الشعبية” تتنقد الشيوعي وتتهمه بالتواطؤ مع الجيش السوداني وتضليل الرأي العام

 

انتقدت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بشدة البيان الصادر عن الحزب الشيوعي السوداني الذي هاجم“تحالف التأسيس”.

وأوضحت الحركة في بيان لها، أن الحزب الشيوعي تحدث عن استقلال السودان، لكن الواقع يشير إلى أن السودان لم ينل استقلاله الحقيقي، بل إن ما حدث في عام 1956 كان مجرد إنهاء الاستعمار الخارجي وتسليم السلطة للمستعمرين المحليين.

وفيما يتعلق بحديث الحزب الشيوعي عن فترات الديمقراطية في السودان، أكدت الحركة الشعبية أنها لا تعتقد أن السودان شهد أي فترة حكم ديمقراطي حقيقية. وأشارت إلى أن ما حصل هو مجرد “ديكتاتورية الأحزاب”، حيث وصلت هذه الأحزاب إلى السلطة من خلال انتخابات جزئية لم تشمل جميع المواطنين السودانيين.

ودعت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال إلى ضرورة الاعتراف بالحقائق التاريخية بدلاً من تقديم روايات قد تكون مضللة حول الديمقراطية والاستقلال.

 

اسكاي سودان تنشر نص البيان:

 

 

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال – SPLM-N

حول بيان الحزب الشيوعي السوداني

 

 

 

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً بتاريخ 3 أبريل 2025 منتقداً فيه “تحالف السودان التأسيسي” وبعض النصوص الواردة في “الميثاق التأسيسي” الذي شاركت فيه الحركة الشعبية – شمال، وبالطبع من حق أي جهة ان تُمارس حقها في إبداء وجهة نظرها حول التحالف والميثاق. ولأهمية النقاط التي تحدَّث عنها البيان الناقد، رأينا ضرورة الرد عليه كما يلي:

 

 

 

أولاً: تحدث البيان في مقدمته عن الاستقلال، ولكن في واقع الأمر لم يستقل السودان بل ان ما حدث كان ذهاب المستعمر الخارجي عام 1956 وتسليمه السلطة للمستعمرين المحليين. كما ورد كذلك في البيان حديث عن فترات الديمقراطية في السودان ونحن لا نعتقد إن السودان شهد أي فترة حكم ديمقراطي، بل ما حدث في فترات قصيرة لم يكن يعدو كونه (ديكتاتورية الأحزاب) التي وصلت للسلطة عبر انتخابات جزئية لم يشارك فيها جميع السودانيين.

 

 

 

ثانياً: تحدث البيان عن الثورات السودانية (أكتوبر 1964، أبريل 1985، ديسمبر 2019). ولكن نحن نسميها انتفاضات لم تنجز تغييرا جذريا أو تحولا ديموقراطيا حقيقيا. وان تم اختطافها فإن ذلك يرجع لكونها كانت انتفاضات هشة، ولم تقف على أرضية فكريه صلبة تؤسِّس لاعادة بناء البلاد على أسس جديدة عادله. كما أشار البيان إلى كيفية استخدام المؤسسة العسكرية بواسطة الأحزاب للتدخل في الشؤون السياسية ونسى نفسه، لأن الحزب الشيوعي السوداني نفسه استخدم الجيش السوداني في 19 يوليو 1971 (انقلاب هاشم العطا). علما ان معظم القوى السياسية السودانية ونخبها نفذت الانقلابات العسكرية من أجل المحافظة على الامتيازات التاريخية وقمع تطلُّعات الشعوب السودانية للحرية والعدالة والمساواة.

 

 

 

ثالثاً: لقد قُدمت العديد من المُبادرات ولكنها لم تُعالج جذور المشكلة السودانية بالطريقة التي عالجها بها “ميثاق السودان التأسيسي”، ونحن لا نفرض وصاية على الشعوب السودانية. السؤال: ما هو المعيار الذي يجعل مبادرات (التجمع الوطني، قوى الإجماع الوطني، قوى الحرية والتغيير) وطنية وديموقراطية، ويجعل ميثاق السودان التأسيسي وصايه؟ ان الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال تستمد شرعيتها من جماهيرها في كل أرجاء السودان، كما من الشعوب في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.

 

 

 

رابعاً: يرَى الحزب الشيوعي السوداني إن حق تقرير المصير يعني الانفصال …إذ تعمَّد تشويه مضمون حق تقرير المصير لتضليل الرأي العام، مع العلم بأن حق تقرير المصير هو حق إنساني وديموقراطي مضمن في المواثيق الدولية، و قد سبق ان وقع عليه الحزب الشيوعي نفسه في “ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية” عندما كان عضواً في التجميع الوطني الديمقراطي – فما الجديد ؟ ولماذا القيام بمحاولة الكيل بمكيالين !!!. ان حق تقرير المصير لا يعني بالضرورة الانفصال ولا ندري من أين أتى الحزب الشيوعي بهذا التفسير رغم معرفته لدى السودانيين بإنه حزب يرتكز في أحكامه على المعرفة وحسن التقدير. أما مغالطته في مبدأ “العلمانية” فهذا يؤكِّد ان اللا- مبدئية تحكم تصرفات وسلوك هذا الحزب.. وفعلياً فان الوحدة القائمة في السودان الآن غير صحيحة وغير عادلة ومولدة للحروب والشقاق، فلماذا يتمسَّك بها الحزب الشيوعي؟

 

 

 

خامساً: إن رأي الحزب الشيوعي في بيانه والقائم على ان الضامن الوحيد لاستمرار وحدة السودان الطوعية المتمثل في حق الشعوب السودانية في ممارسة حق تقرير المصير، في حال إنتهاك أي من مرتكزات هذه الوحدة الطوعية المتمثلة في العلمانية وغيرها – بانه الانفصال، وأن التوقيع على ميثاق السودان التأسيسي يعتبر نذيراً لتفكك البلاد، وتجاهل الحزب الانفصاليين الحقيقيين وهم من يدعون لإقامة (دولة مثلث حمدي، دولة النهر والبحر، ووحدة وادي النيل)، يوضِّح دون أدنى شك بأنه حريص على تفكيك السودان أكثر من حرصه على الوحدة الطوعية العادلة التي ترتكز على المبادئ فوق الدستورية.

 

 

 

سادساً: وضَّح البيان عدم فهم الحزب الشيوعي للمبادئ الواردة في الميثاق والدستور بشكل جيد، وعدم معرفته بوجود فترة تأسيسية ما قبل انتقالية وفترة تأسيسية انتقالية هو ما جعله يعتقد ان هنالك تناقض بين الفقرة (14) والفقرة (20) في الميثاق.

 

 

 

سابعاً: تحدَّث الحزب الشيوعي عن تكوين الجبهة الوطنية العريضة لحماية وحدة الوطن ولم يحدِّد المرتكزات التي يجب ان تقوم عليها وحدة الوطن، ولن يستطيع.

 

 

ثامناً: بيان الحزب الشيوعي يوضح استمراريته في التهرُّب المستمر من مُعالجة جذور المشكلة السودانية برغم حديثه المستمر عن التغيير الجذري، وذلك بترحيل هذه القضايا الى المؤتمر الدستوري الذي تجاوزه الزمن في ظل وجود آليات ديمقراطية بديلة وفاعلة.

 

 

 

تاسعاً: يوضِّح البيان أيضاً بدون أدنى شك تواطؤ الحزب الشيوعي مع عملية التطهير العرقي والقتل على أساس العرق واللون والجهة الذي تمارسه القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها في هذه الأيام. لأنه لم يصدر أي بيان في هذا الشأن. وكذلك لم يصدر أي بيان بعد التوقيع على ميثاق السودان التأسيسي في 23 مارس 2025، ولم يصدر أي بيان رداً على توقيع الوثيقة الدستورية المعدلة في تاريخ التوقيع عليها – فلماذا أصدر بيانه الآن.

 

 

 

أخيراً: تخصص الحزب الشيوعي السوداني في نقد الجميع دون تقديم بدائل عملية وعلمية، وثورة ديسمبر التي يتحدَّث عنها قُتلت عندما رفض العسكر مبدأ السلمية.

 

 

 

سودان جديد يتقدَّم.. سودان قديم يتحطَّم

 

 

 

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال

 

5 أبريل 2025

السابق بوست

الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال –SPLM and

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.