عبد الحفيظ مريود يكتب: فالبندقيّةُ فى بداية عهدها…
فالبندقيّةُ فى بداية عهدها…
عبد الحفيظ مريود
” نحنا بنينا الإمارات بسواعدنا”..
” نحنا أوّل دولة عربيّة تصنع مسلسل تلفزيونىّ”..
” نحنا العلّمنا السّعوديين”..
” نحنا مَنْ أسّس اتّحاد الكُرة الإفريقىّ”..
“نحنا من المؤسّسين لمنظمة الوحدة الإفريقيّة”..
ووووووو
الكثيرُ من الغثاء..الكثير من البجاحة السُّودانيّة التى يمكنُ للحياء (هِيم سيلف” أنْ يستحىَ منها. لكنَّ هذا الغثاء وهذه البجاحة، مع إضافات أخرى تلحق بها، بالضّرورة، هي مجموعة الأوهام المشكّلة للذات السُّودانيّة الحديثة. وهي إذْ تلبسُ جلبابها الأبيض، وتلفُّ عمامتها وتسيرُ متبخترةً في شوارع العالم الفسيح، لا تنتبهُ – بالضّرورة – إلى أنّها ليست سوى محضُ سخريّة، مسخ مثير للشفقة والاستهزاء من الآخرين.
و لأنّنا نحنُ من بنينا الإمارات بسواعدنا، فإنّنا سنلقّنها دروساً فى السياسة، الدبلوماسيّة، القانون الدّولىّ، والعسكريّة – وهذا هو الأهم – من وجهة نظر الفريق ياسر العطا، أو ياسر كاسات. لذلك فقد أرسلنا مسخاً مشوّهاً، هو وزير العدل إلى المحكمة الدّوليّة، وننتظرُ منها أنْ تجلد الإمارات أربعين جلدةً، هى حدُّ السُّكر، تطبيقاً للشّريعة الإسلاميّة التى نحكمُ بها دولتنا التى “علّمتْ النّاس فى الخليج كيف يكتبون اللغة العربيّة”.
والمحكمة حكمت حكمها، اليومَ.
شايف كيف؟
الوضعُ فى السُّودان مشكلةٌ داخليّة.
أليس ذلك صحيحاً؟
ينظرُ إلى أسباب الحرب ودوافعها كلٌّ من حيث يقف. من حيث يخدمُ أجندته. قليلون فقط ينظرون إلى جذورها الضّاربة في القدم. وقليلون مَنْ يملكون الجرأة لقولِ الحقيقة. لكنَّ الغالبية من السُّودانيين كما قال الإمام علىٌّ بنُ أبى طالبٍ عليه السّلام (همجٌ رعاعٌ أتباعُ كلّ ناعق). جروا وراء رواية أنَّ الإمارات – “دويلة الشّر” – (تقتلُ السُّودانيين). ولا بدَّ من مواجهتها في كلّ الميادين.
جرتْ شيطنةُ الإمارات ودورها في الحرب الدّائرة. لكنَّ عاقلاً لم يجلس ليسأل : هل أسّستْ “دويلة الشّر” قوّات الدّعم السّريع؟ هل أذكتْ نيرانَ الثورة (ديمسبر 2019م) ضدَّ حكم الإسلاميين؟ هل أطاحتْ بالبشير؟ هل جاءت بفولكر والبعثة الأمميّة؟ هل وضعتِ الاتّفاق الإطارىّ؟ هل جعلتِ البرهان ينقلبُ على شركائه المدنيين من قوى الحريّة والتغيير فى 25 أكتوبر 2021م؟ هل أخرجتْ الإسلاميين فى رمضان يتنادون فى إفطاراتهم 2023م يتوعّدون النّاس بالحرب؟ هل أجرتْ على لسان الدّكتور محمّد على الجزولىّ – الذى ربّما يكون قد قضا نحبه، بعد شهور من غسيل كاكى الجاهزيّة – عبارة (الآن يجرى اعتقال الشقيقين الشّقييْن)؟
لماذا لا يعترفُ الكيزانُ أنَّ المشكلة داخليّة بحتة؟
مشكلة مع الأحزاب، مع الشّباب الذى صنع ديسمبر، مع الحركات المسلّحة (دارفوريّة وغير دارفوريّة)، مع قوّات الدّعم السّريع، التى من المفترض أنْ تكونَ أداةً طيّعةً لهم، متى ما احتاجوها. ثمَّ مشكلة مع دول الجوار الإفريقىّ قاطبةً، عدا مصر وإرتيريا.
شايف كيف؟
لكنَّ الكيزان يظنُّون بالله ظنَّ الجاهليّة..
ويتمنّون عليه الأمانىّ..
وبما أنَّه ليس فى الأرض من هم أفهم وأعلم وأكثر خبرةً من السُّودانيين، وبما أنَّه – حسب التصنيف الإلهىّ وفقاً لرؤية الكيزان – ليس هناك مَنْ هو أفهم مِن الكيزان وسط السُّودانيين، فإنَّ حلَّ الأزمة الرّاهنة سيكون كالآتى:
*هناك مؤامرة تُحاك ضدَّ السُّودان طمعاً فى ثرواته.
*أطراف المؤامرة هم كلُّ العالم، عدا مصر، إرتيريا، الجزائر، جيبوتى، الصّومال، قطر، تركيا، إيران، روسيا، وإلى حدًّ ما، السّعوديّة.
*لحلّ خيوط هذه المؤامرة يجب خوض الحرب ضدَّ بقية العالم، ابتداءً بالإمارات.
سنشكوها، إذنْ، بنتَ الغلفاء، إلى المحكمة الدّوليّة.
لكنَّ المحكمة الدّوليّة تصفعنا بلا رحمة.
سنفكّر فى شيئ آخر..سنفكّرُ فى كلّ شيئ، إلّا أنْ نفكّر فى أنَّ مشكلتنا داخليّة، فى المقام الأوّل.
وهكذا.
شايف كيف؟
و (المجدُ للبندقيّة)..
ذلك أنّها، ظفرتْ بمجدٍ ليس ….
أو كما قال شاعرهم.
إذن..
أىّ واحد يشوف بندقيتو وين، ويدخل المعركة..
معركة حلّ مشاكل السُّودان..
وتصحيح أوضاع العالم.