معمر حسن محمد نور يكتب: كيزانية الجيش ودولة 56 .. سبر غور المستغلق

كيزانية الجيش ودولة 56 .. سبر غور المستغلق

 

معمر حسن محمد نور

 

عبارتان مثيرتان للخلاف ليس بين صفوف القائلين ومؤيدي مساندة الحرب بجوار الجيش.بل بينهم وبين معارضي الحرب من اساسها.تحتاجان الى سبر غورهما وتبيان المستغلق حتى لا ننساق خلف التفاسير المتعارضة.

اولا: كيزانية الجيش.وهو مفهوم متولد من حقيقة سيطرة الاسلاميين على الدولة ابان حكم الانقاذ وحرصهم على عدم وجود غير الاسلاميين داخل ذات الشوكة.لكنها تغفل تماما عوامل موضوعية.لصعوبة دراستها خاصة من زاوية احصائية. واهم عامل موضوعي،هو ارتفاع كلفة التعليم خاصة التعليم العالي الذي تسبب في هجرة الكثير من الاسر للعاصمة القومية لمجرد قبول احد ابمائها او احدى بناتها في الجامعات بالعاصمة وبالأخص الجامعات الخاصة.لان غقر الاسر لم بكن ليسمح باقتسام الدخل القليل بين الاسرة والطالب الجامعي.والانكى،هو عطالة الخريجين حتى خريجي الطب والهندسة دعك من خريجي الكليات النظرية.ذلك في مقابل ضمان الوظيفة والتشغيل لخريجي الكليات العسكرية. هذا ما جعل الكثيرين من الطلاب. ينشطون عند بلوغ الصف الثاني الثانوي في المنظمات الطلابية المعبرة عن الاسلاميين لضمان القبول بهذه الكليات. عليه فهو تعبير غير دقيق في نظري.

ثانيا: دولة 56:

صار تعبيرا يؤذي مجموعات شمال السودان كثيرا.فهو يحملهم جريرة ما لم يرتكبوه.ولم تجدي خطوط الرجعة التي اتبعها القائلون بهذا بان المقصودون هم النخبة. المسيطرة.لكن التعبير نفسه كسابقه يغفل ما هو مهم.

حيث ان هنالك عاملان بالاضافة الى ما ذكر في النقطة الاولى لهما دور كبير هما:

1/ وجود نقطة في اورنيك التقديم للكليات العسكرية تحتوي على تزكية من ضابط في القوات العسكرية.وطبيعي ان كل متقدم لن يجد المزكي سيما وأن اوائل المقبولين لظروف تاريخية من تلك القبائل.وطلب التزكية لم يكن حصرا على الضباط.بل من الادارات الاهلية في بعض الوظائف كالشرطة مثلا.وروي عن ناظر طلب منه ترشيح مجموعة للعمل بالشرطة وعند سؤاله عن تاخره اجاب انه ينتقي من يخافون من الحكامات.

2/ الوضع المميز لاصحاب الرواتب من خدمة عسكرية او مدنية جعل الاسر كلها تعمل على ان يكون ابن من المائها صاحب راتب وهنا تدخل الاعراف القبلية الني لا تسامح ابن القبيلة الموجود في اي وظيفة يمكن ان يقدم فيها خدمة لابن من ابنائها ان لم يقم بذلك.ونذكر هنا انه عندما اختلف صلاح قوش مع البشير وسجنه قامت حملة من قبيلته لاطلاق سراحه تحت شعار(ولدنا البيقضى غرضنا) ونجحت . عليه فان الامر اكثر تعقيدا من التبسيط التي تتداول به العبارتان.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.