الحرب الثورية ..!

بقلم عميد ركن م .. خالد الطيب

بقلم : عميد ركن(م) خالد الطيب

عرف المجتمع الدولي الصراع القائم بين الجيش و الدعم السريع في السودان بأنه قتال بين قوات

و لاماطة اللثام عن هذا الموضوع ينبغي معرفة ما هو التمرد و استراتيجياته المختلفة و تصنيفاته الرئيسية حتي تتضح الصورة للقاريء و المتابع لهذا الصراع الدموي.

يعرف التمرد بتعبيرين مختلفين . تعريف يقول بأنه نضال شعبي يسعي لتغيير نظام قائم و تمت تسميته( بالحرب الثورية) و استخدم هذا التعبير كل من لينين و تروتسكي و ماو و هوشيمنة. و التعبير الآخر عرفها باسم حركة تمرد و هي محاولة تقوم بها جماعة منظمة لقلب نظام قائم في بلد ما عن طريق التخريب و النزاع المسلح. و هناك سمات مشتركة في التعبيرين الأول و الثاني يتلخص في انها؛ – جماعة أو فئة منظمة و مسلحة – قصدها النهائي الإطاحة بنظام حكم قائم – لتحقيق هذا القصد يتم اتباع أساليب التخريب و الإرهاب و حرب العصابات.
و ينبع التمرد من أربعة استراتيجيات و هي النماذج السائدة في عالم اليوم ؛
أولا. استراتيجية تستند في تحقيق أهدافها علي ضرورة وجود حكومة ضعيفة يمكن أن تنهار بسرعة إذا ما واجهت قدر قليل نسبيا من أعمال الإرهاب و التخريب حيث يتم ذلك بمجموعة صغيرة منضبطة و منظمة تنظيما جيدا و مهمة و مؤثرة في المجتمع مثال لذلك تكون هذه المجموعة في قطاع الأمن و العمال و من الأمثلة ثورة نكراقوا و تسمي هذه الاستراتيجية (( بالاستراتيجية اللينينية )).

ثانيا. استراتيجية تعتمد السند الشعبي الكبير الذي ينظم من خلال هيكل تنظيمي مواز لهيكل الحكومة القائمة و مشابه له و تسمي هذه الاستراتيجية (( باستراتيجية ماو)).

ثالثا. هذا النوع من الاستراتيجية لا يتطلب خلق تنظيم كبير معقد بل تفترض أن الجماهير ستنهض و تثور تلقائيا للإطاحة بالحكومة القائمة حيث أبرز هذه النظرية جيفارا في الحرب الكوبية و تسمي هذه الاستراتيجية ((باستراتيجية فوكو )).

رابعا. هذه الاستراتيجية تقوم بتحويل الأزمات السياسية إلي نزاع مسلح بالقيام بأعمال عنف من شأنها أن تدفع القائمين بأمر السلطة إلي تحويل الموقف السياسي السائد في الدولة إلي موقف عسكري . و قد يقتصر النشاط في المدن لا غير ، بغية الوصول إلي الأهداف النهائية و تسمي هذه الاستراتيجية((باستراتيجية حرب المدن)).

أما التصنيفات الرئيسية لحركات التمرد أو الحرب الثورية حسب التعبيرين المذكورين اعلاه هي ؛ – منظمة علي أسس سياسية أو عسكري أو تقليدية أو تمرد في المدن.

أما لماذا سمي المجتمع الدولي بأن الصراع القائم في السودان بين الجيش و الدعم السريع بأنه قتال بين قوات؟

الإجابة. من المعلوم أن الدعم السريع تم إنشاءه في العام ٢٠١٣م و أجاز البرلمان قانونه ٢٠١٧م . فالنص الدستوري ساوي بين الدعم السريع و و القوات المسلحة عند قراءته مع قانون الدعم السريع يجعله موازيا للقوات المسلحة مما دفع المجتمع الدولي للقول بأن ما يتم هو قتال بين قوات.

بالإضافة لذلك فإذا اعترف المجتمع الدولي بأن ما يحدث الآن تمرد ، يعترف ضمنيا بمشروعية انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م و يجعل من السلطة الناتجة عنه سلطة شرعية و هذا لن يحدث بكل بساطة فنظام الانقلاب فشل في الحصول علي اعتراف دولي وهو في عنفوانه فكيف يحصل عليه في حاله المثال!!!

نافلة القول.الحل في التفاوض ثم التفاوض.

الثلاثاء الموافق ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.