علي أحمد يكتب: مالك عقار … ثقِيلٌ أنت في أرذل العمر .. جداً

في الغالب، وبحسب تقديري الشخصي، فإن الكتلة البشرية الماثلة في منصب نائب البرهان حالياً، والمعروفة بمالك عقار، قد ولد في عام 1945، وإن كان يدّعي أنه مولود في عام 1952. ولكن ما الفرق بين أن يكون عمرك (80) أو (73)؟ فكلاهما أرذل العمر وعنفوان التخريف، وكلنا سنصل إلى هذا العمر أو لا نصل. وهو، على كل حال، ليس عمر العبث والتخبط وخفة الدم المصطنعة التي لا يمكن أن تصدر عن رجل في (ثقل وثقالة) مالك عقار.

وكعادته، حلّ هذا السياسي الفاسد الثقيل العجوز السمين ضيفاً على برنامج “أحمد طه” في قناة الجزيرة مباشر، وليته (حلّ عن سمانا).
يمكن للإنسان أن يتحمل أعباء أخيه الإنسان كلها، عدا محاولة الاستظراف من الثقلاء. ما أثقلك يا “مالك”، يا من لا تملك من خفة الدم شيئاً.

قال الرجل الثقيل للمذيع إنه (قد سمع) أن مبعوث الرئيس الأمريكي السابق إلى السودان “توم بيريلو” – وأنا لا أحبه بالمناسبة – قد فقد وظيفته وأصبح يبيع الطماطم في (فرجينيا). وهو بذلك يريد أن يخفف دمه، فاستخف به وبنا المشاهدون، وجلب السخرية على نفسه وعلى بلادنا المنكوبة بأمثاله.

يسخر الرجل الثاني في دولة البرهان من بائعي الطماطم، في إشارة سلبية إلى مجمل العاملين في المهن الهامشية. فيما ظل طوال عمره، منذ التحاقه بالحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1985، يتحدث باسم المهمشين. لكن اللافت أن عقاراً هذا لم يتعلم من زعيم الحركة الشعبية الراحل “جون قرنق” حتى القليل من اللطف والظرف والنكتة، من غير ابتذال ولا استخفاف ولا تجريح لمشاعر الناس، ولا حتى الحساسية في حدها الأدنى. بل لم يتعلم منه حتى السياسة أو الحرب. ذهب إليه كتلة من الغباء وعاد منه كتلة أكبر من اللحم العفن والثقالة والفساد المميت.

ماذا لو صار “توم بيريلو”، المولود في أكتوبر عام 1974، والحاصل على شهادة في القانون من جامعة (ييل)، ومعروفة مكانة القانونيين المادية والاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة والغرب عموماً، ماذا لو صار بائعاً للطماطم في فرجينيا؟ وترك القانون والسياسة، فهل هذا مدعاة للسخرية منه؟ أليس أفضل ممن يعمل ماسح (جوخ) لعبد الفتاح البرهان، الذي يعمل بدوره ماسحاً لأحذية الكيزان؟!

دعوني أحكي لمالك الثقيل هذه القصة، لعل وعسى: تقدم رجل للعمل في وظيفة عامل نظافة بشركة مايكروسوفت، وقد تم اختباره كمسؤول مباشر عن تنظيف المكتب. لكنهم طلبوا بريده الإلكتروني لإرسال قائمة بالمهام الموكلة إليه، فأجاب: لا أملك كمبيوتر ولا بريد إلكتروني. فأجابه المدير: من لا يملك إيميل فهو غير موجود، ومن لا وجود له لا يحق له العمل.

خرج المسكين محبطاً، وهو لا يملك غير (10) دولارات فقط. ما عساه يفعل؟ فكر ودبّر، فاشترى صندوق طماطم بكل ما يملك، ووضعه على رأسه وجاب به الأحياء السكنية القريبة. فحصد (60) دولاراً من الأرباح، ففكر مجدداً في أنه يمكنه العيش بهذه الطريقة. فأصبح يبيع الطماطم بهذه الطريقة إلى أن تمكن من شراء عربة يدوية متنقلة، ثم شاحنة صغيرة. واستمر في مهنته فاشترى شاحنة أكبر وصار من كبار الموردين وتجار الطماطم في المنطقة. اشترى المزيد من الشاحنات، وصارت أسطولاً، وتوسع في تجارته إلى جميع أنواع الخضر والفواكه والأغذية. صار علماً في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية.

حينها، فكر في التأمين على حياته فاتصل بشركة تأمين. فطلب منه الموظف بريده الإلكتروني، فأجاب الرجل: ولكنني لا أملك بريداً إلكترونياً. فرد عليه الموظف (باستغراب): لا تملك بريداً إلكترونياً ونجحت في بناء هذه الإمبراطورية الضخمة؟! تخيل لو كان لديك بريد إلكتروني، فأين كنت ستكون اليوم؟! فأجاب الرجل: عامل تنظيف في “مايكروسوفت”.

مالك عقار … ثقيل أنت في أرذل العمر جداً.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.