاكة وبنتها ] لا فضل لأحداً منهم على الآخر فى إرتكاب جرائم الحرب وإنتهاكاتها ضد المدنيبن والأعيان المدنية .

 

(٥)

💎💎ختامة

أننا نناشد دول الجوار العربى والأفريقى وبقية الشعوب والحكومات الصديقة المحبة للسلام

التنسيق والتعاون مع القوى الديمقراطية الداعية لوقف الحرب والعاملة بمصداقية من أجل تحقيق السلام بالتضامن معها والمساهمة فى تقويتها ودعمها من أجل قيادة حملة وطنية داخلية وخارجية لتحقيق  وصيانة إنسانية المواطن السودانى الذى تشتت بين النزوح فى الداخل واللاجوء  فى الخارج وهو يواجه عدم الأمان والجوع والمرض

هذه حرب بلا أخلاق أو كرامة والمنتصر فيها مهزوم  يجب وقفها وعزل أطرافها وحرمانهم من الحصول على أى مكاسب من جريمة إشعال الحرب منذ يومها الأول بتدابير قصدية مع الإصرار والترصد ، ويجب  ان يدفعوا فاتورة كل هذا الخراب فى الأرواح والممتلكات .

 

٧ مايو ٢٠٢٥م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.