أفريقيا نحو المستقبل .. رؤية النقيب إبراهيم تراوري لبناء قارة قوية ومستقلة
أفريقيا نحو المستقبل..رؤية النقيب إبراهيم تراوري لبناء قارة قوية ومستقلة
صدي الوطن
آدم أبكر عيسي
في خطوة ثاقبة ورؤية مشرقة، استطاع النقيب إبراهيم تراوري، رئيس دولة بوركينا فاسو، أن يحيي آمال القارة الأفريقية من جديد، مستلهمًا من إرث الزعيم توماس سانكارا عبر مشروع نهضوي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعبه.
لقد تمكن الرئيس تراوري من سن قوانين اقتصادية جديدة وإحداث طفرة تنموية في مجالات الصناعة والزراعة، مما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير السلع إلى دول العالم. بوركينا فاسو تمضي بخطى ثابتة نحو رفاهية شعبها وتمكين الاقتصاد الوطني، مع طرد الشركات التي كانت تسرق ثروات الشعب البوركينابي.
ومع ذلك، لم تكن هذه الرحلة سهلة، فقد حاولت بعض الدول عبر عملائها اغتيال النقيب إبراهيم، ودفعوا ملايين الدولارات لتحقيق ذلك. لكن الشعب البوركينابي كان أقوى من كل تلك المحاولات، وأكدوا كلمتهم بأنهم مع رئيسهم ومع رياح التغيير التي ستجتاح جميع أنحاء أفريقيا، لتغيير نظم الحكم الراسخة وترسيخ قواعد جديدة بعيدة عن الدكتاتورية والتبعية العمياء للدول التي لا تعرف معنى الحرية أو الديمقراطية.
إن وحدة أفريقيا، على غرار الاتحاد الأوروبي، تعد ضرورة ملحة. يتعين إصدار جواز سفر موحد يتيح حرية التنقل بين دول القارة، وإنشاء سوق موحد وكتلة اقتصادية قوية تستطيع من خلالها أفريقيا أن تخرج من براثن الفشل الذي تسبب فيه القادة العملاء الذين قضوا حياتهم في خدمة نظرية التبعية وخلق هياكل اقتصادية لمصلحة الغرب.
إن تعافي أفريقيا بات وشيكًا بفضل وجود جيل واعٍ ملهم يحمل رؤية ثاقبة وروحًا قادرة على التمرد على قيود الاستعمار. يجب أن يرتفع صوت أفريقيا عالياً للنهوض بها في شتى المجالات. ورغم العثرات والمتاريس، فإن أفريقيا ستنطلق بقوة طالما هناك عمل جاد وروح مثابرة. ما حدث مؤخرًا بين بوركينا فاسو وكينيا والصومال ودول غرب أفريقيا يعكس بداية مشروع أفريقي جديد، مدعومًا بالقائد والزعيم الأفريقي عبر المنصات الرقمية، مما يمثل ميلاد عصر جديد بروح جديدة.
على شباب أفريقيا أن يتخذوا من القائد إبراهيم مثالاً يُحتذى به، وأن يكونوا قوة دافعة للضغط على الحكومات لبناء إرادة وطنية قوية. يجب أن يكون الهدف هو وقف تصدير المواد الخام وطرد الشركات الغربية التي تسرق موارد أفريقيا. كما يجب العمل على وقف الحروب المصطنعة التي تثيرها شركات السلاح والدول الكبرى بهدف إغراق شعوب أفريقيا في النزاعات وسرقة ثرواتها.
إن وقفة القائد إبراهيم تراوري تمثل دعوة للتوحد والعمل نحو تغيير القواعد الظالمة وتعديل الأنظمة وإصلاح مظلة الاتحاد الأفريقي لتحقيق تغيير حقيقي في شتى مناحي الحياة. هنا يأتي دور مشروع صامويل إيتو في كرة القدم كجزء من هذه الرؤية. إن أفريقيا هي جنة العالم، وعلينا أن نعمل من أجل مستقبلها المشرق.