الجيش يزيد الطين بلة ..

فاصل ونواصل: سامي الطيب

منذ اشعالهم حرب 15 أبريل وحتى هذه اللحظة ونحن نمضي نحو الشهر التاسع ، لم يستطع جيش علي كرتي الثبات في معركة واحدة دعك عن انتصار ..
خسر جميع معاركه بالتتابع وخسر بالطبع كرامته وقوميته المتوهمة بصورة قطعية …هذا الجيش الجرار لم يخرج من بين ثناياه حتى اللحظة ضابط واحد ليفرض نفسه كقائد يتقدم عددا من الجنود المغلوبين على أمرهم فيخوض بهم معركة فيحقق نصرا ويسترجع مقرا واحدا من مقرات الجيش التي سقطت … هذا لم يحدث ولو بالصدفة .. كل المقرات التي سقطت قام الجيش فقط بقصفها وتدميرها ثم صهين تماما عنها و أدار ظهره ..لم نسمع إطلاقا عن معارك ضارية مثلا لاستعادة اليرموك أو الاستراتيجية أو الجوية أو معسكر أبو طيرة ..
كل شيء سقط أصبح عند برهان نسيا منسيا!! ..
لكن أخطر ما يحدث الآن هو تحول جيش الحركة الاسلامية إلى مليشيا إرهابية مثلها مثل شباب الصومال وداعش وبوكو حرام، لكنهم يملكون طائرات حربية، وهذه هي الوضعية الخطيرة التي تهدد بقتل مدنيين لا يمكن إحصاؤهم ولربما يكون ضحايا الحركة الإسلامية من المدنيين الأبرياء العزل أكثر من الذين قتلوهم في دارفور في حرب الإبادة والتطهير عام 2003 …

والآن الواضح للعيان أن هذه الحرب انعدمت فيها فرص أي انتصار لجيش برهان و أنهم لا يملكون ما يقدمونه غير الخراب والتدمير
بواسطة الطيران، لأنهم لا يملكون جيشا ولا قادة ولا إرادة ولا شجاعة لخوض معارك على الارض يحققون من خلالها أي تقدم أو انتصار .. والدول التي تساندهم لا تستطيع أبدا مدهم بآلاف الجنود ليخوضوا بدلا عنهم المعارك مع الاعتبار أنهم يحتاجون إلى قادة أيضا ليضعوا الخطط الحربية ويخوضوا المعارك لأن هذه الحرب أكدت أن ضباط الحركة الاسلامية لا يستطيعون حتي وضع الخطط العسكرية اللازمة لخوض المعارك فهم لا يفقهون في القتال شيئا، مثلهم مثل أي سمسار في مجال بيع السيارات (و هم بالأساس سماسرة يضعون على أكتافهم شارات عسكرية!!).

لذلك نجد أن الدول التي تريد مساعدتهم ستمدهم بالطيران وهم لا حيلة لهم غير استخدام الطيران في حرب مدن يستحيل كسبها بغير المشاة.. و لأنهم يائسون من أي انتصار فقد عقدوا العزم على الانتقام من المدنيين العزل الذين خرجوا في ثورة استهدفت إبعادهم عن السلطة و محاسبتهم على جرائمهم ، فاستخدموا القصف بالطيران في ارتكاب أفظع الجرائم ضد المدنيين العزل وضد البنية التحتية للوطن .. وستتم جرائم أكثر بشاعة في مقبل الأيام بواسطة هذا الطيران فجرائمهم ضد الإنسانية ستزداد بشاعة كلما فقدوا المزيد من المدن والمقرات …. ودونكم ما جرى في مدينة نيالا أمس الأول . حيث قتل الط
يران العشرات من المواطنين و خلف العشرات من الجرحى ..الشيء الذي يؤكد أن لا مكان سيكون صالحا للحياة في هذا الوطن. سيخسر الجيش كل معاركه
و سينتقم بضرب أي مكان خسره بالطيران ..

لذلك الآن أمام المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية تاريخية تلزمه
بحماية المدنيين من الهلاك و منع تكرار مصائب 2003 حيث قام بحظر طيران الإخوان المسلمين عن سماء دارفور بعد أن بلغ عدد الضحايا 300 ألف قتيل وبعد أن جرى حرق 350 قرية ..

إن المجتمع الدولي إذا أراد التوصل إلى سلام في السودان وقطع دابر الجماعة الارهابية التي تقود الجيش الآن وإذا أراد تجنيب المنطقة برمتها الانزلاق إلى مستنقع الفوضي فليس أمامه إلا حظر الطيران في سماء السودان …
و عندها ستقف الحرب خلال 72 ساعة فقط لا غير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.