محامو الطوارىء ثورة ديسمبر كانت لحظة ولادة لروح جديدة في هذا الوطن

في ظلال ديسمبر المجيد، حين انتفض الشعب السوداني بكل إرادته وحُلمه في وجه الظلم والطغيان، كانت ثورة ديسمبر أكثر من مجرد لحظة تاريخية؛ كانت لحظة ولادة لروح جديدة في هذا الوطن. تلك الروح التي نطقت بالحرية، ونادت بالسلام، وطالبت بالعدالة، وكان فيها وعدٌ لا رجعة عنه بأن السودان لن ينكسر بعد اليوم. وفي قلب هذا الحراك الشعبي، انطلقت محامو الطوارئ، لتنضم إلى صفوف الأحرار وتكون صوتًا مدافعًا عن حقوق من لا صوت لهم .

لكن رغم هذا السعي العظيم نحو الحرية، لا يزال الوطن يدفع ثمن جراحه القديمة والجديدة. جاءت حرب 15 أبريل العبثية لتعيدنا إلى دائرة القتل والتشريد، في مشهدٍ يعكس استمرار العبث الذي ثار ضده شعبنا في ديسمبر. لكن رغم ذلك، كشفت تلك الحرب أيضًا عن شيء مهم وهو أن جذوة الثورة لم تنطفئ، وأن الطريق نحو العدالة والحرية ما زال مفتوحًا لأولئك الذين يرفضون الركوع.

إننا في محامو الطوارئ، ونحن نستذكر ملحمة ديسمبر، نعلن أننا لن نهدأ حتى يتم محاسبة كل من انتهك حقوق هذا الشعب. من شهداء الثورة إلى ضحايا حرب أبريل، سنظل نكافح لانتزاع العدالة التي لا بد أن تُسترد. كل يد تجرأت على قتل الأبرياء، وكل من استباح حقوق السودانيين، سيواجه حسابًا لا مفر منه.

إلى أرواح الشهداء التي تحرس مسارنا،

وإلى ضحايا الحروب الذين ارتقوا وهم يحملون حلم الوطن الأبي:

ثورتكم مستمرة، وأصواتكم لن تُدفن.

سنظل نسير على دربكم، حتى يُبعث السودان وطنًا لا يعلو فيه إلا الحق، ولا يُحكم فيه إلا بالعدل والسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.