هل ستعصف الخلافات بتحالف تنسيقية (تقدم)..؟
بعد أن طالبت الحركة الشعبية باجراء اصلاحات
بورتسودان – اسكاي سودان
قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية (تقدم) في نهاية شهر مايو الماضي برزت الخلافات داخل مكونات التحالف وانقسم حزب الأمة القومي الذي يعتبر أحد أعمدة التحالف الرئيسية إلى مجموعتين مجموعة شاركت في المؤتمر ومجموعة أخرى رفضت المشاركة في المؤتمر، وبعد ثلاثة أشهر على انعقاد مؤتمرها التأسيسي ل(تقدم) تصاعدت مطالبات من بعض المجموعات المنضوية تحت مظلة التحالف بإجراء إصلاحات داخل التحالف الذي يعتبره البعض بأنه الأكبر في السودان.
وشهد المؤتمر التأسيسي للتحالف في مايو الماضي اعتراضات كبيرة على تعيين بعض السياسيين، ودعوات من مكونات التحالف لتعيين نواب للرئيس ومقررين من الأجسام المهنية والثورية، وتم تداول معلومات في الأيام الماضية عن تعيين القيادي في تجمع المهنيين طه عثمان في منصب نائب الأمين العام للتحالف، وهو ما أثار دعوات للإصلاح واحتجاجات من بعض قوى لجان المقاومة التي طالبت بتجميد نشاطها داخل التحالف.
فيما أثار تعيين المتحدث الرسمي باسم التحالف، بكري الجاك، إلى جانب جعفر حسن، اعتراضات داخلية، وبحسب المصادر فإن الجاك تم تعيينه بدعم من رئيس التحالف عبد الله حمدوك، فيما طالبت قوى أخرى بتعيين جعفر حسن، وللتوفيق بين هذه الرؤى تم الاعلان عن تعيين كليهما في منصب المتحدث باسم التنسيقية.
وفي السياق أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، نداءً عاجلاً لإنهاء الصراع المدمر في السودان، مشددة على الوضع الإنساني الكارثي كما تحدثت عن الحاجة الملحة لإصلاح تخالف تقدم، وأكدت الحركة في بيان صدر في الرابع من سبتمبر الجاري على أهمية تنفيذ إصلاحات داخل التحالفات القائمة، بما في ذلك تحالف (تقدم) لتحقيق الكتلة الحرجة المطلوبة لوقف الحرب واستعادة مسار ثورة ديسمبر.
وبعد يومين من صدور بيان الحركة الشعبية، عقد اجتماع بين الحركة وتحالف القوى المدنية لشرق السودان، وهو أحد مكونات (تقدم) واتفق الطرفان على ضرورة إجراء الإصلاحات، فيما شدد بيان الحركة الشعبية على ضرورة الإصلاحات داخل تحالف (تقدم) وقرر مجلس القيادة إرسال رسائل إلى قيادة التحالف، توضح رؤيته حول الإصلاحات الضرورية، مع التأكيد على أهمية العمل المشترك لتحقيق الكتلة الحرجة اللازمة لإنهاء الحرب.
وفي المقابل أوضح المتحدث الرسمي باسم تحالف (تقدم) بكري الجاك أن التحالف لم يتسلم حتى الآن أي خطط إصلاحية مكتوبة من الحركة الشعبية – التيار الثوري الديموقراطي، وقال الجاك في تصريح صحفي إن أي تحالف سياسي يحتاج باستمرار إلى إصلاحات لتحسين آليات العمل واختيار الأساليب المناسبة، مشيرًا إلى تمثيل الحركة الشعبية – التيار الثوري في هيئة القيادة والأمانة العامة للتحالف.
وذكر بعض المشاركين في المؤتمر التأسيسي لتقدم بأنه رغم حضور ياسر سعيد عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري، طيلة أيام المؤتمر، إلا أنه لم يشارك بفاعلية في المداولات، وهو ماعزز من الأنباء التي تشير الى تحفظات عرمان حول مايجري في التحالف بشكله الحالي.
وفي السادس والعشرون من شهر أغسطس الماضي تقدم عضو الهيئة القيادية لتقدم الدكتور علاء الدين نقد مذكرة احتجاجية للأمانة العامة لتقدم، وقال نقد إنه طالع بيان من تنسيقية تقدم لجنة الاعلام بخصوص مقابلته في قناة الشرق بتاريخ ٢٠٢٤/٨/٢٤ وبعدها طالع في الميديا بيان التنسقية الصادر بتاريخ الاحد ٢٠٢٤/٨/٢٥ وان ما تحدثت به في قناة الشرق في اللقاء المذكور هو اراء شخصية.
وقال نقد في مذكرته التي دفع بها إلى الأمانة العامة للتحالف (ارسل لكم احتجاجي واعتراضي على ذلك، لان ذلك لم يكن رأي شخصي او اراء انما هي وقائع واحداث قد حدثت و يشهد بها الكثيرون وتشهد بها فيديوهات بذلت في مواقع مختلفة حتى ان هناك فيديوهات كثيرة توضح احتفاء بعض سكان الجزيرة بذلك واستقرار الامن في بعض مناطقهم، وفي البعض الاخر ينعدم ذلك).
وأكد نقد إن هذا الامر لم يكن انحيازا عن موقف تقدم ولا الوقوف في اي من صفوف طرفي الحرب وانما هو وضع لوقائع وحقايق، وفي نفس الوقت تم التأكيد على ادانة الانتهاكات التي تحدث في الاماكن الاخرى في ولاية الجزيرة من الدعم السريع وفي مناطق اخرى وحتى في الجزيرة نفسها من قصف الطيران، وقال نقد في مذكرته الاحتجاجية: (اكرر مرة اخرى بان بيان التنسيقية بيان ظالم ومجافي للحقيقة وقد تم فيه ايقاع ظلم كبير علي واطلب مراجعته والاعتذار عنه لشخصي).
وفي الرابع عشر من أغسطس الماضي اعترف الأمين العام لتحالف (تقدم) صديق الصادق المهدي، في تصريحات صحفية بأن التحالف يواجه تأخيرات في استكمال هيكله التنظيمي الذي تم تبنيه في مايو الماضي، وأشار المهدي إلى أن الانقسامات بين الفصائل السياسية والمدنية والمسلحة في التحالف هي العائق الرئيسي، وأنه رغم تأسيس بعض القطاعات، لا تزال بعض اللجان الحاسمة غير مكتملة.. وبارتفاع وتيرة التصدعات، وبعد أن طالبت الحركة الشعبية باجراء اصلاحات في (تقدم) سيبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة قائم وهو:هل ستعصف الخلافات بالتحالف الوليد؟